57
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

يكون هو زرعة هذا . وكان زرعة من الذين حرّضوا الآخرين على الحيلولة بين الماء وبين الإمام الحسين عليه السلام ، وانبرى بنفسه لمنع الحسين من شرب الماء . واستنادا إلى رواية ، فإنّ الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء طلب الماء ، إلّا أنّه قبل أن يشربه رشقه زرعة بسهم فأصاب به نحره عليه السلام ، فلم يستطع بعد ذلك أن يشرب الماء ، ودعا عليه الإمام هكذا : «اللّهُمَّ ظَمِّئهُ» . وإثر دعاء الإمام عليه اُصيب زرعة بالعطش والحرارة في داخله ، بحيث كان يصرخ من حرقة كبده مع وجود الماء والثلج . ۱

۲۶۲۷.مجابو الدعوة عن محمّد الكوفيّ :كانَ رَجُلٌ مِن بَني أبانِ بنِ دارِمٍ يُقالُ لَهُ : زُرعَةُ ، شَهِدَ قَتلَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَرَمَى الحُسَينَ عليه السلام بِسَهمٍ ، فَأَصابَ حَنَكَهُ ، فَجَعَلَ يَتَلَقَّى الدَّمَ ، ثُمَّ يَقولُ هكَذا إلَى السَّماءِ ، فَيَرمي بِهِ ، وذلِكَ أنَّ الحُسَينَ عليه السلام دَعا بِماءٍ لِيَشرَبَ ، فَلَمّا رَماهُ حالَ بَينَهُ وبَينَ الماءِ ، فَقالَ : اللّهُمَّ ظَمِّئهُ، اللّهُمَّ ظَمِّئهُ.
قالَ : فَحَدَّثَني مَن شَهِدَهُ وهُوَ يَموتُ ، وهُوَ يَصيحُ مِنَ الحَرِّ في بَطنِهِ وَالبَردِ في ظَهرِهِ ، وبَينَ يَدَيهِ المَراوِحُ وَالثَّلجُ ، وخَلفَهُ الكانونُ ۲ ، وهُوَ يَقولُ : اِسقوني أهلَكَنِيَ العَطَشُ ! فَيُؤتى بِعُسًّ ۳ عَظيمٍ فيهِ السَّويقُ أو الماءُ وَ اللَّبَنُ ، لَو شَرِبَهُ خَمسَةٌ لَكَفاهُم، قالَ : فَيَشرَبُهُ ، ثُمَّ يَعودُ فَيَقولُ : اِسقوني أهلَكَنِيَ العَطَشُ ! قالَ : فَانقَدَّ بَطنُهُ كَانقِدادِ البَعيرِ . ۴

1.راجع : ج ۴ ص ۳۹۷ (القسم الثامن / الفصل التاسع / سهم في الفم) و ص ۴۰۳ (ما جرى على الإمام عليه السلام في آخر لحظة من حياته) .

2.الكانون : موقدُ النار (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۳۷۱ «كون») .

3.العُسُّ : القدح الضخم (لسان العرب : ج ۶ ص ۱۴۰ «ع ») .

4.مجابو الدعوة لابن أبي الدنيا : ص ۹۲ ح ۵۸ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۲۳ ، كفاية الطالب : ص ۴۳۴ وفيه «المرج» بدل «المراوح» ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۱ عن هشام بن الكلبي عن أبيه ، ذخائر العقبى : ص ۲۴۶ ؛ مثير الأحزان : ص ۷۱ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۵۶ نقلاً عن فضائل العشرة عن أبي السعادات بالإسناد والأربعة الأخيرة نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۱۱ ح ۱۲ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
56

المختار، فحارب جيش إبراهيم بن مالك الأشتر وقاتلهم إلى جانب نهر خازر ، وفي هذه الحرب رآه عبدالرحمن بن الحصين المرادي الذي كان في جيش إبراهيم بن الأشتر ، وقال الناس هذا قاتل هانئ ، فهجم عليه برمحه وأرداه قتيلاً .

۲۶۲۶.تاريخ الطبري عن عون بن أبي جحيفة :فَضَرَبَهُ [أي ضَرَبَ هانِئَ بنَ عُروَةَ] مَولىً لِعُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ـ تُركِيٌّ ، يُقالُ لَهُ: رُشَيدٌ ـ بِالسَّيفِ ، فَلَم يَصنَع سَيفُهُ شَيئا ، فَقالَ هانِئٌ: إلَى اللّهِ المَعادُ ، اللّهُمَّ إلى رَحمَتِكَ ورِضوانِكَ ، ثُمَّ ضَرَبَهُ اُخرى فَقَتَلَهُ .
قالَ : فَبَصُرَ بِهِ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ الحُصَينِ المُرادِيُّ بِخازِرَ ۱ ، وهُوَ مَعَ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ، فَقالَ النّاسُ : هذا قاتِلُ هانِئِ بنِ عُروَةَ .
فَقالَ ابنُ الحُصَينِ : قَتَلَنِي اللّهُ إن لَم أقتُلهُ أو اُقتَل دونَهُ ، فَحَمَلَ عَلَيهِ بِالرُّمحِ ، فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ . ۲

راجع : ج ۳ ص ۱۹۷ (القسم السابع / الفصل الرابع / شهادة هاني بن عروة) .

۶ / ۱۷

زُرعَةُ

هو من قبيلة بني أبان بن دارم . وقد ذكرت كتب التاريخ رجلاً من بني أبان بن دارم قاتل محمّد بن عليّ عليه السلام ، وأنّه شارك أيضا في قتل عثمان بن عليّ عليه السلام ، ۳ ويحتمل أن

1.خازِر : هو نهر بين إربل والموصل ، وهو موضع كانت عنده وقعة بين عبيد اللّه بن زياد وإبراهيم بن مالك الأشتر في أيّام المختار ، ويومئذٍ قُتل ابن زياد ، وذلك سنة ۶۶ ه (معجم البلدان : ج ۲ ص ۳۳۷) وراجع : الخريطة رقم ۵ في آخر المجلّد ۵ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۹ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۶۴ وليس فيه ذيله من «قال : فبصر» .

3.راجع : ج ۴ ص ۳۱۸ (القسم الثامن / الفصل الخامس / عبداللّه بن عليّ) و ص ۳۲۱ (عثمان بن عليّ) و ص ۳۴۱ (محمّد بن عليّ) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5018
صفحه از 430
پرینت  ارسال به