نظرة إلى التغيّرات الطارئة على الشعر الحسيني ۱
يعتبر الأدب والفنّ وخاصّة الشعر من العوامل المهمّة لتخليد الأفكار والثقافات ونشرها. وبما أنّ الشعر يستعين بالمشاعر و العواطف ويثير الإحساس بالجمال لدى الإنسان من جانب ، ويستخدم اللغة السائدة في الغالب من جانب آخر، فإنّ له دورا هامّا في تخليد الثقافة ونشرها.وقد تمتّعت حادثة عاشوراء ـ والتي تمثّل ذروة الفكر والثقافة والتطلّعات الإنسانيّة السامية ـ على مرّ التاريخ بهذه العوامل ، فقد صاغ الشعراء هذه الحادثة في قالب الشعر من حين وقوعها ، فأوّل من صاغها هم المجاهدون من شهداء كربلاء وذويهم ، ذلك لأنّنا لا يمكن أن نتجاهل أراجيز يوم عاشوراء باعتبارها جزءاً من الشعر الحسينيّ ، كما لا يمكن تغافل أشعار اُمّهات الشهداء و زوجاتهم وذويهم الآخرين ، فإنّه قسم آخر من الشعر الحسينيّ . ومنذ ذلك الحين وحتّى اليوم اهتمّ الشعراء من أبناء العربيّة وغيرها وخاصّة الفارسيّة في جميع العصور بهذه الحادثة العظيمة ، رغم أنّ هذا الاهتمام لم يكن على وتيرة واحدة ، بل مرّ ببعض المنعطفات أحيانا، وسما أحيانا اُخرى، كما أنّ وجهات النظر كانت مختلفة تماماً .وقد استقصى مؤلّف كتاب أدب الطفّ، أكثر من ۵۰۰ شاعرٍ عربيٍّ نظم الشعر