309
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

المرحلة الثانية : القرن الرابع حتى نهاية القرن السادس

يعتبر هذا العصر عصر ازدهار الشعر والأدب العربي ، فقد عاش فيه كبار الشعراء ونظم أكثر من ۶۸ شاعراً ۱ منهم الشعر في الإمام الحسين عليه السلام وحادثة عاشوراء ، ويمكن الإشارة إلى شعراء كبار مثل : أبي فراس الحمداني ، والشريف الرضي ، والشريف المرتضى ، ومهيار الديلمي، وأبي العلاء المعرّي . والخصوصيّة البارزة في شعر هذا العصر هي الرثاء والتفجّع على المصائب، إضافة إلى خصوصيّات اُخرى نذكرها فيما يلي :

۱ . عدّ بني العبّاس شركاء بني اُميّة في الجرم

سعى بعض أنصار بني العبّاس لتنزيههم عن الرضا بقتل شهداء كربلاء ، ليستغلّوا ذلك لصالح دولة بني العبّاس ، و بالتالي توطيد مُهلِكهم . في حين انبرت طائفة من الشعراء لمواجهة ذلك وفضح هذه الخدعة واعتبروهم شركاء في الجريمة ، فإنّهم وإن لم يكونوا قد تصدّروا الاُمور في ذلك العصر ولم يكن لهم دور مباشر في حادثة الطفّ ، إلّا أنّهم لم يتورّعوا أيّام حكومتهم عن إلحاق الأذى بالشيعة والعلويين ، بل و هدم قبر الحسين بن عليّ عليه السلام .

۲ . تتبّع جذور حادثة عاشوراء

توفّرت في هذا العصر الحرّيات النسبيّة في بعض البلاد العربيّة على إثر إقامة الحكومات الشيعيّة أو ذات النزعة الشيعيّة ، ممّا أدّى إلى أن تُطرح بعض القضايا التي لم يكن طرحها ممكنا في السابق .
وتطالعنا في أشعار هذا العصر إلى حدٍّ ما ظاهرة تتبّع جذور فاجعة كربلاء ، والإشارة إلى الحوادث بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله واغتصاب حقوق أهل البيت عليهم السلام .

1.أدب الطفّ : ج ۲ و ۳.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
308

أشهرهم : الفرزدق، والكميت الأسدي ، ودعبل الخزاعيّ . كما تجب الإشارة إلى أنّ من بين شعراء هذا العصر : أبو الأسود الدؤلي ، والإمام الشافعيّ .
وأمّا الخصائص العامّة لأشعار هذا العصر فهي :

۱ . إظهار الندم من قبل مسبّبي حادثة عاشوراء

نرى بين أوائل الشعراء أشخاصاً عبّروا عن ندمهم وحسرتهم لعدم نصرة الإمام الحسين عليه السلام ، مثل عبيد اللّه بن الحرّ الجعفي .
فقد أنشد قائلاً :

فَأَقسَمتُ لا تَنفَكُّ عَيني حَزينَةًوَعَينِيَ تَبكي لا يَخِفُّ سُجومُها ۱

۲ . لعن قتلة الإمام الحسين عليه السلام والطلب بثأره

من الخصائص الاُخرى لأشعار هذه الفترة ، هي لعن بني اُميّة وقتلة سبط النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله والدعوة لطلب الثأر له . رغم أنّ الإرهاب الذي مارسه حكّام بني اُميّة كان قد ضيّق الخناق على الشعراء وفرض عليهم المطاردة أحياناً .
فقد أنشد دعبل الخزاعي قائلاً :

لُعنوا وقد لُعنوا بقتل إمامهمتركوه وهو مبضّعٌ مخموسُ ۲
وقد قامت حكومة بني اُميّة بمطاردة منصور النمري (ت ۱۹۰ هـ ) لنظمه أشعاراً مثل:

وَيلَكَ يا قاتِلَ الحُسَينِ لَقَدبُؤتَ بِحَملٍ يَنوءُ بِالحامِلِ ۳

1.تاريخ دمشق : ج ۳۷ ص ۴۲۱ .

2.أدب الطفّ: ج۱ ص ۳۰۷.

3.أدب الطفّ: ج۱ ص ۲۰۷.

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5192
صفحه از 430
پرینت  ارسال به