۲۵ . الشَّيخُ مُحَمَّد عَلِيّ كَمّونَة ۱
۳۱۰۱.أدب الطفّ :الشَّيخُ مُحمَّد عَلِيّ كَمّونَة ، لَهُ القَصيدَةُ الشَّهيرَةُ الَّتي يَصِفُ فيها بُطولَةَ شُهداءِ كَربَلاءَ ، وَمِنها :
أراهُ وَأَمواجُ الهِياجِ تَلاطَمَتيَعومُ بِها مُستَأنِسا باسِما ثَغرا
ولَو لَم يُكَفكِفهُ عَن الفَتكِ حِلمُهُلَعَفَّى دِيارَ الشِّركِ وَاستَأصَلَ الكُفرا
ولَمّا تَجَلَّى اللّهُ جَلَّ جَلالُهُلَهُ خَرَّ تَعظيما لَهُ ساجِدا شُكرا
هَوى وهوَ طَودٌ وَالمَواضي كَأَنَّهانُسورٌ أبَت إلّا مَناكِبَهُ وَكرا
هَوى هَيكَلُ التَّوحيدِ فَالشِّركُ بَعدَهُطَغى غَمرُهُ ۲ وَالنّاسُ في غَمرَةٍ سَكرى
وأَعظِم بِخَطبٍ زَعزَعَ العَرشَ وَانحَنىلَهُ الفَلَكُ الدَّوّارُ مُحدَودِبا ظَهرا
غَداةَ أراقَ الشِّمرُ مِن نَحرِهِ دَمالَهُ انبَجَسَت عَينُ السَّما أدمُعا حُمرا
وإِن أنسَ لا أنسَى العَوادي عَوادِياتَرُضَّ القِرا ۳ مِن مَصدَرِ العِلمِ وَالصَّدرا
ولَم أنسَ فِتيانا تَنادَوا لِنَصرِهِولِلذَّبِّ عَنهُ عانَقوا البيضَ وَالسُّمرا
رِجالٌ تَواصَوا حَيثُ طابَت اُصولُهُموأَنفُسُهُم بِالصَّبرِ حَتّى قَضَوا صَبرا
وما كُنتُ أدري قَبلَ حَملِ رُؤوسِهِمبِأَنَّ العَوالي تَحمِلُ الأَنجُمَ الزُّهرا
حُماةٌ حَمَوا خِدرا أبَى اللّهُ هَتكَهُفَعَظَّمَهُ شَأنا وشَرَّفَهُ قَدرا
فَأَصبَحَ نَهبا لِلمَغاويرِ بَعدَهُمومِنهُ بَناتُ المُصطَفى اُبرِزَت حَسرى
يُقَنِّعُها بِالسَّوطِ شِمرٌ فَإِن شَكَتيُؤَنِّبُها زَجرٌ ويوسِعُها زَجرا
نَوائِحُ إلّا أنَّهُنَّ ثَواكِلٌعَواطِشُ إلّا أنَّ أعيُنَها عَبرى
يَصونُ بِيُمناهَا الحَيا ماءَ وَجهِهاويَستُرُها إن أعوَزَ السِّترُ بِاليُسرى ۴
1.الحاج محمّد عليّ كمّونة بن محمّد بن عيسى النجفي الحائري ، الشهير بابن كمّونة . توفّي في كربلاء سنة (۱۲۸۲ ه) ، ودُفن داخل المشهد الحائري خلف رأس الحسين عليه السلام ، كان شاعراً أديبا . وفي الطليعة : كان فاضلاً مشاركا في العلوم ، تقيّا محبّا لآل بيت محمّد صلى الله عليه و آله ، له ديوان شعر جُلّه في الأئمة عليهم السلام ( راجع : أعيان الشيعة: ج ۱۰ ص ۸ وأدب الطفّ: ج ۷ ص ۱۵۶ ) .
2.الغمْرُ : الماء الكثير ، وماء غمرٌ : كثير مُفرِّق (لسان العرب : ج ۵ ص ۲۹ «غمر») .
3.القَرا : الظهر ، وقيل : وسط الظهر (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۱۷۶ «قرا») .
4.أدب الطفّ : ج ۷ ص ۱۵۷ .