الكذب في قراءة المراثي في العصر الحاضر
لا يُعلم مدى تأثير جهود المحدّث النوري في محاربته ظاهرة الكذب في إنشاد المراثي، إلّا أنّ وضع قراءة المراثي في عصرنا الحالي إذا لم يكن مؤسفاً أكثر ممّا وصفه المحدّث النوري، فإنّه ليس بأفضل منه.
وكتاب حماسة حسيني (الملحمة الحسينية) للاُستاذ الشهيد المطهّري ، يمثّل جهداً جديداً لمحاربة الأكاذيب في قراءة المراثي في زمانه، حيث يقول حول انتشار هذه الآفة في عصرنا الحالي :
اذا أردنا أن نجمع المراثي الكاذبة التي تُقرأ الآن، فلعلّها ستؤلّف عدّة مجلّدات ، كلّ منها يضمّ خمسمئة صفحة! ۱
وسنستعرض فيما يلي عدداً من المراثي الكاذبة التي سمعها الشهيد المطهّري بنفسه في مجالس العزاء :
۱ . دعاء ليلى لعليٍّ الأكبر
هناك قصّة مُختلَقة منسوبة إلى الإمام الحسين عليه السلام تفيد بأنّه لما ذهب عليّ الأكبر إلى ساحة المعركة قال الإمام لزوجته ليلى : «اذهبي وادعي لولدك في الخلوة...» ، وقد شاعت هذه القصّة بين قرّاء المراثي منذ عصر المحدّث النوري ۲ ، فيذكر الاُستاذ المطهّري هذه القصّة باعتبارها نموذجاً من تحريف أحداث عاشوراء قائلاً :
من النماذج الاُخرى للتحريف في أحداث عاشوراء والتي أصبحت من أشهر القضايا، ولا يوجد كتاب تاريخ واحد يشهد بها، هي قصّة ليلى اُمّ عليٍّ الأكبر. نعم،