ثُمَّ قالَ لي : يا أبا بَصيرٍ ، أما تُحِبُّ أن تَكونَ فيمَن يُسعِدُ فاطِمَةَ عليهاالسلام ، فَبَكَيتُ حينَ قالَها فَما قَدَرتُ عَلَى المَنطِقِ ، وما قَدَرتُ عَلى كَلامي مِنَ البُكاءِ .
ثُمَّ قامَ إلَى المُصَلّى يَدعو ، فَخَرَجتُ مِن عِندِهِ عَلى تِلكَ الحالِ ، فَمَا انتَفَعتُ بِطَعامٍ وما جاءَنِي النَّومُ ، وأصبَحتُ صائِما وَجِلاً حَتّى أتَيتُهُ ، فَلَمّا رَأَيتُهُ قَد سَكَنَ سَكَنتُ ، وحَمِدتُ اللّهَ حَيثُ لَم تَنزِل بي عُقوبَةٌ. ۱
۲۸۰۵.تفسير فرات عن جعفر بن مُحَمَّد الفزاري معنعنا عن أبي عبد اللّه [الصادق] عليه السلام :كانَ الحُسَينُ عليه السلام مَعَ اُمِّهِ تَحمِلُهُ ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وقالَ : لَعَنَ اللّهُ قاتِلَكَ ، ولَعَنَ اللّهُ سالِبَكَ ، وأهلَكَ اللّهُ المُتَوازِرينَ عَلَيكَ ، وحَكَمَ اللّهُ بَيني وبَينَ مَن أعانَ عَلَيكَ .
قالَت فاطِمَةُ عليهاالسلام : يا أبَه! أيَّ شَيءٍ تَقولُ؟ قالَ : يا بِنتاه ، ذَكَرتُ ما يُصيبُهُ ۲ بَعدي وبَعدَكِ مِنَ الأَذى وَالظُّلمِ وَالبَغيِ ، وهُوَ يَومَئِذٍ في عُصبَةٍ كَأَنَّهُم نُجومُ السَّماءِ يَتَهادَونَ إلَى القَتلِ ، وكَأَنّي أنظُرُ إلى مُعَسكَرِهِم وإلى مَوضِعِ رِحالِهِم وتُربَتِهِم .
قالَت : يا أبَه ! وأنّى (وأينَ) هذَا المَوضِعُ الَّذي تَصِفُ؟
قالَ : مَوضِعٌ يُقالُ لَهُ كَربَلاءُ ، وهِيَ دارُ كَربٍ وبَلاءٍ عَلَينا وعَلَى الاُمَّةِ ، يَخرُجُ عَلَيهِم شِرارُ اُمَّتي ، وإنَّ أحَدَهُم لَو يَشفَعُ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرَضينَ ما شُفِّعوا فيهِ ، وهُمُ المُخَلَّدونَ فِي النّارِ.
قالَت : يا أبَه! فَيُقتَلُ؟ قالَ : نَعَم يا بِنتاه ، وما قُتِلَ قِتلَتَهُ أحَدٌ كانَ قَبلَهُ ، وتَبكيهِ السَّماواتُ وَالأَرَضونَ وَالمَلائِكَةُ وَالوَحشُ وَالنَّباتاتُ وَالبِحارُ وَالجِبالُ ، ولَو يُؤذَنُ لَها