رِضوانُ اللّهِ عَليهِ ، فَإِنَّهُ دُفِنَ في مَوضِعِ مَقتَلِهِ عَلَى المُسَنّاةِ بِطَريقِ الغاضِرِيَّةِ ، وقَبرُهُ ظاهِرٌ ، ولَيسَ لِقُبورِ إخوَتِهِ وأهلِهِ الَّذينَ سَمَّيناهُم أثَرٌ ، وإنَّما يَزورُهُمُ الزّائِرُ مِن عِندِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، ويومِئُ إلَى الأَرضِ الَّتي نَحوَ رِجلَيهِ بِالسَّلامِ ، وعَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام في جُملَتِهِم ، ويُقالُ : إنَّهُ أقرَبُهُم دَفنا إلَى الحُسَينِ عليه السلام .
فَأَمّا أصحابُ الحُسَينِ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِمُ الَّذينَ قُتِلوا مَعَهُ ، فَإِنَّهُم دُفِنوا حَولَهُ ، ولَسنا نُحَصِّلُ لَهُم أجداثا ۱ عَلَى التَّحقيقِ وَالتَّفصيلِ ، إلّا أنّا لا نَشُكُّ أنَّ الحائِرَ مُحيطٌ بِهِم ، رَضِيَ اللّهُ عَنهُم وأرضاهُم ، وأسكَنَهُم جَنّاتِ النَّعيمِ . ۲
۲۱۵۳.الإرشاد :لَمّا رَحَلَ ابنُ سَعدٍ خَرَجَ قَومٌ مِن بَني أسَدٍ ، كانوا نُزولاً بِالغاضِرِيَّةِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِم ، فَصَلّوا عَلَيهِم ، ودَفَنُوا الحُسَينَ عليه السلام حَيثُ قَبرُهُ الآنَ ، ودَفَنُوا ابنَهُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ الأَصغَرَ عليه السلام ۳ عِندَ رِجلَيهِ ، وحَفَروا لِلشُّهَداءِ مِن أهلِ بَيتِهِ وأصحابِهِ الَّذينَ صُرِعوا حَولَهُ مِمّا يَلي رِجلَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، وجَمَعوهُم ، فَدَفَنوهُم جَميعا مَعا ، ودَفَنُوا العَبّاسَ بنَ عَلِيٍّ عليهماالسلام في مَوضِعِهِ الَّذي قُتِلَ فيهِ عَلى طَريقِ الغاضِرِيَّةِ ، حَيثُ قَبرُهُ الآنَ . ۴
۳ / ۴
جَسَدُ الإِمامِ عليه السلام لَم يَتَغَيَّر مَرَّ العُصُورِ
۲۱۵۴.الأمالي للطوسي عن إبراهيم الديزج :بَعَثَنِي المُتَوَكِّلُ إلى كَربَلاءَ لِتَغييرِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ،
1.الجَدَثُ : القبر ، ويجمع على أجداث (النهاية : ج ۱ ص ۲۴۳ «جدث») .
2.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۲۶ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۶ ، مجموعة نفيسة : ص ۱۰۷ (تاج المواليد) كلاهما نحوه وراجع : إثبات الوصيّة : ص ۱۷۸، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۷۷ .
3.والمراد : عليّ الأكبر .
4.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۴ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۰۸ .