143
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

وممّا يجدر ذكره أنّ هذا البيت كان شعار صحيفة «الجهاد» المصرية . ۱

ج ـ السعي من أجل بيان مصائب جديدة!

إنّ تحوّل الخطابة الحسينيّة إلى مهنةٍ من جهة، مع اتّحاد طراز مجالس العزاء والمستمعين لها من جهة اُخرى، يستوجبان بشكل طبيعي أن يسعى الخطباء دوماً من أجل اكتشاف مصائب جديدة حول وقعة كربلاء، ولمّا كانت مصائب كربلاء محدودة على الرغم من عظمها، فإنّ السعي من أجل العثور على مصائب جديدة يُهيّئ الأرضيّة لنفوذ أنواع الأكاذيب والمعلومات الضعيفة في هذا المجال .
فلأجل مواجهة هذا الخطر يجب أن يحلَّ الإبداعُ في استعراض المصائب التي ذُكرت في المصادر المعتبرة، محلّ السعي من أجل إيجاد مصائب جديدةٍ .

د ـ حبّ الدنيا

يُعدّ حبّ الدنيا من أهمّ وأخطر جذور الكذب في مجال الخطابة الحسينيّة ، فقد جاء في حديث عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
حُبُّ الدُّنيا رَأسُ كُلِّ خَطيئَةٍ ، ومِفتاحُ كُلِّ سَيِّئَةٍ ، وسَبَبُ إحباطِ كُلِّ حَسَنَةٍ . ۲
الجدير بالذكر هو أنّ أنواع الدوافع غير الإلهية في الخطابة ، (سواء كانت هي الحصول على الدخل المادّي أو تحقيق الشهرة والشعبية أو غير ذلك) ، هي من حبّ الدنيا ، وما لم يُعالَج هذا المرض الخطير وما لم يحصل الإخلاص للخطباء الحسينيّين ، فإنّ جميع المساعي لإصلاح هذا المرض سوف تكون عقيمة ولا تجدي نفعاً .

1.الجهاد: اسم جريدة يومية صباحية كان صاحبها محمّد توفيق الديّاب، وصدرت سنة ۱۹۳۱م، وكانت تنطق بلسان حزب الوفد المصري، وطُبعت إلى سنة ۱۹۳۸.

2.إرشاد القلوب: ص ۲۱ وراجع : الدنيا والآخرة في الكتاب والسنّة : ص ۲۱۰ ح۵۷۸ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
142

وللأسف فإنّ الكثير من قرّاء المراثي ينسبون إلى الإمام وأهل بيته بعض القضايا التي صيغت بقالب الشعر دون الالتزام بالشرطين المذكورين ، في حين أنّها لا حقيقة لها . ويبدو أنّ الاستغلال السيّئ للسان الحال في قراءة المراثي هو من أسباب تسرّب الكذب إلى المقاتل المكتوبة .
وعلى سبيل المثال : البيت المعروف المنسوب إلى الإمام الحسين عليه السلام :

إن كانَ دينُ مُحَمَّدٍ لَم يَستَقِمإلّا بِقَتلي يا سُيوفُ خُذيني
لا إشكال فيه من ناحية المضمون، إلّا أنّ نسبته إلى الإمام الحسين عليه السلام هي نسبة كاذبة، فإنّه بيتٌ من قصيدةٍ لأحد الشعراء العرب ، ويدعى الشيخ محسن الهويزي المعروف بأبي الحبّ الكبير ، نظمها في رثاء الإمام الحسين عليه السلام وجاء فيها:

أعطَيتُ رَبِّيَ مَوثِقاً لا يَنتَهيإلّا بِقَتلي فَاصعَدي وَذَريني
إن كانَ دينُ مُحَمَّدٍ لَم يَستَقِمإلّا بِقَتلي يا سُيوفُ خُذيني
هذا دَمي فَلتُروَ صادِيَةُ الظُّبامِنهُ وَهذا لِلرِّماحِ وَتيني ۱
ومن البديهي أنّ الشاعر نظم هذه الأبيات باعتبارها لسان حال الإمام، إلّا أنّها انتشرت شيئاً فشيئاً باعتبارها من كلام الإمام.
وكذلك، العبارة الشهيرة المنسوبة إليه عليه السلام :
إنَّ الحياةَ عقيدةٌ وجهادُ .
وهذه العبارة هي شطر من بيت نظمه الشاعر المعاصر أحمد شوقي ، ۲ والبيت هو:

قِف دونَ رَأيِكَ فِي الحَياةِ مُجاهِداإنَّ الحَياةَ عَقيدَةٌ وجِهادٌ ۳

1.راجع : مستدركات أعيان الشيعة : ج ۳ ص ۱۹۱ .

2.لملاحظة تحقيق علمي في هذا المجال راجع : چشمة خورشيد (مجموعه مقالات) : ج۱ ص۱۸۲ ومقال «پژوهشي دربارة يك شعار معروف : إنّ الحياة . . . ، عناية اللّه مجيدي» (كلاهما بالفارسيّة) .

3.الموسوعة الشوقية (دار الكتاب العربي) : ج ۳ ص ۲۲۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5222
صفحه از 430
پرینت  ارسال به