193
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

الصَّبرَ عَلَى الأَذى فيكَ ، وَاجعَل لَهُم أيّاما مَشهودَةً وأوقاتا مَحمودَةً مَسعودَةً يوشِكُ فيها ۱ فَرَجُهُم ، وتوجِبُ فيها تَمكينَهُم ونَصرَهُم ، كَما ضَمِنتَ لِأَولِيائِكَ في كِتابِكَ المُنزَلِ ؛ فَإِنَّكَ قُلتَ وقَولُكَ الحَقُّ : «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَ عَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْئا» . ۲
اللّهُمَّ فَاكشِف غُمَّتَهُم يا مَن لا يَملِكُ كَشفَ الضُّرِّ إلّا هُوَ ، يا أحَدُ يا حَيُّ يا قَيّومُ ، وأنَا يا إلهي عَبدُكَ الخائِفُ مِنكَ وَالرّاجِعُ إلَيكَ ، السّائِلُ لَكَ المُقبِلُ عَلَيكَ ، اللاجِئُ إلى فِنائِكَ ، العالِمُ بِأَنَّهُ لا مَلجَأَ مِنكَ إلّا إلَيكَ .
اللّهُمَّ فَتَقَبَّل دُعائي ، وَاسمَع يا إلهي عَلانِيَتي ونَجوايَ ، وَاجعَلني مِمَّن رَضيتَ عَمَلَهُ وقَبِلتَ نُسُكَهُ ونَجَّيتَهُ بِرَحمَتِكَ إنَّكَ أنتَ العَزيزُ الكَريمُ . اللّهُمَّ وصَلِّ أوَّلاً وآخِرا عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وبارِك عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وارحَم مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ ، بِأَكمَلِ وأفضَلِ ما صَلَّيتَ وبارَكتَ وتَرَحَّمتَ عَلى أنبِيائِكَ ورُسُلِكَ ومَلائِكَتِكَ وحَمَلَةِ عَرشِكَ بِلا إلهَ إلّا أنتَ .
اللّهُمَّ ولا تُفَرِّق بَيني وبَينَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وعَلَيهِم ، وَاجعَلني يا مَولايَ مِن شيعَةِ مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وذُرِّيَّتِهِمُ الطّاهِرَةِ المُنتَجَبَةِ ، وهَب لِيَ التَّمَسُّكَ بِحَبلِهِم وَالرِّضى بِسَبيلِهِم وَالأَخذِ بِطَريقَتِهِم ، إنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ .
ثُمَّ عَفِّر وَجهَكَ فِي الأَرضِ ، وُقل :
يا مَن يَحكُمُ ما يَشاءُ ويَفعَلُ ما يُريدُ ، أنتَ حَكَمتَ فَلَكَ الحَمدُ مَحمودا

1.في المصدر : «تها أوراقيها» بدل «يوشك فيها» ، وهي كما ترى ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى .

2.النور : ۵۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
192

عِلمِكَ ووَرَثَةَ حِكمَتِكَ ووَحيِكَ .
اللّهُمَّ ، فَزَلزِل أقدامَ أعدائِكَ وأعداءِ رَسولِكَ وأهلِ بَيتِ رَسولِكَ ، اللّهُمَّ ، وأخرِب دِيارَهُم وَافلُل سِلاحَهُم ، وخالِف بَينَ كَلِمَتِهِم وفُتَّ في أعضادِهِم ، وأوهِن كَيدَهُم وَاضرِبهُم بِسَيفِكَ القاطِعِ ، وَارمِهِم بِحَجَرِكَ الدّامِغِ ، وطُمَّهُم بِالبَلاءِ طَمّا ، وقُمَّهُم ۱ بِالعَذابِ قَمّا ، وعَذِّبهُم عَذابا نُكرا ، وخُذهُم بِالسِّنينَ ۲ وَالمَثُلاتِ ۳ الَّتي أهلَكتَ بِها أعداءَكَ ، إنَّكَ ذو نَقِمَةٍ مِنَ المُجرِمينَ ، اللّهُمَّ ، إنَّ سُنَّتَكَ ضائِعَةٌ ، وأحكامَكَ مُعَطَّلَةٌ ، وعِترَةَ نَبِيِّكَ فِي الأَرضِ هائِمَةٌ .
اللّهُمَّ ، فَأَعِنِ الحَقَّ وأهلَهُ وَاقمَعِ الباطِلَ وأهلَهُ ، ومُنَّ عَلَينا بِالنَّجاةِ وَاهدِنا إلَى الإِيمانِ ، وعَجِّل فَرَجَنا وَانظِمهُ بِفَرَجِ أولِيائِكَ ، وَاجعَلهُم لَنا وُدّا وَاجعَلنا لَهُم وَفداً ، اللّهُمَّ ، وأهلِك مَن جَعَلَ يَومَ قَتلِ ابنِ نَبِيِّكَ وخِيَرَتِكَ عيدا ، وَاستَهَلَّ بِهِ فَرَحا ومَرَحا ، وخُذ آخِرَهُم كَما أخَذتَ أوَّلَهُم ، وأضعِفِ اللّهُمَّ العَذابَ وَالتَّنكيلَ عَلى ظالِمِي أهلِ بَيتِ نَبِيِّكَ ، وأهلِك أشياعَهُم وقادَتَهُم ، وأبِر ۴ حُماتَهُم وجَماعَتَهُم .
اللّهُمَّ ، وضاعِف صَلَواتِكَ ورَحمَتَكَ وبَرَكاتِكَ عَلى عِترَةِ نَبِيِّكَ ، العِترَةِ الضّائِعَةِ الخائِفَةِ المُستَذَلَّةِ ، بَقِيَّةِ الشَّجَرَةِ الطَّيِّبَةِ الزّاكِيَةِ المُبارَكَةِ ، وأعلِ اللّهُمَّ كَلِمَتَهُم ، وأفلِج ۵ حُجَّتَهُم ، وَاكشِفِ البَلاءَ وَاللَأواءَ ۶ وحَنادِسَ ۷ الأَباطيلِ وَالعَمى عَنهُم ، وثَبِّت قُلوبَ شيعَتِهِم وحِزبِكَ عَلى طاعَتِهِم ووِلايَتِهِم ونُصرَتِهِم ومُوالاتِهِم ، وأعِنهُم وَامنَحُهمُ

1.قُمَّهُم : أي استَأصِلْهُم ولا تدع أحدا منهم (راجع : لسان العرب : ج ۱۲ ص ۴۹۳ «قمم») .

2.السَّنَةُ : الجَدب (المصباح المنير : ص ۲۹۲ «سنه») .

3.المَثُلات : أي عُقوبات أمثالهم من المكذِّبين (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۶۷۱ «مثل») .

4.أبارَهُ اللّه ُ : أهْلَكَهُ (لسان العرب : ج۴ ص۸۶ «بور») .

5.أفلَجَ اللّه حجّته : أظهرها (المصباح المنير : ص ۴۸۰ «فلج») .

6.الَّلأْواءُ : الشِّدَّة وضيق المعيشة (النهاية : ج ۴ ص ۲۲۱ «لأواء») .

7.حِنْدِسٌ : أي شديد الظُّلْمَة (النهاية : ج ۱ ص ۴۵۰ «حندس») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5432
صفحه از 430
پرینت  ارسال به