۳۱۲۰.سحر بابل وسجع البلابل :ولَهُ أيضاً راثِيا جَدَّهُ وإمامَهُ سَيِّدَ الشُّهداءِ الحُسَينَ عليه السلام :
اللّهُ أيُّ دَمٍ في كَربَلا سُفِكالَم يَجرِ فِي الأَرضِ حَتّى أوقَفَ الفَلَكا
وأَيُّ خَيلِ ضَلالٍ بِالطُّفوفِ عَدَتعَلى حَريمِ رَسولِ اللّهِ فَانتُهِكا
يَومٌ بِحامِيَةِ الإِسلامِ قَد نَهَضَتبِهِ حَمِيَّةُ دينِ اللّهِ إذ تُرِكا
رَأى بِأَنَّ سَبيلَ الغَيِّ مُتَّبَعٌوَالرُّشدُ لَم تَدرِ قَومٌ أيَّةً سَلَكا
وَالنّاسُ عادَت إلَيهِم جاهِلِيَّتُهُمكَأَنَّ مَن شَرَّعَ الإِسلامَ قَد أفِكا
وقَد تَحَكَّمَ بِالإِيمانِ طاغِيَةٌيُمسي ويُصبِحُ بِالفَحشاءِ مُنهَمِكا
لَم أدرِ أينَ رِجالُ المُسلِمينَ مَضَواوكَيفَ صارَ يَزيدٌ بَينَهُم مَلِكا
العاصِرُ الخَمرَ مِن لُؤمٍ بِعُنصُرِهِومِن خَساسَةِ طَبعٍ يَعصِرُ الوَدَكا ۱
هَل كَيفَ يَسلَمُ مِن شِركٍ ووالِدُهُما نَزَّهَت حَملَهُ هِندٌ عَنِ الشُّرَكا
لَئِن جَرَت لَفظَةُ التَّوحيدِ في فَمِهِفَسَيفُهُ بِسِوَى التَّوحيدِ ما فَتَكا
قَد أصبَحَ الدّينُ مِنهُ شاكِيا سَقِماًوما إلى أحَدٍ غَيرِ الحُسَينِ شَكا
فَما رَأَى السِّبطُ لِلدّينِ الحَنيفِ شِفَاإلّا إذا دَمُهُ في نَصرِهِ سُفِكا
وما سَمِعنا عَليلاً لا عِلاجَ لَهُإلّا بِنَفسِ مُداويهِ إذا هَلَكا
بِقَتلِهِ فاحَ لِلإِسلامِ طيبُ هُدىًفَكُلَّما ذَكَرَتهُ المُسلِمونَ ذَكا
وصانَ سِترَ الهُدى عَن كُلِّ خائِنَةٍسِترُ الفَواطِمِ يَومَ الطَّفِّ إذ هُتِكا ...
يا مَيِّتا تَرَكَ الأَلبابَ حايِرَةًوبِالعَراءِ ثَلاثا جِسمُهُ تُرِكا
تَأتي الوُحوشُ لَهُ لَيلاً مُسَلِّمَةًوَالقَومُ تُجري نَهارا فَوقَهُ الرَّمَكا ۲
وَيلٌ لَهُم ما اهتَدَوا مِنهُ بِمَوعِظَةٍكَالدُّرِّ مُنتَظِما وَالتِّبرِ مُنسَبِكا
لَم يَنقَطِع قَطُّ مِن إرسالِ حِكمَتِهِحَتَّى بِها رَأسُهُ فَوقَ السِّنانِ حَكى ۳
1.الودك : الدسم ، وقيل : دسم اللّحم (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۵۰۹ «ودك») .
2.الرّمكة : الفرس ، والجمع رَمَكٌ (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۴۳۴ «رمك») .
3.سحر بابل وسجع البلابل : ص ۳۸۳ ، الدرّ النضيد : ص ۲۴۱ .