فاطمة عليهاالسلامفي المدرسة النظاميّة ببغداد وأبكى الشيعة ۱ ، ومن خلاله يمكننا القول بإقامة العزاء على الإمام الحسين عليه السلام ـ والذي كان يمثّل ثقافة شائعة ـ بطريق أولى .
۸ . الرواية الدالّة على أنّ دولة آل باوند ـ والتي ظهرت في طبرستان بميول شيعيّة واستمرّت حتّى نهاية هذا القرن. وفي عهد حكم السيّد بهاء الدين الحسن بن المهديّ المامطيري ـ بعثت رسالة إلى حاكم الهند، الأمير مهراج ، تدلّ على مدى نفوذ التشيّع وانتشاره وشموله لمناطق العراق والشام والحجاز وبلاد مكّة والمدينة ومدن خراسان والعراق وطبرستان وغيرها . ۲ وممّا يجدر ذكره أنّ الشيعة كلّما قويت شوكتهم في مكان ، فإنّ إقامة العزاء على الإمام الحسين عليه السلام كانت تجري قدر الإمكان كشعيرة دينيّة بشكل طبيعي حتّى وإن كانت في الخفاء. وعليه فمن الطبيعي أن يكون الأمر كذلك في هذه المناطق .
القرن السابع
اقترن هذا القرن بقيام الدولة الخوارزميّة في شرق البلاد الإسلامية وإحياء الخلافة العبّاسية من جديد ، بعد أن لم يبق منها سوى الاسم في عهد حكم البويهيّين والسلاجقة لبغداد.
تفيد الروايات الواصلة أنّ مراسم العزاء في هذا القرن تماثل مراسم العزاء في القرن السادس بل كانت أوسع منها أحياناً، وتدلّ بعض الأخبار الواصلة من عقود النصف الأوّل ـ حيث لم يكن المغول قد استولوا بعد على بغداد ـ على إقامة العزاء وقراءة المقتل في عاصمة الخلافة العبّاسية ، فقد طلب المستعصم العبّاسي سنة ۶۴۱ هـ . ق ، من محتسب بغداد (جمال الدين عبدالرحمن بن الجوزي) أن يمنع الناس من قراءة المقتل في يوم عاشوراء؛