127
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

يسردون مصائب كاذبة! إلّا أنّه يجب الاعتراف ـ وبكلّ أسف ـ بهذه الحقيقة المرّة ، بل ينبغي البكاء على هذه المصيبة الكبرى التي ابتُلي بها تاريخ عاشوراء أكثر من مصيبة عاشوراء نفسها؛ ذلك لأنّ هذه المصيبة توجب تضييع النهضة الحسينية المقدّسة!ولإيضاح هذا الإجمال يمكنكم الرجوع إلى كتاب اللؤلؤ والمرجان الذي ألّفه المحدّث النوري في عام (۱۳۱۹ هـ . ق) ، وكتاب الملحمة الحسينية للاُستاذ الشهيد المطهّري، وسنُلقي فيما يلي نظرة سريعة إلى هذين الكتابين من هذا المنظار .

الكذب في قراءة المراثي في العصور السابقة

يمكن القول بأنّ آفة الكذب دخلت ساحة قراءة المراثي منذ تأليف كتاب روضة الشهداء ؛ أي حوالي سنة ۹۰۰ للهجرة، واتّسعت رقعة هذه الآفة تدريجيّاً بحيث إنّ المحدّث النوري شعر بخطر انتشار هذه الآفة في أوائل القرن الرابع عشر، ممّا دعاه إلى تأليف كتابه اللؤلؤ والمرجان ۱ باقتراح من أحد علماء الهند، حيث يبيّن في بدايته الدافع الذي دفعه لتأليف الكتاب قائلاً :إنّ سماحة العالم العامل الجليل الفاضل الكامل.. السيّد محمد مرتضى الجونبوري الهندي أيّده اللّه تعالى شكا لي كراراً ـ من الهند ـ القرّاء ومنشدي المراثي في تلك البلاد، حيث يجرؤون على الكذب ، ويصرّون على نشر الأكاذيب والأباطيل ، بل إنّهم كادوا أن يُجوّزوها ويعتبروها مباحة وخارجة عن دائرة العصيان والقبح لأنّها سببٌ لإبكاء المؤمنين!وقد أمرني بكتابة شيء في هذا المجال على سبيل الموعظة والجدال بالتي هي

1.يقول الاُستاذ المطهّري حول هذا الكتاب: رغم أنّه كتاب صغير، إلّا أنّه ممتاز للغاية.. وأنا لا أتصوّر أنّ هناك كتاباً فصّل القول حول الكذب وأنواعه كما نرى في هذا الكتاب ، وربّما لا يوجد لهذا الكتاب نظير في العالم (حماسة حسيني «بالفارسيّة» : ج ۱ ص ۱۹).


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
126

فينا كَفَّروا شيعَتَنا ونَسَبوهُم إلى القَولِ بِرُبوبِيَّتِنا ، وإذا سَمِعوا التَّقصيرَ اعتَقَدوهُ فينا ، وإذا سَمِعوا مَثالِبَ أعدائِنا بِأَسمائِهِم ثَلَبونا بِأَسمائِنا . ۱ وبناءً على ذلك، فإنّ الذين يُنزلون أهل البيت عليهم السلام منزلة لا تنبغي إلّا للّه عزّوجلّ في مجالس العزاء، وبدلاً من اتّخاذ اللّه تعالى مِحوراً لمجلس الإمام الحسين عليه السلام وربط القلوب باللّه عز و جل عن طريق أهل البيت عليهم السلام الذين هم أبواب اللّه يدعون الناس إلى «الحسين الإلهي» و«زينب الإلهية»، أو نراهم يعمدون أحيانا إلى الحطّ من قدر الأنبياء من أجل تكريم أهل البيت ، فهؤلاء يخدمون أهداف أعداء أهل البيت سواءً علموا بذلك أم جهلوا ، وسيّد الشهداء عليه السلام بريء منهم . ۲

۵ . الكذب

يعدّ الكذب على اللّه ورسوله وأهل البيت عليهم السلام من أقبح الكذب وأخطره ، ۳ حيث يعتبر من الكبائر ويؤدّي إلى بطلان الصوم . ۴
إنّ قُرّاء المراثي الحسينيّة الذين ينسبون كلاماً مّا إلى اللّه أو إلى أهل البيت عليهم السلام دون الاستناد إلى حجّة شرعية، لا يعدّون من خدام الإمام الحسين عليه السلام وذاكريه فحسب ، بل عليهم أن يعلموا بأنّ عملهم كبيرة من الكبائر.ومن الصعب على الكثير من الناس أن يصدّقوا هذه الحقيقة ، وهي أنّ بعض قرّاء المراثي

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۳۰۴ ح ۶۳ ، بشارة المصطفى : ص ۲۲۱ كلاهما عن إبراهيم بن أبي محمود ، بحار الأنوار : ج ۲۶ ص ۲۳۹ ح ۱ .

2.لمزيد من الاطّلاع على خطر الغلوّ بشأن أهل البيت عليهم السلام راجع: كتاب أهل البيت عليهم السلام في الكتاب والسنّة (القسم الثالث عشر : الغلوّ في أهل البيت) وراجع أيضا : جامعه شناسي تحريفات عاشوراء (بالفارسيّة).

3.راجع : كتاب اللؤلؤ والمرجان «المقام الرابع» للتعرّف على أقسام الكذب.

4.راجع : الكافي : ج ۲ ص ۳۴۰ ح ۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5269
صفحه از 430
پرینت  ارسال به