كربلاء وحتّى المدينة ريحانا إن أعاد اللّهُ عليّاً الأكبر سالماً ولم يُقتل في كربلاء ! أي أنّها نذرت أن تزرع ثلاثمئة فرسخ بالريحان! وبعد أن قال ذلك، رفع صوته قائلاً :
نَذرٌ عَليَّ لَئِن عادوا وإن رَجَعوالَأَزرَعَنَّ طَريقَ التّفت رَيحانا
وقد دفعني هذا الشعر العربي إلى أن أبحث عن مصدره، وقد بحثت بالفعل، فاكتشفتُ أنّ هذا التّفت (الطفّ) الذي ذُكر في هذا الشعر ليس هو كربلاء، بل هو منطقة ذات علاقة بقصّة ليلى ومجنون ، حيث كانت ليلى تسكن في تلك المنطقة وهذا الشعر لمجنون العامري قاله لليلى ، في حين أنّ ذلك المنشد كان يقرؤه لليلى اُمّ عليٍّ الأكبر وكربلاء!!
فلو كان في هذا المجلس مسيحيّ ، أو يهوديّ ، أو إنسانٌ لا دين له، وسمع هذه الترَّهات، ألا يقولون : ما هذه الخزعبلات التي تملأ تاريخهم؟ فهم لا يدركون أنّ هذا الشخص هو الذي اختلق هذه القصّة ، بل يقولون : العياذ باللّه كم كانت نساؤهم عديمات الإحساس بحيث كنّ ينذرن مثل هذه النذور ؛ كأن يزرعن الطريق من كربلاء وحتى المدينة بالريحان ! ۱
۳. قصّة امرأة عجوز توجّهت لزيارة الإمام الحسين عليه السلام في زمان المتوكّل
يقول الاُستاذ المطهّري :
قبل عشر سنوات أو خمس عشرة سنة كنت قد ذهبت إلى إصفهان ، وكان فيها رجل فاضل، هو المرحوم الحاج الشيخ محمّد حسن النجف آبادي أعلى اللّه مقامه، فذهبت إليه ونقلت له مصيبة كنت قد سمعتها حديثاً في أحد الأماكن ولم أكن قد سمعتها حتّى ذلك الوقت. وَاتّفق أن كان الشخصُ الذي كان يقرأ هذه المصيبة مدمناً على الأفيون ، وقد أنشد هذه المصيبة وأبكى الناس كثيرا . وهي قصّة امرأة عجوز