257
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

المرحلة الرابعة : عصر اكتساب العزاء على الإمام الحسين عليه السلام الصفة الرسميّة بعد إقامة الدول الشيعيّة في القرنين الرابع والخامس الهجريّين .
المرحلة الخامسة : مراسم العزاء في القرن السادس وحتّى القرن التاسع الهجري، أي حتّى بداية قيام الدولة الصفوية المقتدرة .
المرحلة السادسة : العزاء في عهد حكم الصفويّين (القرن العاشر وحتّى الثاني عشر الهجري) .
المرحلة السابعة : العزاء بعد العهد الصفوي وحتّى اليوم .

المرحلة الاُولى (بعد شهادة الإمام وحتّى هلاك قاتليه)

كان هدف أهل البيت عليهم السلام منصبّاً في هذه المرحلة على السعي من أجل إيقاظ الضمائر النائمة ، وفتح الأذهان المغلقة ، وتحرير الأفكار المكبّلة بالإعلام الواسع لبني اُميّة . وقد جاء في بعض الروايات ـ التي وصلتنا على الرغم من التعتيم الإعلامي والثقافي والتاريخي الشديد من قبل بني اُميّة ـ أنّ أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله كانوا يصرخون ۱ من أعماق قلوبهم عند غروب يوم عاشوراء المفعم بالأحزان عند رؤيتهم جسد الإمام الحسين عليه السلام وأجساد أهل بيته وأصحابه الملطّخة بالدماء ، إلى درجة جعلت الأعداء أنفسهم يتأثّرون لهذا المشهد ، حتّى بكى بعض الأشخاص في جيش يزيد .
وبعد ذلك سجّل الأسرى ـ الذين كانوا يضطلعون برسالة التوعية ـ مواقف تدعو إلى الدهشة والإجلال خلال مرورهم بالقرى والمدن المختلفة .
وعلى سبيل المثال، فإنّ أهالي الكوفة عند رؤيتهم اُسارى أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله ، وعند استماعهم إلى الخطب الملحميّة لأهل بيت الرسالة ـ والتي ذكّرتهم بأيّام تواجدهم في

1.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۶ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۹ ، وراجع : هذه الموسوعة : ج ۵ ص ۱۳۷ ( القسم التاسع / الفصل السادس / وداع أهل البيت مع الشهداء ) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
256

وما سنقرّره هنا هو المسيرة التاريخية لشعائر العزاء هذه، مستندين في ذلك إلى المصادر والمستندات الكثيرة، كي نبرز من جهةٍ حقيقة هذه الحادثة، ونجيب من جهةٍ اُخرى على السؤال أو الاستفسار المطروح في السطور السابقة .

نظرة تاريخية لشعائر عزاء الإمام الحسين عليه السلام ومراحلها

يمكن أن نتناول مراسم العزاء على سيّد الشهداء عليه السلام بالدراسة والنقد والتحليل على عدّة مراحل تاريخيّة هي :
المرحلة الاُولى : من شهادة الإمام عليه السلام وحتّى هلاك قاتليه . ۱
المرحلة الثانية : إقامة العزاء كشعيرة دينيّة من قبل الأئمّة عليهم السلام ، حيث اجتازت هي بدورها بعض المراحل :
أولاً : تهيئة الأرضيّة لسنّة العزاء على يد الإمام زين العابدين عليه السلام .
ثانيا : تحكيم أركان العزاء من قبل الإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام .
ثالثا : إكمال العزاء ونشره من قبل الإمام الكاظم والإمام الرضا عليهماالسلام .
المرحلة الثالثة : تطوّر العزاء حتّى عصر اكتسابه الطابع الرسمي .

1.ينبغي أن نذكّر هنا أنّ التقاليد التي كانت شائعة بين العرب آنذاك ، هي ألّا يقيموا مراسم العزاء والحداد حتّى موت القاتل، أو الأخذ بثأره من المتسبّبين في مقتله، وبذلك فقد كانوا يؤخّرون ذلك كي يحافظوا على روح الانتقام بين الأقارب لتدفعهم إلى الأخذ بثأر القتيل؛ ذلك لأنّهم كانوا يعتقدون بأنّ الحداد والبكاء يؤدّيان إلى خمود حسّ الانتقام والغضب على القاتلين. يقول جواد عليّ في كتاب المفصل في تاريخ العرب (ج ۵ ص ۱۵۶): «وكانت العرب لا تندب قتلاها ولا تبكي عليها حتّى يُثأر بها، فإذا قُتل قاتل القتيل بكت عليه وناحت» ويمكن أن نستشهد على قوله بـ «منع البكاء على قاتلي كفّار قريش في معركة بدر». ولكنّ أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله وبنو هاشم، وعلى خلاف السيرة الجاهلية أقاموا العزاء بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام مباشرة. ولكن يبدو ممّا جاء من أنّهم كانوا يمتنعون عن الزينة الظاهرية حتّى مقتل القاتلين، أنّ سلوكهم خلال هذه الفترة كان متأثّراً بتلك التقاليد العربية، حيث كانوا يهتمّون بالإبقاء على حادثة القتل، مع إدخال بعض التغييرات على هذه التقاليد، أي عدم الامتناع عن البكاء والعزاء .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5026
صفحه از 430
پرینت  ارسال به