21
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

۶ / ۳

عُمَرُ بنُ سَعدٍ

أبو حفص عمر بن سعد بن أبي وقّاص، قائد جيش عبيد اللّه بن زياد في حربه مع الإمام الحسين عليه السلام . اختُلف في سنة ولادته . ۱
وُلد في اُسرة قرشيّة وذات شأن نسبياً ۲ ، إلّا أنّه كان يهوى الرئاسة منذ بداية شبابه ، وكان يرى أنّ والده أليق الناس للخلافة . ۳
كان ابن سعد المجرم الثالث في فاجعة كربلاء ، وكان يتولّى قيادة العمليّات في كربلاء؛ طمعا في ملك الريّ الذي وعده به كذبا ابنُ زياد ، واقترف أبشع الجرائم التي أحاقت به وباُسرته إلى الأبد .
لكنّه لم يبلغ مُنيته كما تنبّأ بذلك الإمام الحسين عليه السلام ، وظلّ خائباً في الكوفة حتّى نال جزاءه الدنيويّ في ثورة المختار .
وقد هيمن الخوف والرعب على عمر بن سعد بعد ثورة المختار ، ثمّ حصل على كتاب الأمان من المختار بواسطة عبد اللّه بن جعدة بن هبيرة، إلّا أنّ المختار الذي كان قد كتب كتاب الأمان ذا وجهين بذكاوة، دبّر في أوّل فرصة ذريعة لكي يرسل أحد أصحابه المدعو أبا عمرة للقبض عليه، فقتله بالسيف في اشتباك جرى بينهما ، ووضع رأسه في قبائِه وجاء به إلى المختار .
فعرض المختار رأس عمر بن سعد على حفص ، نجل عمر بن سعد وسأله عمّا إذا كان يعرفه، فأجابه حفص، نعم، واسترجع وقال:

1.راجع : ص ۲۲ ح ۲۵۷۸ .

2.يرتفع نسبه من جهة أبيه سعدبن أبي وقّاص إلى عبد مناف ومن جهة اُمّه مارِية بنت قيس بن معدي كرب إلى امرئ القيس الكندي (تاريخ دمشق: ج ۴۵ ص ۳۷ و ۴۰).

3.تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۶۷، وقعة صفّين : ص ۵۳۸.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
20

النّاسُ ، فَذاكَ الوَقتُ الَّذي يوضَعُ فيهِ طَعامُهُ ، فَادخُل إلَيهِ .
فَجاءَ الرَّسولُ إلى بابِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَلَمّا فُتِحَت أبوابُهُ ، ودَخَلَ النّاسُ لِلطَّعامِ ، نادى بِأَعلى صَوتِهِ : يا أهلَ بَيتِ النُّبُوَّةِ ، ومَعدِنَ الرِّسالَةِ ، ومَهبِطَ المَلائِكَةِ ، ومَنزِلَ الوَحيِ ! أنَا رَسولُ المُختارِ بنِ أبي عُبَيدٍ ، مَعي رَأسُ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ، فَلَم تَبقَ في شَيءٍ مِن دورِ بَني هاشِمٍ امرَأةٌ إلّا صَرَخَت ، ودَخَلَ الرَّسولُ ، فَأَخرَجَ الرَّأسَ ، فَلَمّا رَآهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام قالَ : أبعَدَهُ اللّهُ إلَى النّارِ .
ورَوى بَعضُهُم : أنَّ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام لَم يُرَ ضاحِكا يَوما قَطُّ مُنذُ قُتِلَ أبوهُ ، إلّا في ذلِكَ اليَومِ ، وأنَّهُ كانَ لَهُ إبِلٌ تَحمِلُ الفاكِهَةَ مِنَ الشّامِ ، فَلَمّا اُتِيَ بِرَأسِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ، أمَرَ بِتِلكَ الفاكِهَةِ ، فَفُرِّقَت في أهلِ المَدينَةِ ، وَامتَشَطَت نِساءُ آلِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَاختَضَبنَ ، ومَا امتَشَطَتِ امرَأَةٌ ولَا اختَضَبَت مُنذُ قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام . ۱

۲۵۷۴.ذوب النُّضار عن الإمام الصادق عليه السلام :مَا اكتَحَلَت هاشِمِيَّةٌ وَلا اختَضَبَت ، ولا رُئِيَ في دارِ هاشِمِيٍّ دُخانٌ خَمسَ حِجَجٍ ، حَتّى قُتِلَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ لَعَنَهُ اللّهُ . ۲

۲۵۷۵.ذوب النُّضار عن فاطمة بنت أمير المؤمنين عليه السلام :ما تَحَنَّأَت ۳ امرَأَةٌ مِنّا ولا أجالَت في عَينِها مِروَدا ۴ ولَا امتَشَطَت ، حَتّى بَعَثَ المُختارُ رَأسَ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ . ۵

1.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۵۹ .

2.ذوب النضّار : ص ۱۴۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۸۶ نقلاً عن المرزبانيّ وراجع : كامل الزيارات : ص ۱۶۷ ح ۲۱۹ .

3.حَنَّأتُ لحيته بالحنّاء : خَضَبْتُ (الصحاح : ج ۱ ص ۴۵ «حنأ») .

4.المِرْوَدُ : المِيلُ الذي يكتحل به (النهاية : ج ۴ ص ۳۲۱ «مرود») .

5.ذوب النضّار : ص ۱۴۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۸۶ نقلاً عن المرزباني وراجع : رجال الكشّي : ج ۱ ص ۳۴۱ الرقم ۲۰۲ ورجال ابن داوود : ص ۲۷۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5150
صفحه از 430
پرینت  ارسال به