الكِلاعِ ، وَابنُ زِيادٍ فِي الرَّجّالَةِ يَمشي مَعَهُم . فَما كانَ إلّا أن تَواقَفَا الفَريقانِ حَتّى حَمَلَ حُصَينُ بنُ نُمَيرٍ بِالمَيمَنَةِ عَلى مَيسَرَةِ أهلِ العِراقِ فَهَزَمَها ، وقَتَلَ أميرَها عَلِيَّ بنَ مالِكٍ الجُشَمِيَّ ، فَأَخَذَ رايَتَهُ مِن بَعدِهِ وَلَدُهُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ فَقُتِلَ أيضا ، وَاستَمَرَّتِ المَيسَرَةُ ذاهِبَةً .
فَجَعَلَ الأَشتَرُ يُناديهِم : إلَيَّ يا شُرطَةَ اللّهِ ، أنَا ابنُ الأَشتَرِ ، وقَد كَشَفَ عَن رَأسِهِ لِيَعرِفوهُ ، فَالتاثوا بِهِ ، وَانعَطَفوا عَلَيهِ ، وَاجتَمَعوا إلَيهِ ، ثُمَّ حَمَلَت مَيمَنَةُ أهلِ الكوفَةِ ... فَجَعَلَ يَقتُلُهُم كَما يُقتَلُ الحُملانِ ۱ ، وَاتَّبَعَهُم بِنَفسِهِ ومَن مَعَهُ مِنَ الشُّجعانِ ، وثَبَتَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ في مَوقِفِهِ حَتَّى اجتازَ بِهِ ابنُ الأَشتَرِ ، فَقَتَلَهُ وهُوَ لا يَعرِفُهُ ... . ۲
۲۵۶۴.تذكرة الخواصّ عن ابن جريرـ في ذكر أحداثِ ما بَعدَ قَتلِ ابنِ زِيادٍـ : بَعَثَ ابنُ الأَشتَرِ بِرَأسِ ابنِ زِيادٍ إلَى المُختارِ ، فَجَلَسَ فِي القَصرِ ، واُلقِيَتِ الرُّؤوسُ بَينَ يَدَيهِ ، فَأَلقاها فِي المَكانِ الَّذي وُضِعَ فيهِ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ ، ونَصَبَ المُختارُ رَأسَ ابنِ زِيادٍ فِي المَكانِ الَّذي نَصَبَ فيهِ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ ألقاهُ فِي اليَومِ الثّاني فِي الرُّحبَةِ ۳ مَعَ الرُّؤوسِ . ۴
۲۵۶۵.المعجم الكبير عن عبد الملك بن عمير :دَخَلتُ عَلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ وإذا رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام قُدّامَهُ عَلى تُرسٍ ۵ ، فَوَ اللّهِ ، ما لَبِثتُ إلّا قَليلاً حَتّى دَخَلتُ عَلَى المُختارِ ، فَإِذا رَأسُ عُبَيدِ اللّهِ بنُ زِيادٍ عَلى تُرسٍ . ۶
1.الحَمَلُ : الخروف ، أو هو الجَذَعُ من أولاد الضأن ، والجمع حُملان (تاج العروس : ج ۱۴ ص ۱۷۳ «حمل») .
2.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۸۱ .
3.الرُّحبَة : مَحَلّة بالكوفة (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۷۲ «رحب») .
4.تذكرة الخواصّ : ص ۲۸۶ وراجع : المحبّر : ص ۴۹۱ وتاريخ دمشق : ج ۳۷ ص ۴۵۹ .
5.التُّرْس من السلاح : المتوقّى بها ، معروف (لسان العرب : ج ۶ ص ۳۲ «ترس») .
6.المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۲۵ الرقم ۲۸۷۷ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۹۶ ، تاريخ دمشق : ج ۵۸ ص ۲۴۵ نحوه .