233
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

۲۸۳۰.كفاية الأثر عن الكميت :دَخَلتُ عَلى سَيِّدي أبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الباقِرِ عليهماالسلام ، فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ! إنّي قَد قُلتُ فيكُم أبياتا ، أفَتَأذَنُ لي في إنشادِها .
فَقالَ : إنَّها أيّامُ البيضِ . قُلتُ : فَهُوَ فيكُم خاصَّةً . قالَ : هاتِ ! فَأَنشَأتُ أقولُ :

أضحَكَنِي الدَّهرُ وأبكانيوَالدَّهرُ ذو صَرفٍ وألوانِ
لِتِسعَةٍ بِالطَّفِّ قَد غودِرواصاروا جَميعا رَهنَ أكفانِ
فَبَكى وبَكى أبو عَبدِ اللّهِ عليهماالسلام ، وسَمِعتُ جارِيَةً تَبكي مِن وَراءِ الخِباءِ . فَلَمّا بَلَغتُ إلى قَولي :

وسِتَّةٌ لا يُتَجارى بِهِمبَنو عَقيلٍ خَيرُ فِتيانِ
ثُمَّ عَلِيُّ الخَيرِ مَولاكُمُذِكرُهُم هَيَّجَ أحزاني
فَبَكى ، ثُمَّ قالَ عليه السلام : ما مِن رَجُلٍ ذَكَرَنا أو ذُكِرنا عِندَهُ فَخَرَجَ مِن عَينَيهِ ماءٌ ولَو قَدرَ مِثلِ جَناحِ البَعوضَةِ ، إلّا بَنَى اللّهُ لَهُ بَيتا فِي الجَنَّةِ ، وجَعَلَ ذلِكَ حِجابا بَينَهُ وبَينَ النّارِ ، فَلَمّا بَلَغتُ إلى قَولي :
مَن كانَ مَسرورا بِما مَسَّكُمأو شامِتا يَوما مِنَ الآنِ
فَقَد ذَلَلتُم بَعدَ عِزٍّ فَماأدفَعُ ضَيما حينَ يَغشاني
أخَذَ بِيَدي وقالَ : اللّهُمَّ اغفِر لِلكُمَيتِ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ ، فَلَمّا بَلَغتُ إلى قَولي :

مَتى يَقومُ الحَقُّ فيكُم مَتىيَقومُ مَهدِيُّكُمُ الثّاني
قالَ : سَريعا إن شاءَ اللّهُ سَريعا .
ثُمَّ قالَ : يا أبَا المُستَهِلِّ ۱ ! إنَّ قائِمَنا هُوَ التّاسِعُ مِن وُلدِ الحُسَينِ عليه السلام ، لِأَنَّ الأَئِمَّةَ بَعدَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله اثنا عَشَرَ ، وهُوَ القائِمُ. ۲

1.وهي كنية الكميت (راجع : ص ۳۵۱ «القسم الثاني عشر / الفصل الثاني / الكميت») .

2.كفاية الأثر : ص ۲۴۸ ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۳۹۰ ح ۲ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
232

مِنَ الدُّموعِ ، فَقُلتُ : يا مَولايَ ! أما آنَ لِحُزنِكَ أن يَنقَضِيَ ولِبُكائِكَ أن يَقِلَّ؟
فَقالَ لي : وَيحَكَ إنَّ يَعقوبَ بنَ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عليهم السلام كانَ نَبِيّا ابنَ نَبِيٍّ ، لَهُ اثنا عَشَرَ ابنا فَغَيَّبَ اللّهُ سُبحانَهُ واحِدا مِنهُم ، فَشابَ رَأسُهُ مِنَ الحُزنِ ، وَاحدَودَبَ ظَهرُهُ مِنَ الغَمِّ وَالهَمِّ ، وذَهَبَ بَصَرُهُ مِنَ البُكاءِ ، وَابنُهُ حَيٌّ في دارِ الدُّنيا ؛ وأنَا رَأَيتُ أبي وأخي وسَبعَةَ عَشَرَ مِن أهلِ بَيتي صَرعى مَقتولينَ ، فَكَيفَ يَنقَضي حُزني ويَقِلُّ بُكائي؟ ۱

۲۸۲۷.الملهوف :قَد رُوِيَ عَن مَولانا زَينِ العابِدينَ عليه السلام ـ وهُو ذُو الحِلمِ الَّذي لا يَبلُغُ الوَصفُ إلَيهِ ـ إنَّهُ كانَ كَثيرَ البُكاءِ لِتِلكَ البَلوى ، عَظيمَ البَثِّ وَالشَّكوى. ۲

۲۸۲۸.الدعوات :لَمّا بَعَثَ المُختارُ بِرَأسِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَلَيهِ اللَّعنَهُ إلَيهِ ، وقالَ : لا تُعلِم أحَدا ما مَعَكَ حَتّى يَضَعَ الغِذاءَ ، فَدَخَلَ وقَد وُضِعَتِ المائِدَةُ ، فَخَرَّ زَينُ العابِدينَ عليه السلام ساجِدا ، وبَكى وأطالَ البُكاءَ ، ثُمَّ جَلَسَ .
فَقالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أدرَكَ لي بِثَأري قَبلَ وَفاتي. ۳

۴ / ۱۳

بُكاءُ الإِمامِ الباقِرِ عليه السلام

۲۸۲۹.مروج الذهب عن مُحَمَّد بن سليمان النوفلي :لَمّا قالَ الكُمَيتُ بنُ زَيدٍ الأَسَدِيُّ ـ مِن أسَدِ مُضَرَ بنِ نِزارٍ ـ الهاشِمِيّاتِ... فَحينَئِذٍ قَدِمَ المَدينَةَ ، فَأَتى أبا جَعفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهم السلام ، فَأَذِنَ لَهُ لَيلاً وأنشَدَهُ ، فَلَمّا بَلَغَ مِنَ الميمِيَّةِ قَولَهُ :
وقَتيلٍ بِالطَّفِّ غَودِرَ مِنهُمبَينَ غَوغاءِ ۴ اُمَّةٍ وطَغامِ ۵
بَكى أبو جَعفَرٍ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : يا كُمَيتُ ! لَو كانَ عِندَنا مالٌ لَأَعطَيناكَ ، ولكِن لَكَ ما قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِحَسّانِ بنِ ثابِتٍ : لازِلتَ مُؤَيَّدا بِروحِ القُدُسِ ما ذَبَبتَ عَنّا أهلَ البَيتِ . ۶

1.الملهوف : ص ۲۳۴ ، مسكّن الفؤاد : ص ۹۲ ، نزهة الناظر : ص ۹۴ ح ۳۱ ، أعلام الدين : ص ۳۰۰ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۶۱ ح ۲۱ .

2.الملهوف : ص ۲۳۳ .

3.الدعوات : ص ۱۶۲ ح ۴۴۹ .

4.غَوغَاءُ النّاس : أصل الغَوْغاء الجَراد حين يَخِفُّ للطيران ، ثمّ استعير للسّفلَة من الناس والمتسرّعين إلى الشرّ (النهاية : ج ۳ ص ۳۹۶ «غوغ») .

5.الطّغامُ : أوغاد الناس وأراذلهم (تاج العروس : ج ۱۷ ص ۴۴۱ «طغم») .

6.مروج الذهب : ج ۳ ص ۲۴۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5422
صفحه از 430
پرینت  ارسال به