209
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع

الأَموالُ فَقَد قُسِّمَت ، هذا خَبَرُ ما عِندَنا ، فَما خَبَرُ ما عِندَكُم؟
ثُمَّ التَفَتَ إلى أصحابِهِ فَقالَ : أما لَو اُذِنَ لَهُم فِي الكَلامِ لَأَخبَروكُم أنَّ خَيرَ الزّادِ التَّقوى . ۱

زيارة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل البيت عليهم السلام

نظرا للدور المؤثّر والبارز للارتباط برسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته الطاهرين في سعادة الإنسان دنيويّا واُخرويّا ، فقد وردت التوصية بزيارتهم أكثر من الآخرين في حياتهم وبعد مماتهم، وقد جاء في الحديث أنّ الإمام الحسين عليه السلام سأل رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
يا أَبتاه ! ما لِمَن زارَكَ؟
فأجاب النبيّ صلى الله عليه و آله :
يا بُنَيَّ! مَن زارَني حَيّاً أومَيِّتاً أو زارَ أباكَ أو زارَ أخاكَ أو زارَكَ ؛ كانَ حَقّاً عَلَيَّ أن أزورَهُ يَومَ القِيامَةِ واُخلِّصَهُ مِن ذُنوبِهِ . ۲
كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله :
مَن زارَنا في مَماتِنا فَكَأَنَّما زارَنا في حَياتِنا . ۳

ثواب زيارة سيّد الشهداء

من خلال ملاحظة الروايات التي وردت في هذا القسم والتي جاءت في فضيلة زيارة الإمام الحسين عليه السلام ومقارنتها مع الروايات التي وردت بشأن فضيلة زيارة سائر أهل بيت الرسالة ، يتبيّن بوضوح أنّها أوصت بزيارته وأكّدت عليها أكثر من زيارة

1.نهج البلاغة: الحكمة ۱۳۰ .

2.الكافي : ج ۴ ص ۵۴۸ ح۴ ، تهذيب الأحكام: ج ۶ ص ۴ ح ۷، كامل الزيارات: ص ۴۱ ح ۵ .

3.المزار الكبير: ص ۴۱ ح ۲۳، المزار للمفيد: ص ۲۰۱ ح ۳ ، بحار الأنوار: ج ۱۰۰ ص ۱۲۴ ح ۳۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
208

هو أفضل تلاميذ مدرسة الرسول صلى الله عليه و آله ـ بعضَ آثار زيارة الأموات وبركاتها قائلاً :
زوروا مَوتاكُم ؛ فَإِنَّهُم يَفرَحونَ بِزِيارَتِكُم ، وَليَطلُبِ الرَّجُلُ حاجَتَهُ عِندَ قَبرِ أبيهِ واُمِّهِ بَعدَما يَدعو لَهُما . ۱
كما أنّ سيرة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ۲ تشهد أيضاً بأهمّية زيارة الأموات والحضّ عليها ، فقد جاء في كتاب صحيح مسلم :
كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ـ كُلَّما كانَ لَيلَتُها [ عائِشَةَ ] مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ـ يَخرُجُ مِن آخِرِ اللَّيلِ إلَى البَقيعِ فَيقولُ :
اَلسَّلامُ عَلَيكُم دارَ قَومٍ مُؤمِنينَ ، وآتاكُم ما توعَدونَ غَدا مُؤَجَّلونَ ، وإنّا إن شاءَ اللّهُ بِكُم لاحِقونَ . اللّهُمَّ اغفِر لِأَهلِ بَقيعِ الغَرقَدِ . ۳
وروي عن الإمام عليّ عليه السلام أنّه خاطب أهل القبور عند عودته من معركة صفّين واقترابه من مقبرة الكوفة، قائلاً :
يا أهلَ الدِّيارِ الموحِشَةِ ، وَالمَحالِّ المُقفِرَةِ ، وَالقُبورِ المُظلِمَةِ ، يا أهلَ التُّربَةِ ، يا أهلَ الغُربَةِ ، يا أهلَ الوَحدَةِ ، يا أهلَ الوَحشَةِ ، أنتُم لَنا فَرَطٌ سابِقٌ، ونَحنُ لَكُم تَبَعٌ لاحِقٌ ، أمَّا الدّورُ فَقَد سُكِنَت، وأمّا الأَزواجُ فَقَد نُكِحَت، وأمَّا

1.الخصال: ص ۶۱۸ ح ۱۰، الكافي: ج ۳ ص ۲۳۰ ح ۱۰ نحوه ، بحار الأنوار: ج ۱۰ ص ۹۷ ح ۱.

2.الروايات الدالّة على جواز زيارة القبور واستحبابها كثيرة في مصادر أهل السنّة (راجع : صحيح مسلم : ج ۲ ص ۶۷۱ ح ۱۰۵ و۱۰۶ و۱۰۸ ، سنن أبي داوود : ج۳ ص۲۱۸ ح ۳۲۳۴ و۳۲۳۵ و سنن ابن ماجة : ج ۱ ص ۵۰۰ ح ۱۵۷۰ و ص ۵۰۱ ح ۱۵۷۱ ، السنن الكبرى : ج ۴ ص ۱۳۱ ح ۷۲۰۷ ) ، وهم يعتقدون باستحباب زيارة القبور استناداً إلى هذه الروايات المعتبرة عندهم ، كما هو الحال بالنسبة إلى أتباع أهل البيت عليه السلام ، ويُستثنى من ذلك الوهابيّون الذين يثيرون الشكوك حول زيارة القبور بشبهاتٍ واهية .

3.صحيح مسلم: ج ۲ ص ۶۶۹ ح ۱۰۲ وراجع: سنن النسائي: ج ۴ ص ۹۳ والسنن الكبرى: ج ۴ ص ۱۳۲ ح ۷۲۱۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5823
صفحه از 410
پرینت  ارسال به