353
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

أبا عَبدِ اللّهِ ، وآجَرَكُمُ اللّهُ في مُصيبَتِكُم .
فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : يا أبَا القاسِمِ ۱ ، ما هُوَ إلّا أن خَرَجَ مِن مَكَّةَ ، فَكُنتُ أتَوَقَّعُ ما أصابَهُ .
قالَ ابنُ الحَنَفِيَّةِ : وأنَا وَاللّهِ ، فَعِندَ اللّهِ نَحتَسِبُهُ ، ونَسأَلُهُ الأَجرَ وحُسنَ الخَلَفِ .
قالَ ابنُ عَبّاسٍ : يا أبا صَفوانَ ، أما وَاللّهِ ، لا يُخَلَّدُ بَعدُ صاحِبُكَ الشّامِتُ بِمَوتِهِ .
فَقالَ ابنُ صَفوانَ : يا أبَا العَبّاسِ ، وَاللّهِ ، ما رَأَيتُ ذلِكَ مِنهُ ، ولَقَد رَأَيتُهُ مَحزونا بِمَقتَلِهِ ، كَثيرَ التَّرَحُّمِ عَلَيهِ .
قالَ : يُريكَ ذلِكَ لِما يَعلَمُ مِن مَوَدَّتِكَ لَنا ، فَوَصَلَ اللّهُ رَحِمَكَ ، لا يُحِبُّنَا ابنُ الزُّبَيرِ أبَدا .
قالَ ابنُ صَفوانَ : فَخُذ بِالفَضلِ ، فَأَنتَ أولى بِهِ مِنهُ . ۲

۲۴۶۷.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن ابن أبي مليكة :بَينَمَا ابنُ عَبّاسٍ جالِسٌ فِي المَسجِدِ الحَرامِ وهُوَ يَتَوَقَّعُ خَبَرَ الحُسَينِ بنِ عَلِىٍّ عليه السلام ، إلى أن أتاهُ آتٍ فَسارَّهُ بِشَيءٍ فَأَظهَرَ الاِستِرجاعَ .
فَقُلنا : ما حَدَثَ يا أبَا العَبّاسِ ؟ قالَ : مُصيبَةٌ عَظيمَةٌ نَحتَسِبُها ، أخبَرَني مَولايَ أنَّهُ سَمِعَ ابنَ الزُّبَيرِ يَقولُ : قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام .
فَلَم يَبرَح حَتّى جاءَهُ ابنُ الزُّبَيرِ فَعَزّاهُ ثُمَّ انصَرَفَ . فَقامَ ابنُ عَبّاسٍ فَدَخَلَ مَنزِلَهُ ،

1.هو كنية محمّد بن الحنفيّة .

2.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۹۵ الرقم ۴۵۱ ، تاريخ دمشق : ج ۲۹ ص ۲۱۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
352

فَكَفى بِاللّهِ لِلمَظلومينَ ناصِرا ، ومِنَ الظّالِمينَ مُنتَقِما .
وَالعَجَبُ كُلُّ العَجَبِ ـ وما عِشتَ يُريكَ ۱ الدَّهرُ العَجَبَ ـ حَملُكَ بَناتِ عَبدِ المُطَّلِبِ ، وحَملُكَ أبناءَهُم ـ اُغَيلِمَةً صِغارا ـ إلَيكَ بِالشّامِ ، تُرِي النّاسَ أنَّكَ قَد قَهَرتَنا ، وأنَّكَ تُذِلُّنا ، وبِهِم ـ وَاللّهِ ـ وبي مَنَّ اللّهُ عَلَيكَ وعَلى أبيكَ واُمِّكَ مِنَ النِّساءِ .
وَايمُ اللّهِ ، إنَّكَ لَتُمسي وتُصبِحُ آمِناً لِجِراحِ يَدي ، ولَيَعظُمَنَّ جَرحُكَ بِلِساني ونَقضي وإبرامي ، فَلا يَستَفِزَّنَّكَ ۲ الجَدَلُ ۳ ، فَلَن يُمهِلَكَ اللّهُ بَعدَ قَتلِكَ عِترَةَ رَسولِهِ إلّا قَليلاً ، حَتّى يَأخُذَكَ أخذا أليماً ، ويُخرِجَكَ مِنَ الدُّنيا آثِما مَذموما ، فَعِش لا أباً لَكَ ما شِئتَ ، فَقَد أرداكَ عِندَ اللّهِ مَا اقتَرَفتَ .
فَلَمّا قَرَأَ يَزيدُ الرِّسالَةَ قالَ : لَقَد كانَ ابنُ عَبّاسٍ مُضِيّا عَلَى الشَّرِّ . ۴

۲۴۶۶.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن محمّد بن عبد اللّه بن عبيد بن عمير عن رجل :سَمِعتُ ابنَ عَبّاسٍ ، وعِندَهُ مُحَمَّدُ ابنُ الحَنَفِيَّةِ ، وقَد جاءَهُم نَعيُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وعَزّاهُمُ النّاسُ ، فَقالَ ابنُ صَفوانَ ۵ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» ، أيُّ مُصيبَةٍ ، يَرحَمُ اللّهُ

1.في المصدر «بربّك» ، والصواب ما أثبتناه كما في مجمع الزوائد .

2.لا يستفزّنّك : أي لا يستخفّنّك (النهاية : ج ۳ ص ۴۴۳ «فزز») .

3.الجَدَل ، محرّكة : اللدد في الخصومة ، والقدرة عليها (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۳۴۶ ـ ۳۴۷ «جدل») .

4.المعجم الكبير : ج ۱۰ ص ۲۴۱ الرقم ۱۰۵۹۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۷۷ عن شقيق بن سلمة ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۷۵ كلاهما نحوه ، مجمع الزوائد : ج ۷ ص ۵۰۰ الرقم ۱۲۰۸۲ نقلاً عن الطبراني عن أياد ابن الوليد ؛ تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۷ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۲۳ الرقم ۱ .

5.عبد اللّه بن صفوان بن اُمية بن خلف اُبو صفوان المكّي ، من أشراف قريش ، لاصحبةَ له . يقال : ولد أيّام النبوّة ، وقد قُتل مع ابن الزبير وهو متعلّق بأستار الكعبة سنة (۷۳ ه ق) (راجع : سير أعلام النبلاء : ج ۴ ص ۱۵۰ ، تاريخ دمشق : ج ۶۹ ص ۲۰۲) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5727
صفحه از 414
پرینت  ارسال به