285
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

۳ . الرواية التي جاء فيها أنّ الناس طلبوا من سبط ابن الجوزي أن يقرأ المقتل ، فاستجاب لهم، وبكى هو نفسه أثناء قراءته للمقتل . علماً أنّ ذلك حدث في زمان الملك الناصر . ۱
۴ . ذكرنا سابقاً أنّ الشيعة اشترطوا لنصرة حاكم حلب أن يسمح لهم بإقامة الشعائر ومن جملتها إقامة العزاء علنيّاً . ۲
۵ . تحدّث ابن الجوزي في حوادث ۵۲۹ هـ . ق عن تحرّك جموع حاشدة انطلقت لزيارة مرقدي الإمام عليّ والإمام الحسين عليهماالسلام .
هذا وقد ورد التعبير بعبارة «وظهر التشيّع» في المصادر التاريخيّة لذلك العصر، وهو دالّ على الحركة العلنيّة للشيعة من جهة، وعلى وجود الحرّيات النسبيّة من جهة اُخرى . ۳
۶ . عند بيان أحداث سنة ۵۵۳ هـ . ق وقع الحديث عن ذهاب الخليفة العبّاسي المقتفي لأمر اللّه إلى كربلاء وزيارته المشهد الحسيني . ۴
۷ . يروي ابن حجر أنّ الواعظ البلخي (ت ۵۵۶ هـ . ق) أقام مأتم العزاء على

1.البداية النهاية : ج ۱۳ ص ۱۹۴ .

2.في البداية والنهاية : فلمّا استقرّت له [أي لصلاح الدين في سنة ۵۷۰] دمشق بحذافيرها نهض إلى حلب مسرعاً؛ لما فيها من التخبيط والتخليط ... فنزل على جبل جوشن، ثمّ نودي في أهل حلب بالحضور في ميدان باب العراق، فاجتمعوا، فأشرف عليهم ابن الملك نور الدين، فتودّد إليهم وتباكى لديهم وحرّضهم على قتال صلاح الدين، وذلك عن إشارة الاُمراء المقدّمين، فأجابه أهل البلد بوجوب طاعته على كلّ أحد، وشرط عليه الروافض منهم أن يعاد الأذان بحيّ على خير العمل، وأن يُذكر في الأسواق، وأن يكون لهم في الجامع الجانب الشرقي، وأن يذكر أسماء الأئمّة الاثني عشر بين يدي الجنائز، وأن يكبّروا على الجنازة خمساً، وأن تكون عقود أنكحتهم إلى الشريف أبي طاهر بن أبي المكارم حمزة بن زاهر الحسيني، فأجيبوا إلى ذلك كلّه، فأُذّن بالجامع وسائر البلد بحيّ على خير العمل (البداية والنهاية : ج ۱۲ ص ۲۸۸) .

3.المنتظم : ج ۱۸ ص ۳۰۲.

4.المنتظم : ج ۱۸ ص ۱۲۵، سير أعلام النبلاء : ج ۲۰ ص ۴۱۰.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
284

الأيّام الاُولى منه ، ومقتل الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء، وكان يذكرها بنحو كان يثير مشاعر الحاضرين بشدّة ، فكان الكثير منهم يشقّون جيوبهم وينثرون التراب على رؤوسهم ويحسر العلماء رؤوسهم ، وكانت الحشود تطلق أصواتها بالنياح.
كما نقل بعض الروايات الدالّة على قراءة العلماء للمقتل وذكرهم للمصيبة في المساجد ، وإلقاء العلماء للعمائم عن رؤوسهم ، ونياح النساء والرجال .
واستناداً إلى ما ذكرناه فإنّ إقامة العزاء على الإمام الحسين لم تكن تختصّ بالشيعة، وإنّما كانت شائعة أيضاً بين الفرق الاُخرى ومن بينها الشافعيّة والحنفيّة ، وكان هذا العزاء يقام من قبل علماء مثل: محمّد المنصور والأمير العبّادي، والخواجه علي الغزنوي، وصدر الدين الخجندي، وأبي منصور ماشادة، ومجد الهمداني ، والخواجه أبي نصر الهسنجاني، والشيخ أبي الفضائل المشّاط، وأبي منصور الحضرة وقاضي ساوة ، والخواجه أبي المعالي الجويني.
بالإضافة إلى ذلك فقد وصلتنا روايات اُخرى تدلّ بشكل من الأشكال على استمرار مسيرة رثاء الإمام الحسين عليه السلام وإقامة العزاء عليه في القرن السادس ، وهي كالتالي:
۱ . رواية الذهبي إقامة العزاء في بغداد سنة ۵۶۱ ه . ق ، ۱ في غاية السعة والحماس.
۲ . يصرّح الذهبي بأنّ المذهب الشيعي كان قد نشط وانتشر في حوالي عام ۵۹۰ ه . ق ، وكان الناس قد طلبوا من رضيّ الدين الطالقاني القزويني ـ الخطيب الشهير آنذاك ـ ، أن يلعن يزيد على المنبر في يوم عاشوراء. ووافق على ذلك ابن الجوزي الذي كان بدوره خطيبا ذائع الصيت . ۲

1.سير أعلام النبلاء : ج ۲۰ ص ۴۱۶ : في سنة ۵۶۱ عملت الرافضة مأتم عاشوراء وبالغوا .

2.في سير أعلام النبلاء ـ في ترجمة أبي الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني القزويني الشافعي ـ : ظهر التشيّع في زمانه بسبب ابن الصاحب ، فالتمس العامّة منه أن يلعن يزيد على المنبر يوم عاشوراء ، فامتنع، فهمّوا بقتله عدّة مرات ، فلم يغيّر رأيه بسبب ذلك ولم يضعف ، بل سار إلى قزوين ، وأمّا ابن الجوزي فقد مال لذلك (سير أعلام النبلاء : ج ۲۱ ص ۱۹۳، البداية والنهاية : ج ۱۳ ص ۹ نحوه).

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5392
صفحه از 430
پرینت  ارسال به