135
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

الكذب في قراءة المراثي في العصر الحاضر

لا يُعلم مدى تأثير جهود المحدّث النوري في محاربته ظاهرة الكذب في إنشاد المراثي، إلّا أنّ وضع قراءة المراثي في عصرنا الحالي إذا لم يكن مؤسفاً أكثر ممّا وصفه المحدّث النوري، فإنّه ليس بأفضل منه.
وكتاب حماسة حسيني (الملحمة الحسينية) للاُستاذ الشهيد المطهّري ، يمثّل جهداً جديداً لمحاربة الأكاذيب في قراءة المراثي في زمانه، حيث يقول حول انتشار هذه الآفة في عصرنا الحالي :
اذا أردنا أن نجمع المراثي الكاذبة التي تُقرأ الآن، فلعلّها ستؤلّف عدّة مجلّدات ، كلّ منها يضمّ خمسمئة صفحة! ۱
وسنستعرض فيما يلي عدداً من المراثي الكاذبة التي سمعها الشهيد المطهّري بنفسه في مجالس العزاء :

۱ . دعاء ليلى لعليٍّ الأكبر

هناك قصّة مُختلَقة منسوبة إلى الإمام الحسين عليه السلام تفيد بأنّه لما ذهب عليّ الأكبر إلى ساحة المعركة قال الإمام لزوجته ليلى : «اذهبي وادعي لولدك في الخلوة...» ، وقد شاعت هذه القصّة بين قرّاء المراثي منذ عصر المحدّث النوري ۲ ، فيذكر الاُستاذ المطهّري هذه القصّة باعتبارها نموذجاً من تحريف أحداث عاشوراء قائلاً :
من النماذج الاُخرى للتحريف في أحداث عاشوراء والتي أصبحت من أشهر القضايا، ولا يوجد كتاب تاريخ واحد يشهد بها، هي قصّة ليلى اُمّ عليٍّ الأكبر. نعم،

1.حماسة حسيني (بالفارسيّة) : ج ۱ ص ۱۸.

2.لؤلؤ ومرجان (بالفارسيّة) : ص ۱۵۳.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
134

ويرفعون سنده إلى أبي حمزة الثماليّ المسكين!! ويفيد هذا الخبر بأنّه جاء ذات يوم إلى بيت الإمام زين العابدين عليه السلام وطرق الباب ، فخرجت جارية ، وعندما عرفت أنّه أبو حمزة حمدت اللّه على وصوله كي يواسي الإمام؛ لأنّه غاب عن وعيه في ذلك اليوم مرّتين، فدخل وواساه بأنّ الشهادة لهم عادة ، فقد استُشهد جدّه وعمّه وأبوه وعمّ أبيه، فأيّده في الجواب وقال: لكن لم يقع أحدٌ منّا في الأسر ! ثمّ تحدّث بعض الشيء عمّا جرى على عمّاته وأخواته عند السبي . ۱

۱۰ . كيفية حضور الإمام الصادق عليه السلام في مجلس العزاء

وينقل المحدّث النوريّ خلاصةَ قصّةٍ منتحلة اُخرى عن قرّاء المراثي، حيث يصرّحون بأنّ سندها ينتهي إلى هشام بن الحكم أنّه قال :
في أيّام تواجد الإمام عليه السلام في بغداد كنت أحضر عند الإمام تلبية لطلبه ذلك، وفي يومٍ من الأيّام دعاني بعض الشيعة لحضور مجلسِ عزاءٍ حسينيٍّ أقامه ، فاعتذرت بأنّه يجب أن أكون حاضراً عند الإمام عليه السلام ، فقال: اِستأذِن! فقلت : لا ينبغي أن نذكر هذا الموضوع أمامه فهو لا يطيقه، فقال: تعال من دون استئذانٍ! قلت : إذا فعلت ذلك فسوف يسألني في اليوم التالي فاضطرّ إلى إخباره . وأخيراً وبعد إصراره الشديد ذهبت به إلى ذلك المجلس .
وفي اليوم التالي عند حضوري في خدمة الإمام الصادق عليه السلام ، سألني الإمام عن السبب في عدم حضوري يوم أمس ، وبعد تكرار السؤال اضطررت إلى إخباره ، فقال الإمام عليه السلام : أنت تظنّ أنّني لم أكن هناك (أو أنّني لا أحضر مثل هذه المجالس)؟! فقلت: لم أركم هناك؟! قال: عندما خرجت من الحجرة ألم تر شيئاً في موضع الأحذية؟ فقلت : رأيت ثوبا مطروحا على الأرض ! فقال عليه السلام : هذا أنا ، حيث كنت قد غطّيت رأسي بالعباءة ووقعت على الأرض ! ۲

1.المصدر السابق .

2.المصدر السابق : ص ۲۶۹ ، ويضيف المحدّث النوري قائلاً : «لم أحفظ هذه القصّة بالدقّة ولهذ فقد أكون قد حرّفتها بعض الشيء ، وهو خبرٌ مفصّل ومُبكٍ إلى حدٍّ كبير ، ويا ليته كان ذا أساسٍ أو كان يحتمل الصدق» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5127
صفحه از 430
پرینت  ارسال به