فَقالَ : يا اُمَّ مَعبَدٍ ! هاتِي العُسَّ ۱ ، فَشَرِبوا جَميعا حَتّى رَووا .
فَلَمّا رَأَت اُمُّ مَعبَدٍ ذلِكَ ، قالَت : يا حَسَنَ الوَجهِ ، إنَّ لي وَلَدا لَهُ سَبعُ سِنينَ ، وهُوَ كَقِطعَةِ لَحمٍ لا يَتَكَلَّمُ ولا يَقومُ ، فَأَتَتهُ بِهِ ، فَأَخَذَ تَمرَةً قَد بَقِيَت فِي الوِعاءِ ، ومَضَغَها وجَعَلَها في فيهِ ، فَنَهَضَ فِي الحالِ ، ومَشى وتَكَلَّمَ ، وجَعَلَ نَواها فِي الأَرضِ ، فَصارَت فِي الحالِ نَخلَةً ، وقَد تَهَدَّلَ الرُّطَبُ مِنها ، وكانَ كَذلِكَ صَيفا وشِتاءً ، وأشارَ مِنَ الجَوانِبِ ، فَصارَ ما حَولَها مَراعِيَ ، ورَحَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
ولَمّا تُوُفِّيَ صلى الله عليه و آله لَم تُرطِب تِلكَ النَّخلَةُ ، وكانَت خَضراءَ ، فَلَمّا قُتِلَ عَلِيٌّ عليه السلام لَم تَخضَرَّ ، وكانَت باقِيَةً ، فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام سالَ مِنهَا الدَّمُ ويَبِسَت . ۲
۲ / ۱۵
الآياتُ الظّاهِرَةُ في مَا انتَهَبوهُ
۲۱۲۶.كشف الغمّة عن عيسى بن الحارث الكندي عن زكريّا بن يحيى بن عمر الطائي ۳ :سَمِعتُ غَيرَ واحِدٍ مِن مَشيخَةِ طَيٍّ يَقولُ : وَجَدَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ في ثَقَلِ الحُسَينِ عليه السلام ذَهَبا ، فَدَفَعَ بَعضَهُ إلَى ابنَتِهِ ، ودَفَعَتهُ إلى صائِغٍ يَصوغُ لَها مِنهُ حَليا ، فَلَمّا أدخَلَهُ النّارَ صارَ هَباءً ـ قالَ وسَمِعتُ غَيرَ زَكَرِيّا يَقولُ : صارَ نُحاسا ـ .
فَأَخبَرَت شِمرا بِذلِكَ ، فَدَعا بِالصّائِغِ ، فَدَفَع إلَيهِ باقِيَ الذَّهَبِ ، وقالَ : أدخِلهُ النّارَ بِحَضرَتي ، فَفَعَلَ الصّائِغُ ، فَعادَ الذَّهَبُ هَباءً ـ وقالَ غَيرُهُ : عادَ نُحاسا ـ . ۴
1.العُسّ : القدح الكبير (النهاية : ج ۳ ص ۲۳۶ «عسس») .
2.الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۱۴۶ ح ۲۳۴ ، بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۷۵ ح ۲۶ .
3.في المصدر : «الطائني» ، وهو تصحيف ، وهو زكريّا بن يحيى بن عمر بن حصن الطائي الكوفي (راجع : تهذيب الكمال : ج ۹ ص ۳۸۳) .
4.كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۶۸ وراجع : مثير الأحزان : ص ۸۲ .