كِتابِهِ ، وكَثرَةَ الدُّعاءِ وَالاِستِغفارِ ! ۱
وبذلك ، فقد كانت ليلة عاشوراء ، آخر ليالي اُنس الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه بأنيس الذاكرين:
فَباتَ الحُسَينُ عليه السلام تِلكَ اللَّيلَةَ [لَيلَةَ عاشوراءَ] راكِعا ساجِدا باكِيا مُستَغفِرا مُتَضَرِّعا ، وباتَ أصحابُهُ ولَهُم دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحلِ . ۲
وقد نُقل عن العالم الربّاني آية اللّه الميرزا جواد الطهراني (رضوان اللّه عليه) أنّه كان يقول مخاطباً عددا من الخطباء من رجال الدين :
حاولوا أن لا يُنسى اللّهُ في مجالس الإمام الحسين عليه السلام !
وهي ملاحظة مهمّة للغاية وتستحقّ الاهتمام والتأمّل، فنسيان اللّه في مجالس الإمام الحسين عليه السلام هو آفة خطيرة تَحولُ دون تعرّف المشاركين في العزاء على فلسفة هذا العزاء والنهضة الحسينية.
۲ . تقديم الحوادث التأريخيّة الصحيحة عن واقعة عاشوراء و تحليلها موضوعيّا
إذا لم يتمّ التحليل الموضوعي لنهضة عاشوراء، فإنّه لا يمكن التعرّف على الأهداف السامية للعزاء والسير في طريقها، ولذلك يجب على الخطباء وقرّاء المراثي في مجالس عزاء سيّد الشهداء أن ينظّموا محاضراتهم ومراثيهم على أساس التحليل الصحيح لحادثة عاشوراء، ولهذا فإنّ من الضروري الاستناد إلى المصادر المعتبرة في بيان هذه الحادثة، وتجنّب آفات مجالس العزاء والتي تقدّم الحديث عنها مفصّلاً . والطريقُ الأفضلُ لتحقيق هذا الهدف هو قراءة نصّ المقتل من المصادر المعتبرة .
وما ذكره قائد الثورة الإسلامية آية اللّه الخامنئي في هذا المجال جدير بالالتفات :
إذا قرأتم من كتاب نفس المهموم للمحدّث القمّي من أجل ذكر المصيبة ، فإنّه سيثير عواطف السامع ويُسيل دموعَه ، فلماذا نقوم بممارسات تُخرج أصل مجلس