107
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

وسمّي عام ۶۱ للهجرة بعام الحزن ۱ . وتفيد رواية دعائم الإسلام عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ المراثي كانت تُنشد على الإمام الحسين عليه السلام ثلاث سنوات برمّتها بعد حادثة عاشوراء . ۲ كما تفيد رواية اُخرى عن الإمام الصادق عليه السلام بأنّ أهل البيت لم يخرجوا من حالة العزاء منذ استشهاده عليه السلام حتى هلاك ابن زياد:
مَا اختَضَبَت مِنَّا امرَأَةٌ ، ولَا ادَّهَنَت ، ولَا اكتَحَلَت ، ولا رَجَّلَت ، حَتّى أتانا رَأسُ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ، وما زِلنا في عَبرَةٍ بَعدَهُ . ۳

۳. لبس السواد في عزاء سيّد الشهداء عليه السلام

أوّل من لبس السواد في عزاء الإمام الحسين عليه السلام هو اُمّ سلمة رضى الله عنه زوج النبيّ صلى الله عليه و آله ، ونساء بني هاشم . ۴
وهذا السلوك له دلالة على أنّ لبس السواد كان له جذور في السنّة النبوية ۵ وإنّه كان لباس الحزن منذ العصور السابقة أيضا، ولهذا اختار أبو مسلم في بداية ثورته اللباس الأسود؛ بهدف الاستغلال الإعلامي ضدّ دولة بني اُميّة ، بحيث عُرِفوا في التارخ بالمسوّدة، حيث كانوا يقولون :
هذا السواد حدادُ آلِ محمّد ، وشهداء كربلاء وزيدٍ ، ويحيى . ۶
وتعدّ الملابس السوداء في عصرنا الحاضر أيضاً علامة العزاء بين أتباع أهل

1.مقتل الحسين للخوارزمي : ج ۲ ص ۴۰ ، التذكرة للقرطبي : ج ۲ ص ۴۵۳ .

2.راجع : ص ۱۷۲ (الفصل الأوّل / النياحة عليه ثلاث سنين) .

3.راجع : ص ۱۷۲ (الفصل الأوّل / استمرار مأتم أهل البيت إلى قتل ابن زياد) وفي التذكرة الحمدونية: ج ۹ ص ۱۵۰ الرقم ۳۵۹ : «لمّا قُتل الحسين بن علي عليه السلام كان النوح عليه بالمدينة في كلّ بيت سنة كاملة ، ثمّ نيح عليه السنة الثانية في كلّ جمعة ، ثمّ نيح عليه في الثالثة في كلّ شهر» .

4.راجع : ص ۱۷۳ (الفصل الأوّل / أوّل من لبس السواد في مأتم الحسين عليه السلام ) .

5.نُقل عن أسماء بنت عميس أنّه لمّا قُتل جعفر بن أبي طالب ، أمرها النبي صلى الله عليه و آله بالتسلّب ، فقال : «تسلّبي ثلاثا» أي البسي السواد ثلاثا (راجع : فتح الباري : ج۹ ص۴۲۹ ، لسان العرب : ج۱ ص۴۷۲ «سلب») .

6.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۳ ص ۳۰۰ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
106

مع فاطمة الزهراء عليهاالسلام على فلذة أكبادهم . ۱

۲. أوّل من رثى سيّد الشهداء عليه السلام بعد واقعة كربلاء

أوّل من رثى سيّد الشهداء وأصحابه بعد حادثة عاشوراء هو ابنه الإمام زين العابدين عليه السلام ، واُخته الفاضلة زينب الكبرى، وبنتا الإمام (اُمّ كلثوم وفاطمة الصغرى) ، وزوجته الرباب ، حيث واصلوا طريق سيّد الشهداء بمراثيهم الهادفة في كربلاء والكوفة والشام . ۲
وأمّا في المدينة، فقد كانت اُمّ سلمة زوجة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، أوّل من رثى الإمام الحسين عليه السلام بعد شهادته. يقول اليعقوبي في هذا المجال :
كانَ أوَّلُ صارِخَةٍ صَرَخَت فِي المَدينَةِ اُمَّ سَلَمَةَ زَوجَ رَسولِ اللّهِ .
وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله قد أعطى اُمّ سلمة قارورة فيها شيء من التراب وقال لها :
إذا صارَت دَما عَبيطا فَاعلَمي أنَّ الحُسَينَ قَد قُتِلَ .
وفي يوم عاشوراء سنة ۶۱ تحوّل ذلك التراب إلى دمٍ عبيط ، فصرخت اُمّ سلمة قائلة :
وَا حُسَيناه! وا ابنَ رَسولِ اللّهِ!
وقد كان عويل اُمّ سلمة وصراخها ورثاؤها للإمام الحسين بشكل بحيث عمّ العزاء المدينة برمّتها :
وتَصارَخَتِ النِّساءُ مِن كُلِّ ناحِيَةٍ ، حَتَّى ارتَفَعَتِ المَدينَةُ بِالرَّجَّةِ الَّتي ما سُمِعَ بِمِثلِها قَطُّ . ۳

1.راجع : ص ۲۱۳ (الفصل الرابع / بكاء النبي صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام ) وص ۲۱۶ (بكاء أبيه الإمام علي عليه السلام ) وص ۲۱۸ (بكاء اُمّه فاطمة عليهاالسلامبنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) .

2.راجع : ص ۱۵۷ (الفصل الأوّل / أوّل من أقام المأتم) وص ۳۲۱ (القسم الثاني عشر / الفصل الأوّل : نماذج من المراثي التي اُنشدت في القرن الأوّل) .

3.راجع: ص ۱۶۵ (الفصل الأوّل / إقامة المأتم في المدينة / أوّل صارخةٍ صرخت في المدينة) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5151
صفحه از 430
پرینت  ارسال به