79
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

وكَتَبَ مَعي إلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمّارٍ القاضي ، اُعلِمُكَ أنّي قَد بَعَثتُ إبراهيمَ الدّيزَجَ إلى كَربَلاءَ ؛ لِنَبشِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَإِذا قَرَأتَ كِتابي فَقِف عَلَى الأَمرِ حَتّى تَعرِفَ فَعَلَ أو لَم يَفعَل .
قالَ الدّيزَجُ : فَعَرَّفَني جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمّارٍ ما كَتَبَ بِهِ إلَيهِ ، فَفَعَلتُ ما أمَرَني بِهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمّارٍ ، ثُمَّ أتَيتُهُ ، فَقال لي : ما صَنَعتَ ؟ فَقُلتُ : قَد فَعَلتُ ما أمَرتَ بِهِ ، فَلَم أرَ شَيئا ، ولَم أجِد شَيئا . فَقالَ لي : أفَلا عَمَّقتَهُ ؟ قُلتُ : قَد فَعَلتُ وما رَأَيتُ ، فَكَتَبَ إلَى السُّلطانِ : إنَّ إبراهيمَ الدّيزَجَ قَد نَبَشَ ، فَلَم يَجِد شَيئا ، وأمَرتُهُ فَمَخَرَهُ ۱ بِالماءِ ، وكَرَبَهُ بِالبَقَرِ .
قالَ أبو عَلِيٍّ العَمّارِيُّ : فَحَدَّثَني إبراهيمُ الدّيزَجُ ، وسَأَلتُهُ عَن صورَةِ الأَمرِ ، فَقالَ لي : أتَيتُ في خاصَّةِ غِلماني فَقَط ، وإنّي نَبَشتُ ، فَوَجَدتُ بارِيَةً جَديدَةً وعَلَيها بَدَنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، ووَجَدتُ مِنهُ رائِحَةَ المِسكِ ، فَتَرَكتُ البارِيَةَ عَلى حالَتِها وبَدَنُ الحُسَينِ عليه السلام عَلَى البارِيَةِ ، وأمَرتُ بِطَرحِ التُّرابِ عَلَيهِ ، وأطلَقتُ عَلَيهِ الماءَ ، وأمَرتُ بِالبَقَرِ لِتَمخَرَهُ وتَحرُثَهُ ، فَلَم تَطَأهُ البَقَرُ ، وكانَت إذا جاءَت إلَى المَوضِعِ رَجَعَت عَنهُ ، فَحَلَفتُ لِغِلماني بِاللّهِ وبِالأَيمانِ المُغَلَّظَةِ لَئِن ذَكَرَ أحَدٌ هذا لَأَقتُلَنَّهُ . ۲

1.مَخَرْتُ الأرض : أي أرسلت فيها الماء (الصحاح : ج ۲ ص ۸۱۲ «مخر») .

2.الأمالي للطوسي : ص ۳۲۶ الرقم ۶۵۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۹۴ الرقم ۲ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
78

رِضوانُ اللّهِ عَليهِ ، فَإِنَّهُ دُفِنَ في مَوضِعِ مَقتَلِهِ عَلَى المُسَنّاةِ بِطَريقِ الغاضِرِيَّةِ ، وقَبرُهُ ظاهِرٌ ، ولَيسَ لِقُبورِ إخوَتِهِ وأهلِهِ الَّذينَ سَمَّيناهُم أثَرٌ ، وإنَّما يَزورُهُمُ الزّائِرُ مِن عِندِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، ويومِئُ إلَى الأَرضِ الَّتي نَحوَ رِجلَيهِ بِالسَّلامِ ، وعَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام في جُملَتِهِم ، ويُقالُ : إنَّهُ أقرَبُهُم دَفنا إلَى الحُسَينِ عليه السلام .
فَأَمّا أصحابُ الحُسَينِ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِمُ الَّذينَ قُتِلوا مَعَهُ ، فَإِنَّهُم دُفِنوا حَولَهُ ، ولَسنا نُحَصِّلُ لَهُم أجداثا ۱ عَلَى التَّحقيقِ وَالتَّفصيلِ ، إلّا أنّا لا نَشُكُّ أنَّ الحائِرَ مُحيطٌ بِهِم ، رَضِيَ اللّهُ عَنهُم وأرضاهُم ، وأسكَنَهُم جَنّاتِ النَّعيمِ . ۲

۲۱۵۳.الإرشاد :لَمّا رَحَلَ ابنُ سَعدٍ خَرَجَ قَومٌ مِن بَني أسَدٍ ، كانوا نُزولاً بِالغاضِرِيَّةِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِم ، فَصَلّوا عَلَيهِم ، ودَفَنُوا الحُسَينَ عليه السلام حَيثُ قَبرُهُ الآنَ ، ودَفَنُوا ابنَهُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ الأَصغَرَ عليه السلام ۳ عِندَ رِجلَيهِ ، وحَفَروا لِلشُّهَداءِ مِن أهلِ بَيتِهِ وأصحابِهِ الَّذينَ صُرِعوا حَولَهُ مِمّا يَلي رِجلَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، وجَمَعوهُم ، فَدَفَنوهُم جَميعا مَعا ، ودَفَنُوا العَبّاسَ بنَ عَلِيٍّ عليهماالسلام في مَوضِعِهِ الَّذي قُتِلَ فيهِ عَلى طَريقِ الغاضِرِيَّةِ ، حَيثُ قَبرُهُ الآنَ . ۴

۳ / ۴

جَسَدُ الإِمامِ عليه السلام لَم يَتَغَيَّر مَرَّ العُصُورِ

۲۱۵۴.الأمالي للطوسي عن إبراهيم الديزج :بَعَثَنِي المُتَوَكِّلُ إلى كَربَلاءَ لِتَغييرِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ،

1.الجَدَثُ : القبر ، ويجمع على أجداث (النهاية : ج ۱ ص ۲۴۳ «جدث») .

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۲۶ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۶ ، مجموعة نفيسة : ص ۱۰۷ (تاج المواليد) كلاهما نحوه وراجع : إثبات الوصيّة : ص ۱۷۸، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۷۷ .

3.والمراد : عليّ الأكبر .

4.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۴ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۰۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4220
صفحه از 414
پرینت  ارسال به