289
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

محمّد خدابنده ـ هي الاُخرى ذات ميول شيعيّة، واستمرّ حكمهم حتّى عام ۸۱۴ هـ . ق . ويذكر ابن بطّوطة (ت ۷۷۹ هـ . ق) المناطق التالية: كربلاء ، الحلّة، البحرين، قم، كاشان، ساوة وطوس باعتبارها مناطق شيعيّة متعصّبة . ۱
وفي هذا القرن انتشر التشيّع في خراسان أيضاً، خاصّة في حوالي بيهق (سبزوار) حتّى أنّ الخواجه عليّ المؤيّد (ت ۷۳۷ هـ . ق) أحد الحكّام السربداريّة ، طلب من الشهيد الأوّل الذي كان في الشام أن يرحل إلى خراسان لسدّ احتياجاتهم العلميّة والفقهيّة ، فألّف هذا العالم الجليل كتاب اللُّمعة الدمشقية وبعثه إليه. ويمكننا أن نتوصّل من خلال مواقف ابن تيميّة ۲ (ت ۷۲۸ هـ . ق) وتلميذه ابن كثير (ت ۷۷۴ هـ . ق) ۳ ، حول مراسم العزاء أنّ إقامة المآتم كانت رائجة في تلك العصور. فقد كتب ابن تيميّة بعض الردود ، كما ذكر ابن كثير مراسم العزاء التي كان يقيمها الشيعة بعبارة «ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والفزع».
كما أنّ قيام دولة المرعشيّين في طبرستان ذات النزعة الشيعيّة ، يمكنه أن يهيّئ الأرضيةَ لإقامة شعائر عاشوراء.
ويدلّ كتاب روضة الشهداء الذائع الصيت للكاشفي (من الخطباء المعروفين في القرن التاسع) والمشتمل على مراثٍ نُظمت قبله على منزلة الرثاء، وإنشاد المراثي في أدب القرن الثامن. كما يجب أن نذكر القصيدة الغرّاء لسيف الفرغاني، الشاعر والعارف الشيعيّ في هذا القرن ، ومطلعها ما ترجمته :

أيّها القوم ابكوا في هذا العزاءابكوا على قتيل كربلاء ۴

1.رحلة ابن بطوطة : ج ۱ ص ۱۱۶.

2.جامع المسائل لابن تيمية : ص ۹۳ (المجموعة الثالثة).

3.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۰۳ .

4.ديوان سيف فرغاني («بالفارسية» قسم القصائد والمقطوعات) القصيدة رقم ۷۹ ، ص ۱۷۶ . أصل البيت فارسي هو : أي قوم! در اين عزا بگرييدبر كشته كربلا بگرييد


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
288

وهذه الروايات ؛ ومن جملتها ما سبقت الإشارة إليه ، تدلّ على أنّ إقامة العزاء كان قد تجاوز في الثقافة الشيعيّة يوم عاشوراء وشمل العشرة الاُولى من شهر محرّم ، وكان يقام دوماً وعلى مرّ الزمن وبشكل مستوعب، وبخلفيّة ثقافيّة ودينيّة ، على الرغم من أنّه كان يمرّ بمنعطفات كثيرة، إلّا أنّه كان يقام باعتباره سنّة قديمة وشعيرة راسخة .
وفي النصف الثاني من القرن السابع الهجري استولى المغول على العراق بقيادة هولاكو. وحال بعض العلماء من ذوي الحكمة دون القتل والنهب، وطلبوا من هولاكو أن يعطيهم الأمان ويحافظ عليهم فاستجاب لهم ، وبذلك نجت شيعة جنوب بغداد (مثل الحلّة والكوفة وغيرهما) من الفتنة . ۱ وبسقوط العبّاسيين حصل الشيعة على بعض الحرّيات، ومن جهة اُخرى فقد تشيّع أحد خلفاء هولاكو وهو غازان خان في العقود الأخيرة من هذا القرن وسعى في إعمار كربلاء، وبطبيعة الحال فإنّه يفسح الأرضيّة لإعلان إقامة الشعائر .

القرن الثامن

في هذا القرن خطا غازان خان ـ الذي بدأت حكومتُه في سنة ۶۹۴ هـ ـ بعضَ الخطوات لنشر المذهب الشيعيّ . وتولّى الحكم من بعده أخوه السلطان محمّد خدا بنده الذي تشيّع بعد فترة ، وبذل جهوداً كبيرة من أجل نشر التشيّع وجعله مذهباً رسميّاً . وهكذا، اتّسعت أرضيّة الممارسة العلنيّة للعزاء ورفع الشعائر الشيعيّة مع تشيّع الحكّام المغول واكتساب هذا المذهب الطابع الرسمي .
كما كانت سلالة الجلائريّين التي تولّت الحكم في العراق ـ وكانوا أبناء اُخت السلطان

1.جاء في الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المئة السابعة: أمّا أهل الحلّة والكوفة فإنّهم انتزحوا إلى البطائح بأولادهم وما قدروا عليه من أموالهم، وحضر أكابرهم من العلويين والفقهاء مع مجد الدين بن طاووس العلوي إلى حضرة السلطان وسألوه حقن دمائهم، فأجاب سؤالهم وعيّن لهم شحنة، فعادوا إلى بلادهم وأرسلوا إلى من في البطائح من الناس يعرّفونهم ذلك، فحضروا بأهلهم وأموالهم (الحوادث الجامعة : ص ۱۵۹).

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5419
صفحه از 430
پرینت  ارسال به