53
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

عَبدَ اللّهِ بنَ كامِلٍ إلى حَكيمِ بنِ طُفَيلٍ الطّائِيِّ السِّنبِسِيِّ ، وقَد كانَ أصابَ سَلَبَ ۱ العَبّاسِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ورَمى حُسَينا عليه السلام بِسَهمٍ ، فَكانَ يَقولُ : تَعَلَّقَ سَهمي بِسِربالِهِ ۲ وما ضَرَّهُ . فَأَتاهُ عَبدُ اللّهِ بنُ كامِلٍ ، فَأَخَذَهُ ، ثُمَّ أقبَلَ بِهِ ، وذَهَبَ أهلُهُ ، فَاستَغاثوا بِعَدِيِّ بنِ حاتِمٍ ، فَلَحِقَهُم فِي الطَّريقِ ، فَكَلَّمَ عَبدَ اللّهِ بنَ كامِلٍ فيهِ ، فَقالَ : ما إلَيَّ مِن أمرِهِ شَيءٌ إنَّما ذلِكَ إلَى الأَميرِ المُختارِ . قالَ : فَإِنّي آتيهِ . قالَ : فَأتِهِ راشِدا .
فَمضى عَدِيٌّ نَحوَ المُختارِ ، وكانَ المُختارُ قَد شَفَّعَهُ في نَفَرٍ من قَومِهِ أصابَهُم يَومَ جَبّانَةِ السَّبيعِ ۳ لَم يَكونوا نَطَقوا بِشَيءٍ مِن أمرِ الحُسَينِ ولا أهلِ بَيتِهِ عليهم السلام ، فَقالَتِ الشّيعَةُ لِابنِ كامِلٍ : إنّا نَخافُ أن يُشَفِّعَ الأَميرُ عَدِيَّ بنَ حاتِمٍ في هذَا الخَبيثِ ، ولَهُ مِنَ الذَّنبِ ما قَد عَلِمتَ ، فَدَعنا نَقتُلهُ . قالَ : شَأنَكُم بِهِ .
فَلَمَّا انتَهَوا بِهِ إلى دارِ العَنَزِيّينَ وهُوَ مَكتوفٌ نَصَبوهُ غَرَضا ، ثُمَّ قالوا لَهُ : سَلَبتَ ابنَ عَلِيٍّ عليه السلام ثِيابَهُ ، وَاللّهِ لَنَسلُبَنَّ ثِيابَكَ وأنتَ حَيٌّ تَنظُرُ . فَنَزَعوا ثِيابَهُ .
ثُمَّ قالوا لَهُ : رَمَيتَ حُسَينا عليه السلام وَاتَّخَذتَهُ غَرَضا لِنَبلِكَ ، وقُلتَ : تَعَلَّقَ سَهمي بِسِربالِهِ ولَم يَضُرَّهُ ، وايمُ اللّهِ ، لَنَرمِيَنَّكَ كَما رَمَيتَهُ بِنِبالٍ ما تَعَلَّقَ بِكَ مِنها أجزاكَ . قالَ : فَرَمَوهُ رَشقا واحِدا ، فَوَقَعَت بِهِ مِنهُم نِبالٌ كَثيرَةٌ ، فَخَرَّ مَيِّتا . ۴

راجع : ص ۵۸ (زيد بن رقاد) .

1.في المصدر : «صلب» بدل «سلب» ، وهو تصحيف .

2.السّربالُ : القميصُ (النهاية : ج ۲ ص ۳۵۷ «سربل») .

3.جبّانة السبيع : الجبّان في الأصل الصحراء ، وأهل الكوفة يسمّون المقابر جبّانة ، وبالكوفة محالّ تسمّى بهذا الاسم وتضاف إلى القبائل ، منها جبّانة السبيع كان بها يوم للمختار بن عبيد (معجم البلدان : ج ۲ ص ۹۹) .

4.تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۶۲ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۶ ص ۴۰۷ وذوب النُّضار : ص ۱۱۹ والملهوف : ص ۱۸۲ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
52

أكلٍ وشُربٍ ، هذا يَومُ صَومٍ وذِكرٍ . ۱

۶ / ۱۴

حَكيمُ بنُ طُفَيلٍ

كان حكيم بن الطفيل من جملة الذين رشقوا الإمام الحسين عليه السلام بنبالهم ، إلّا أنّه واستناداً لدعواه فإنّ سهمه أصاب قميص الحسين عليه السلام وحسب ولم يضرّ الإمام شيئاً . ۲ وبعد شهادة الإمام كان ضمن العشرة الذين داسوا بحوافر خيولهم الجثمان المطهّر للإمام عليه السلام . ۳
وقد شارك أيضاً في استشهاد العبّاس بن عليّ عليه السلام ۴ وسلب ثيابه بعد شهادته ۵ ، وعدّ في زيارة العبّاس عليه السلام أحد قاتليه؛ وهذا ما يتلائم مع التقاليد العربيّة في ملكيّة الثياب المسلوبة حيث يرونها ملكا للقاتل . لذلك وخلال ثورة المختار وبعد القبض عليه هجم عليه الناس وعرّوه من ثيابه ورموه جميعا حتّى مات . ۶

۲۶۲۲.المزار الكبيرـ في زِيارَةِ النّاحِيَهِـ : السَّلامُ عَلَى العَبّاسِ بنِ أميرِ المُؤمِنينَ ، المُواسي أخاهُ بِنَفسِهِ ، الآخِذِ لِغَدِهِ مِن أمسِهِ ، الفادي لَهُ الواقي ، السّاعي إلَيهِ بِمِائِهِ ، المَقطوعَةِ يَداهُ ، لَعَنَ اللّهُ قاتِلَيهِ: يَزيدَ بنَ الرُّقادِ ، وحَكيمَ بنَ الطُّفَيلِ الطّائِيَّ . ۷

۲۶۲۳.تاريخ الطبري عن موسى بن عامرـ في حَوادِثِ سَنَةِ سِتٍّ وسِتّينَـ : ثُمَّ إنَّ المُختارَ بَعَثَ

1.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۸۸ .

2.تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۶۲.

3.راجع : ج ۵ ص ۱۳ (القسم التاسع / الفصل الأوّل / وطؤهم جسد الإمام عليه السلام بخيولهم) .

4.راجع : ج ۴ ص ۳۲۴ (القسم الثامن / الفصل الخامس / العبّاس بن علي عليهماالسلام) .

5.راجع : ح ۲۶۲۳ .

6.نفس المصدر .

7.المزار الكبير : ص ۴۸۹ ، الإقبال : ج ۳ ص ۷۴ ، بحار الأنوار : ج ۵۴ ص ۶۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5327
صفحه از 430
پرینت  ارسال به