تَندَمِل ، فَمَن أنتَ يَرحَمُكَ اللّهُ؟
قُلتُ : أنَا بَشيرُ بنُ حَذلَمٍ وَجَّهَني مَولايَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام وهُوَ نازِلٌ مَوضِعَ كَذا وكَذا مَعَ عِيالِ أبي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ عليه السلام ونِسائِهِ .
قالَ : فَتَرَكوني مَكاني وبادَروا ، فَضَرَبتُ فَرَسي حَتّى رَجَعتُ إلَيهِم ، فَوَجَدتُ النّاسَ قَد أخَذُوا الطُّرُقَ وَالمَواضِعَ ، فَنَزَلتُ عَن فَرَسي وتَخَطَّيتُ رِقابَ النّاسِ حَتّى قَرُبتُ مِن بابِ الفُسطاطِ ، وكانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام داخِلاً فَخَرَجَ ومَعَهُ خِرقَةٌ يَمسَحُ بِها دُموعَهُ ، وخَلفَهُ خادِمٌ مَعَهُ كُرسِيٌّ ، فَوَضَعَهُ لَهُ وجَلَسَ عَلَيهِ وهُوَ لا يَتَمالَكُ مِنَ العَبرَةِ ، فَارتَفَعَت أصواتُ النّاسِ بِالبُكاءِ وحَنينُ الجَواري وَالنِّساءِ ، وَالنّاسُ مِن كُلِّ ناحِيَةٍ يُعَزّونَهُ ، فَضَجَّت تِلكَ البُقعَةُ ضَجَّةً شَديدَةً. ۱
د ـ نُدبَةُ اُمِّ البَنينَ
۲۷۲۸.مقاتل الطالبيّين :كانَت اُمُّ البَنينَ ـ اُمُّ هؤُلاءِ الأَربَعَةِ الإِخوَةِ القَتلى ـ تَخرُجُ إلَى البَقيعِ ، فَتَندُبُ بَنيها أشجى نُدبَةٍ وأحرَقَها ، فَيَجتَمِعُ النّاسُ إلَيها يَسمَعونَ مِنها ، فَكانَ مَروانُ يَجيءُ فيمَن يَجيءُ لِذلِكَ ، فَلا يَزالُ يَسمَعُ نُدبَتَها ويَبكي. ۲
۲۷۲۹.الأمالي للشجري عن الحسن بن خضر عن أبيه عن جعفر بن مُحَمَّد [الصادق] عليه السلام :بُكِيَ الحُسَينُ عليه السلام خَمسَ حِجَجٍ ، وكانَت اُمُّ جَعفَرٍ الكِلابِيَّةُ تَندُبُ الحُسَينَ عليه السلام وتَبكيهِ وقَد كُفَّ بَصَرُها ، فَكانَ مَروانُ وهُوَ والِ المَدينَةِ يَجيءُ مُتَنَكِّرا بِاللَّيلِ حَتّى يَقِفُ ، فَيَسمَعُ بُكاءَها ونَدبَها. ۳