وفكّ الحصار عن مكّة بموته في الرابع عشر من ربيع الأوّل سنة ۶۴ للهجرة ، وعاد جيش الشام منهزماً. ۱
وبعد موت يزيد، بايع أهل الحجاز عبد اللّه بن الزبير ، ثمّ بايعه أهل العراق . ۲
ولكن سوء تدبير ابن الزبير وتعامله السيّئ مع الناس وخاصّة مع بني هاشم ، أدّيا إلى أن يفقد قاعدته الشعبيّة ، فتكبّد هزيمة فادحة خلال هجوم الحجّاج بن يوسف على مكّة ، وقُتل هو أيضاً ، وبذلك انتهى حكمه في أوائل سنة ۷۳ هجرية . ۳
۳ . ثورة التوّابين
رغم أنّ هذه الثورة اندلعت بعد ثورة أهل المدينة وأهل مكّة ، إلا أنّ مقدّماتها بدأت تزامناً مع ثورة المدينة ومكّة . وقد قام بهذه الثورة أشخاص تسبّبت دعوتهم قدوم الإمام الحسين عليه السلام إلى الكوفة وأدّى تقاعسهم عن نصرته إلى وقوع حادثة كربلاء الدمويّة ، وبذلك فقد ارتكبوا ذنباً كبيراً، وكانوا يريدون أن يغسلوا عار هذا الذنب بدمائهم، ولذلك سمّيت نهضتُهم نهضةَ التوّابين .
وبعبارة اُخرى، فإنّ قسماً كبيراً من أهل الكوفة والذين كان بإمكانهم أن يغيّروا مصير المجتمع من خلال نصرة الإمام الحسين عليه السلام ، إلّا أنهم استسلموا ـ لبعض الأسباب ـ لسياسة ابن زياد القائمة على الترغيب والترهيب والخداع ، ۴ انتبهوا إلى خطئهم التاريخيّ على إثر الأمواج الاجتماعيّة والسياسيّة لواقعة كربلاء ، وقرّروا أن يخفّفوا من عار هذا الذنب الذي لا يغتفر، عبر الثورة ضدّ حكومة يزيد والانتقام من قتلة سيّد الشهداء. وهذا هو نصّ رواية
1.تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۴۹۸، أنساب الأشراف: ج ۵ ص ۳۶۲.
2.بايع أهل الشام مروان بن الحكم أيضا (بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۳۵۴).
3.راجع: تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۱۸۸، الكامل في التاريخ: ج ۳ ص ۶۹، مروج الذهب: ج ۳ ص ۸۵ و ۸۹، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج ۲۰ ص ۱۲۳.
4.راجع : ج ۳ ص ۳۹۹ (القسم السابع / الفصل السابع / تحليل حول تقييم سفر الإمام الحسين عليه السلام إلى العراق وثورة الكوفة).