99
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

نعم، إنّ الذين امتنعوا عن نصرة الإمام عليّ عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام والإمام الحسين عليه السلام ، خليقون بأن يتسلّط على رقابهم الحجّاج بن يوسف !
لقد تحقّق تنبّؤ الإمام عليّ عليه السلام سنة ۷۵ هـ ؛ أي بعد مرور ۱۴ عاما على فاجعة كربلاء، حيث قتل الحجّاج طيلة فترة إمارته ۱۲۰ ألف نفر ۱ ، وسجن ۸۰ ألف نفر ؛ كان ۳۰ ألفٍ منهم نساءً . ۲

۵ . أشدّ العقوبات في الآخرة

إنّ الروايات الواردة بشأن شدّة الجزاء الذي سيلقاه قاتلو الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه كثيرة، نكتفي هنا بذكر بعض النماذج :
روى الشيخ الصدوق عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال :
إنَّ فِي النّارِ مَنزِلَةً لَم يَكُن يَستَحِقُّها أحَدٌ مِنَ النّاسِ إلّا بِقَتلِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما ويَحيَى بنِ زَكَرِيّا عليهماالسلام . ۳
كما ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام ضمن رواية مفصّلة في تبيين فضيلة كربلاء وزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، أنّ اللّه تعالى يقول :
وعِزَّتي وجَلالي ، لَاُعَذِّبَنَّ مَن وَتَرَ رَسولي وصَفِيّي، وَانتَهَكَ حُرمَتَهُ ، وقَتَلَ عِترَتَهُ ، ونَبَذَ عَهدَهُ ، وظَلَمَ أهلَ بَيتِهِ ، عَذاباً لا اُعَذِّبُهُ أحَداً مِنَ العالَمينَ . ۴

1.سنن الترمذي : ج ۴ ص ۴۹۹ الرقم ۲۲۲۰ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۱۰ ، تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۳۸۲ ، تاريخ دمشق : ج ۱۲ ص ۱۸۴ ؛ العمدة : ص ۴۶۹ الرقم ۹۸۷ .

2.تاريخ دمشق : ج ۱۲ ص ۱۸۵ ، تاريخ الإسلام : ج ۶ ص ۳۲۳ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۵ ص ۲۰۴۵ ، البداية والنهاية : ج ۹ ص ۱۳۶ .

3.ثواب الأعمال: ص ۲۵۷ ح ۲، كامل الزيارات: ص ۱۶۲ ح ۲۰۲ كلاهما عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۳۰۱ ح ۹.

4.كامل الزيارات ـ هامش ـ : ص ۴۴۷ عن قدامة بن زايدة عن أبيه.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
98

تتبّع المختار قتلة الحسين ، فقتل منهم خلقاً عظيماً حتّى لم يبقَ منهم كثير أحد . ۱
واستناداً إلى رواية وردت في بحار الأنوار، فإنّ المختار قتل طوال حكمه للكوفة ـ والذي استمرّ ثمانية عشر شهراً ـ ثمانية عشر ألفاً ممّن اشترك في قتل الإمام الحسين وأصحابه . ۲ إلّا أنّ في هذه الرواية مبالغة كبيرة . كما أنّ الروايات التي جاءت في بعض المصادر التاريخيّة ، والتي وردت فيها كيفيّة عقوبة عدد من المجرمين على يديه بشكل غير جائز في الإسلام ؛ مثل : المُثلة ، وإلقاء الشخص في الزيت الساخن ، مبالغ فيها أيضاً . ومن المحتمل أنّها اختُلقت من قِبَل أعداء المختار من أجل تشويه سمعة ثورته ، أو اختُلقت من قِبَل مريديه من أجل إيجاد الخوف والرعب في قلوب الأعداء .

۴ . تسلّط الحجّاج بن يوسف على رقابهم

لم يكن الذين لهم دور مباشر في فاجعة كربلاء قد لقوا الجزاء الطبيعي لأعمالهم القبيحة قبل جزاء الآخرة فحسب، بل إنّ الذين كان لهم تأثير غير مباشر في هذه الفاجعة عبر امتناعهم عن نصرة الإمام الحسين عليه السلام ، قد لقوا عقوباتهم الدنيويّة بنحوٍ آخر أيضاً. نعم، تاب بعضهم فتمخّضت عن ذلك نهضة التوّابين ، وقُتلوا في هذا الطريق . وابتُلي بعضهم بتسلّط الحكم الاستبدادي للحجّاج بن يوسف ، الحكم الذي كان قد تنبّأ به الإمام عليّ عليه السلام بخصوص من امتنع عن نصرته، كما جاء في نهج البلاغة، حيث خاطبهم الإمام عليه السلام قائلاً :
أما وَاللّهِ، لَيُسَلَّطَنَّ عَلَيكُم غُلامُ ثَقيفٍ الذَّيّالُ المَيّالُ ، يَأكُلُ خَضِرَتَكُم ، ويُذيبُ شَحمَتَكُم ، إيهٍ أبا وَذحَةَ ۳ . ۴

1.تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۲۵۹.

2.بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۳۸۶.

3.الوَذَحة بالتحريك : الخنفساء من الوَدْح وهو ما يتعلّق بألية الشاة من البعر فيجفّ ، وبعضهم يقوله بالخاء . وأبو وذحة : كنية اشتهر بها الحجّاج لاحقا ، وهي إشارة لقصّة له مع خنفساء حيث كان جالسا فرأى خنفساء تدحرج بعرة وتأتي بها نحوه ، فقال : هذه الخنفساء من خنافس الشيطان .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۶ وراجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب: ج۴ ص۶۷ (القسم السابع / الفصل الثاني / التحذير من سلطة غلام ثقيف).

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5059
صفحه از 430
پرینت  ارسال به