هو أوّل الشروط لقرّاء المراثي الحقيقيّين ، والذين يفقدون هذا الشرط لا يمتلكون صلاحية ذكر مصائب أهل البيت عليهم السلام مهما بلغوا من الإخلاص .وقد بحثنا في هذا المجال في مدخل الكتاب وعمدنا إلى التعريف الإجمالي بأهمّ المصادر المعتبرة وغير المعتبرة . وذكر المحدّث النوري في كتابه لؤلؤ ومرجان ما يلي :جاء شخص في كرمانشاه إلى العالم الكامل السيد محمّد علي صاحب المقامع وغيره قدس سره ، وقال له: رأيت في المنام أنّني أنهش بأسناني لحما من جسم سيّد الشهداء عليه السلام ! ولم يكن السيّد يعرفه، فأطرق برأسه واستغرق في التفكير، ثمّ قال له: لعلّك تقرأ المراثي؟ فقال: نعم، فقال: اُتركها ، أو انقل من الكتب المعتبرة . ۱
۳ . الروايات المشينة
يمثّل الحسين بن عليّ عليه السلام مظهر العزّة الإلهية، وتعدّ عاشوراء رمز الملحمة والعزّة الحسينية، وشعار «هيهات منّا الذلّه» الذي من شأنه أن يهزم الأعداء، هو تراثه النفيس، وقد روي في المصادر المعتبرة أنّه عليه السلام خاطب الأعداء في خطبة ملحمية في يوم عاشوراء قائلاً :ألا وإنَّ الدَّعِيَّ ابنَ الدَّعِيِّ قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتَينِ ؛ بَينَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ ، وهَيهاتَ مِنّا الذِّلَّةُ ، يَأبَى اللّهُ لَنا ذلِكَ ورَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ ، وحُجورٌ طابَت ، وحُجورٌ طَهُرَت ، واُنوفٌ حَمِيَّةٌ ونُفوسٌ أبِيَّةٌ ۲ ، مِن أن تُؤثَرَ طاعَةُ اللِّئامِ عَلى مَصارِعِ الكِرامِ . ۳ كما قال ـ مجيباً للقائلين له: لا نخلّيك حتّى تضع يدك في يد عبيد اللّه بن زياد ـ :