أساليب اُخرى أحيانا ، بنحو لم يكن بعضها مرضيّا عند العلماء ، وعلى حدّ تعبير عبد اللّه الأفندي «أطواراً غريبة» ۱ ، لكنّها لم تبلغ الحدّ الذي يدفع العلماء إلى أن يمنعوا الناس منها .وقد أدّى اتّساع مراسم العزاء في البلدان المختلفة وبأشكال متباينة، إلى أن تنفذ شيئاً فشيئاً بين الشعائر المحلّية والوطنيّة أيضاً وتحوّلت إلى شعائر وطنيّة ودينيّة . وقد تعدّت شعائر العزاء النطاق الجغرافي لإيران إلى المناطق الاُخرى . ۲ وعلى سبيل المثال فقد انتشرت بين شيعة الهند، واكتسبت هناك الطابع المحلّي بشكل مدهش ، ثمّ انتقلت مع المهاجرين الهنود إلى بلدان مثل أندونيسيا، بل وحتّى بلدان أميركا الوسطى.
1.صفوية در عرصة دين، فرهنگ وسياست (بالفارسية): ج ۱ ص ۴۶۵ نقلاً عن تحفة فيروزيه، ميرزا عبد اللّه أفندي : ص ۱۶۶.
2.وصلنا نقل تاريخي طريف من «رحلة محمّد ربيع بن محمّد إبراهيم»، سفير الدولة الصفوية في دولة سيام الواقعة في منطقة الهند والصين، والتي عُرفت بـ «السفينة السليمانية»، ويمكن أن تكون من مصاديق هذا الادّعاء. وقد كان هذا البلد الذي هو اليوم جزء من الأراضي التايلندية الحالية، يستعين عادةً بحكومة إيران في المنافسات المحلّية مع الحكومات الاُخرى؛ وذلك على إثر نفوذ التجّار الإيرانيين في حكومتها، وكانت تربطها علاقات جيّدة للغاية مع الدولة الصفوية. وقد أشار السفير الذي سافر إلى هذا البلد في عهد الشاه سليمان في مذكرات سفره، إلى موضوع إقامة مراسم العزاء فيه قائلاً: «حلّ محرّم سنة ۱۰۹۸، وكان هذا الملك [ملك سيام] في بادئ الأمر حيث جلس على مسند حكم تلك الولاية بمساعدة شعب إيران الذين كانوا منشغلين بإقامة مراسم العزاء لأبي عبداللّه الحسين عليه السلام بالنحو الذي سنذكره عاجلاً، كان قد قرّر أن يقيم أهالي مغولية [أي أهالي منطقة الهند والصين وسيام ]مراسم العزاء حسب طقوسهم وشعائرهم، وقام المرحوم آقا محمّد بهدم بيت الأصنام إلى جوار ديارهم بعد أن رأى المصلحة في ذلك، وبنى مسجداً له فضوة، وقرّر أن يمنحهم سنوياً المفروشات والآثاث والشربت والشموع والمصابيح وما يحتاجونه من أجل إقامة المراسم مع مبلغ نقدي من مخصّصات كلّ سنة، وكان قد بذل الاهتمام في هذه السنّة من باب أولى. ولذلك فقد انشغل الإيرانيون [المقيمون في ذلك البلد ]بالتعزية، وكلّف بأن ينقل هؤلاء العبيد كلّ يوم إلى ذلك المسجد ثمّ يعتلي الخطيب المنبر ليلعن بصوت عال عبدة الأوثان والكفّار، وكان في سنواته السابقة يقف ليلاً على ظهر الفيل ويتجوّل ويتفرّج، وكانوا حسب السنّة العريقة والمراسيم المتينة يقرؤون في أوّل الاحتفال وآخره، الفاتحة لسلامة إمام الدين والدنيا وولي النعمة التحقيقي، وكذلك لإفناء واستعدام أعداء أهل البيت، وبعد ذلك يقرؤون الفاتحة للاستهداء (سفينة سليماني «بالفارسية»: ص ۷۴ و ۷۵) .