283
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

بالعويل والنياح ، وكانت شعائر حيّة . فكان مجد الدين المُذكّر الهمداني يقيم مراسم عزاء مفعمة بالحماس في همدان ـ التي كانت معسكر الأتراك السلاجقة ـ حتّى أنّها كانت قد أثارت دهشة أهل قمّ .
وفي نيسابور، كان أبو المعالي نجم الدين أبو القاسم البُزاري الذي كان حنفيّ المذهب يقيم في يوم عاشوراء شعائر العزاء كاملة، وكان يلقي العمامة ، وينثر التراب على رأسه ، وكان بكاؤه وصراخه يتجاوزان الحدّ .
وفي مدينة الريّ التي كانت من أكبر مدن البلاد الإسلاميّة في ذلك العصر ، كان الشيخ أبو الفتوح النصر آبادي والخواجه محمود الحدادي الحنفيّان وآخرون يقيمون مراسم العزاء في خان كوشك والمساجد الكبيرة على الإمام الحسين عليه السلام ويلعنون الظلمة .
ومن جهة اُخرى، كان الخواجه الإمام شرف الأئمّة أبو نصر الهسنجاني يذكر واقعة كربلاء بحضور ومساعدة الاُمراء الأتراك والوجهاء والحنفيّين المعروفين بشكل لا يستطيعه الآخرون .
كما كان الخواجه الإمام أبو منصور الحضرة ـ من علماء الشافعيّة ومن الطراز الأوّل فيهم ـ يقيم مراسم العزاء فيذكر أحداث كربلاء عندما كان قاطنا في الريّ ، وذلك في يوم عاشوراء في مسجد سرهنگ الجامع .
كما أن القاضي عمدة الساوجي الحنفيّ المذهب الذي كان خطيباً معروفاً، حسر عن رأسه وشقّ ثيابه عند ذكر مصيبة أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام بنحوٍ لم يُرَ مثله ، وذلك في ساوة وفي المسجد الجامع طغرل وفي محضر عشرين ألف شخص .
وأقام الخواجه تاج شعري النيسابوري في يوم عاشوراء سنة ۵۵۵ ه . ق مجلس عزاء فخم بإذن القاضي في الجامع العتيق .
مضافا إلى ذلك، فقد كان شهاب المشّاط يقيم مجلس العزاء بحضور نساء الاُمراء الأتراك ، وكان يبدأه كلّ سنة مع حلول شهر محرّم . وكان يروي مقتل عثمان وعليّ عليه السلام في


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
282

ونظرا إلى ما حكاه هذا الكتاب من انتشار مراسم العزاء الحسيني في القرن السادس الهجري وسعتها ـ وبوضوح ـ ، فلذا ارتأينا هنا ذكر خلاصة ما جاء فيه حول هذا الموضوع في عدّة فقرات :
إقامة شعائر العزاء في يوم عاشوراء من كلّ سنة ، وإظهار الجزع .
رواية أحداث كربلاء على المنابر وتجدّد مصائب شهداء كربلاء.
لإظهار العزاء يلقي العلماء العمائم عن رؤوسهم ، ويشقّ عامّة الناس جيوبهم ، وتخمش النساء وجوههنّ ويبكين.
التزم الوجهاء والعلماء الكبار من المذهبين الحنفي والشافعي، وعلماؤهما وفقهاؤهما، جيلاً بعد آخر، بسنّة إقامة العزاء على الإمام الحسين عليه السلام . وللشافعي الذي يعدّ إمام الشافعيّين أشعار كثيرة في رثاء الإمام الحسين عليه السلام وشهداء كربلاء، حيث يقول في مطلع إحدى مراثيه :

أبكي الحسين وأرثي ]منه] جحجاحامن أهل بيت رسول اللّه مصباحا ۱
ويقول في قصيدة عزاء اُخرى :

تَأَوّبَ هَمّي والفؤاد كئيبوأرّق نَومي فالرقادُ غريب ۲
ولكبار الشافعيّة والحنفيّة، مراثٍ كثيرة في شهداء كربلاء .
وكان الخواجه أبو نصر ماشادة أحد شخصيّات أهل السنّة في إصفهان، يقيم سنويّاً في يوم عاشوراء، مراسم العزاء على الإمام الحسين عليه السلام مقترنة بالأنين والصراخ .
وكان الخواجه عليّ الغزنوي الحنفيّ ، يقيم هذه الشعائر بحفاوة بالغة في دار الخلافة بغداد .
وكانت مراسم العزاء على الإمام الحسين عليه السلام تقام سنويّاً في يوم عاشوراء مقترنة

1.كتاب نقض (بالفارسية) : ص۳۷۰ .

2.راجع : ص ۳۶۷ ح ۲۹۳۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5548
صفحه از 430
پرینت  ارسال به