287
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

ولكنّه أذن لهم في قراءته إلى جوار مرقد الإمام الكاظم عليه السلام . ۱
كما ذكر عماد الدين الطبري (ت : القرن۷) الاجتماعَ الواسع والكثيف للزائرين في أيّام عزاء أميرالمؤمنين وسيّد الشهداء عليهماالسلام عند ضريحيهما في النجف وكربلاء . ۲
كما أشار المولوي، الشاعر الشهير في القرن السابع في كتابه «مثنوي» إلى وجود العزاء العلني في مدينة حلب، حيث ذكر ضمن أبيات له ما ترجمته :

يئن الشيعة وينوحون مجهشين بالبكاءفي يوم عاشوراء، لمصيبة كربلاء . ۳
ويتحدّث العالم الشيعي الكبير السيّد ابن طاووس عن إقامة العزاء في العشرة الاُولى من محرّم ويدافع عنه . ۴ بالإضافة إلى ذلك فإنّ توصيته بقراءة الملهوف في يوم عاشوراء، تدلّ على وجود ثقافة قراءة المقتل والعزاء في عشرة محرّم في عصر المؤلّف ، أي القرن السابع . ۵

1.جاء في الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المئة السابعة: ص ۹۳ : وفيها تقدّم الخليفة إلى جمال الدين عبد الرحمن بن الجوزي المحتسب بمنع الناس من قراءة المقتل في يوم عاشوراء، والإنشاد في سائر المحال بجانبي بغداد سوى مشهد موسى بن جعفر عليه السلام .

2.أسرار الإمامة : ص ۲۴۴ .

3.مثنوي (بالفارسية): الدفتر السادس ص ۹۵۹ البيت ۷۷۷ . جدير بالذكر أنّ المولوي نفسه قرأ أبياتا غزلية ترجمتها : «أين أنتم أيّها الشهداء الإلهيون»؛ يريد بها شهداء كربلاء .

4.راجع : ص ۱۵۳ (الفصل الأوّل / إقامة المأتم في العشر الاُول من المحرّم).

5.في الإقبال : فمن مهمّات يوم عاشوراء عند الأولياء، المشاركة للملائكة والأنبياء والأوصياء في العزاء، لأجل ما ذهب من الحرمات الإلهية ودرس من المقامات النبوية، وما دخل ويدخل على الإسلام بذلك العدوان من الذلّ والهوان، وظهور دولة إبليس وجنوده على دولة اللّه جلّ جلاله وخواصّ عبيده. فيجلس الإنسان في العزاء لقراءة ما جرى على ذرّية سيّد الأنبياء صلوات اللّه جلّ جلاله عليه وعليهم، وذكر المصائب التي تجدّدت بسفك دمائهم والإساءة إليهم، ويقرأ كتابنا الذي سمّيناه بكتاب اللهوف على قتلى الطفوف. وإن لم يجده قرأ ما نذكره هاهنا، فإنّنا حيث ذكرنا يوم عاشوراء ووظائفه من الأعمال والأقوال، فيحسن أن نذكر ما جرى فيه من وصف الإقبال والقتال، ونسمّيه «كتاب اللطيف في التصنيف في شرح السعادة بشهادة صاحب المقام الشريف»، فنقول: بسم اللّه الرحمن الرحيم، يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن محمّد الطاووس: اللّهمّ إنّنا نقرأ هذا المقتل عليك، ونرفع هذه المظلمة إليك... (الإقبال : ج ۳ ص ۵۶) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
286

فاطمة عليهاالسلامفي المدرسة النظاميّة ببغداد وأبكى الشيعة ۱ ، ومن خلاله يمكننا القول بإقامة العزاء على الإمام الحسين عليه السلام ـ والذي كان يمثّل ثقافة شائعة ـ بطريق أولى .
۸ . الرواية الدالّة على أنّ دولة آل باوند ـ والتي ظهرت في طبرستان بميول شيعيّة واستمرّت حتّى نهاية هذا القرن. وفي عهد حكم السيّد بهاء الدين الحسن بن المهديّ المامطيري ـ بعثت رسالة إلى حاكم الهند، الأمير مهراج ، تدلّ على مدى نفوذ التشيّع وانتشاره وشموله لمناطق العراق والشام والحجاز وبلاد مكّة والمدينة ومدن خراسان والعراق وطبرستان وغيرها . ۲ وممّا يجدر ذكره أنّ الشيعة كلّما قويت شوكتهم في مكان ، فإنّ إقامة العزاء على الإمام الحسين عليه السلام كانت تجري قدر الإمكان كشعيرة دينيّة بشكل طبيعي حتّى وإن كانت في الخفاء. وعليه فمن الطبيعي أن يكون الأمر كذلك في هذه المناطق .

القرن السابع

اقترن هذا القرن بقيام الدولة الخوارزميّة في شرق البلاد الإسلامية وإحياء الخلافة العبّاسية من جديد ، بعد أن لم يبق منها سوى الاسم في عهد حكم البويهيّين والسلاجقة لبغداد.
تفيد الروايات الواصلة أنّ مراسم العزاء في هذا القرن تماثل مراسم العزاء في القرن السادس بل كانت أوسع منها أحياناً، وتدلّ بعض الأخبار الواصلة من عقود النصف الأوّل ـ حيث لم يكن المغول قد استولوا بعد على بغداد ـ على إقامة العزاء وقراءة المقتل في عاصمة الخلافة العبّاسية ، فقد طلب المستعصم العبّاسي سنة ۶۴۱ هـ . ق ، من محتسب بغداد (جمال الدين عبدالرحمن بن الجوزي) أن يمنع الناس من قراءة المقتل في يوم عاشوراء؛

1.لسان الميزان : ج ۵ ص ۲۱۸.

2.تاريخ تشيّع (بالفارسية) لرسول جعفريان : ج ۲ ص ۵۱۹ (نقلاً عن تاريخ طبرستان : ص ۱۱۶ ـ ۱۱۸).

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5115
صفحه از 430
پرینت  ارسال به