401
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

وقالَ لَهُم : مَن أنتُم ؟ قالوا : نَحنُ أهلُ الشّامِ ، قالَ : وهذا رَأسُ مَن هُوَ ؟ قالوا : رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ، قالَ : بِئسَ القَومُ أنتُم ، وَاللّهِ ، لَو كانَ لِعيسى عليه السلام وَلَدٌ لَأَدخَلناهُ أحداقَنا .
ثُمَّ قالَ : يا قَومُ ، عِندي عَشَرَةُ آلافِ دينارٍ وَرِثتُها مِن أبي وأبي مِن أبيهِ ، فَهَل لَكُم أن تُعطوني هذَا الرَّأسَ لِيَكونَ عِندِي اللَّيلَةَ ، واُعطِيَكُم هذِهِ العَشَرَةَ آلافِ دينارٍ ؟ قالوا : بَلى ، فَأَحدَرَ إلَيهِمُ الدَّنانيرَ ، فَجاؤوا بِالنَّقّادِ ووُزِنَتِ الدَّنانيرُ ونُقِدَت ، ثُمَّ جُعِلَت في جِرابٍ وخُتِمَ عَلَيهِ ، ثُمَّ اُدخِلَ الصُّندوقَ ، وشالوا إلَيهِ الرَّأسَ ، فَغَسَلَهُ الدَّيرانِيُّ ، ووَضَعَهُ عَلى فَخِذِهِ ، وجَعَلَ يَبكِي اللَّيلَ كُلَّهُ عَلَيهِ ، فَلَمّا أن أسفَرَ عَلَيهِ الصُّبحُ ، قالَ : يا رَأسُ ، لا أملِكُ إلّا نَفسي ، وأنَا أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وأنَّ جَدَّكَ رَسولُ اللّهِ ، فَأَسلَمَ النَّصرانِيُّ ، وصارَ مَولىً لِلحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ أحدَرَ الرَّأسَ إلَيهِم ، فَأَعادوهُ إلَى الصُّندوقِ ورَحَلوا .
فَلَمّا قَرُبوا مِن دِمَشقَ قالوا : نُحِبُّ أن نَقسِمَ تِلكَ الدَّنانيرَ ؛ لِأَنَّ يَزيدَ إن رَآها أخَذَها مِنّا ، فَفَتَحُوا الصُّندوقَ ، وأخرَجُوا الجِرابَ بِخَتمِهِ وفَتَحوهُ ، فَإِذَا الدَّنانيرُ كُلُّها قَد تَحَوَّلَت خَزَفا ، وإذا عَلى جانِبٍ مِنَ الجانِبَينِ مِنَ السِّكَّةِ مَكتوبٌ : «وَ لَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَـفِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّــلِمُونَ» ۱ ، وعَلَى الجانِبِ الآخَرِ : «وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَـلَمُواْ أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ» . ۲
قالوا : قَدِ افتَضَحنا وَاللّهِ ، ثُمَّ رَمَوها في بَرَدى ۳ ـ نَهرٍ لَهُم ـ فَمِنهُم مَن تابَ مِن ذلِكَ الفِعلِ لِما رَأى ، ومِنهُم مَن بَقِيَ عَلى إصرارِهِ . وكانَ رَئيسُ مَن بَقِيَ عَلى ذلِكَ

1.إبراهيم : ۴۲ .

2.الشعراء : ۲۲۷ .

3.بَرَدَى ، بثلاث فتحات : أعظم أنهر دمشق (معجم البلدان : ج ۱ ص ۳۷۸) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
400

قالَ : ومَن عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ؟
قالَ : اِبنُ عَمِّ نَبِيِّنا .
فَقالَ : تَبّا لَكُم ولِدينِكُم ، ما أنتُم وحَقِّ المَسيحِ عَلى شَيءٍ ، إنَّ عِندَنا في بَعضِ الجَزايِرِ دَيرا ۱ فيهِ حافِرُ حِمارٍ رَكِبَهُ عيسَى السَّيِّدُ المَسيحُ عليه السلام ، ونَحنُ نَحُجُّ إلَيهِ في كُلِّ عامٍ مِنَ الأَقطارِ ، ونَنذِرُ لَهُ النُّذورَ ، ونُعَظِّمُهُ كَما تُعَظِّمونَ كعبَتَكُم ، فَأَشهَدُ أنَّكُم عَلى باطِلٍ ، ثُمَّ قامَ ولَم يَعُد إلَيهِ . ۲

راجع : ص ۲۵۵ (القسم التاسع / الفصل السابع / احتجاج رسول ملك الروم على يزيد) .

۵ / ۲

الدَّيرانِيُّ

۲۵۴۷.الثقات لابن حبّان :أنفَذَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ رَأسَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام إلَى الشّامِ مَعَ اُسارَى النِّساءِ وَالصِّبيانِ مِن أهلِ بَيتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى أقتابٍ ، مُكَشَّفاتِ الوُجوهِ وَالشُّعورِ ، فَكانوا إذا نَزَلوا مَنزِلاً أخرَجُوا الرَّأسَ مِنَ الصُّندوقِ ، وجَعَلوهُ في رُمحٍ ، وحَرَسوهُ إلى وَقتِ الرَّحيلِ ، ثُمَّ أُعيدَ الرَّأسُ إلَى الصُّندوقِ ورَحَلوا ، فَبَينا هُم كَذلِكَ إذ نَزَلوا بَعضَ المَنازِلِ ، وإذا فيهِ دَيرُ راهِبٍ ، فَأَخرَجُوا الرَّأسَ عَلى عادَتِهِم ، وجَعَلوهُ فِي الرُّمحِ ، وأسنَدُوا الرُّمحَ إلَى الدَّيرِ .
فَرَأَى الدَّيرانِيُّ بِاللَّيلِ نورا ساطِعا مِن دَيرِهِ إلَى السَّماءِ ، فَأَشرَفَ عَلَى القَومِ ،

1.الدَّيْرُ : خان النصارى ، وصاحبه الذي يسكنه ويَعمُره ديّار وديراني (تاج العروس : ج ۶ ص ۴۳۰ «دير») .

2.تذكرة الخواصّ : ص ۲۶۳ وراجع : الفتوح : ج ۵ ص ۱۳۲ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۷۱ والمحاسن : ص ۶۳ والملهوف : ص ۲۲۰ ومثير الأحزان : ص ۱۰۳ والخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۵۸۱ وبحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۹ و ۱۴۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5389
صفحه از 414
پرینت  ارسال به