البارزة في العالم الإسلامي هذا العمل الإجراميّ . ۱ وقد سرت أمواج المظلومية التي لحقت بشهداء كربلاء ، وإدانة هذه المأساة إلى خارج العالم الإسلامي ، ۲ بل حتّى إلى اُسر المجرمين . ۳ ولم تمرّ فترة طويلة حتّى اضطرّ أعدى أعداء أهل البيت يزيد الذي هو أوّل مجرم تسبّب في هذه المأساة، إلى أن يعتبر ابن زياد المسؤول المباشر عن هذه الجريمة ؛ وذلك كي يبقى بمأمنٍ من غضب الناس ، وبهدف استمرار حكمه، حيث قال :
لعن اللّه ابن مرجانة فإنّه أخرجه واضطرّه ... وقتله ، فبغّضني بقتله إلى المسلمين ، وزرع لي في قلوبهم العداوة ، فبغضني البرّ والفاجر . ۴
كما أبدى الأشخاص الذين لعبوا دوراً في مأساة كربلاء ندمهم على ما فعلوه، كلٌّ باُسلوبٍ معيّن . ۵
ومن جهة اُخرى، فقد لحقت الآثار التكوينيّة لهذه الجريمة من قام بها وشارك فيها من المجرمين. ۶ وبعد ثلاث سنوات من حادثة عاشوراء، هلك يزيد وانتقل الحكم بموته من آل أبي سفيان ـ الذين كانوا ينوون التسلّط على رقاب المسلمين وحكمهم لقرون ـ إلى بني مروان .
وقد جاء في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام يخاطب فيها المنصور الدوانيقي:
إنَّ هذَا المُلكَ كانَ في آلِ أبي سُفيانَ ، فَلَمّا قَتَلَ يَزيدُ حُسَينا سَلَبَهُ اللّهُ مُلكَهُ ، فَوَرَّثَهُ آلَ مَروانَ . ۷
1.راجع: ص ۳۴۵ (الفصل الأوّل : صدى قتل الإمام عليه السلام في الشخصيات البارزة).
2.راجع: ص ۳۹۹ (الفصل الخامس: صدى واقعة كربلاء في غير المسلمين).
3.راجع: ص ۳۸۳ (الفصل الثالث : صدى قتل الإمام عليه السلام في ذوي قاتليه).
4.راجع : ص ۲۷۴ ح ۲۴۲۰ .
5.راجع: ص ۳۷۵ (الفصل الثاني : صدى قتل الإمام عليه السلام فيمن شرك في قتله).
6.راجع: ج ۶ ص ۷ (الفصل السادس : مصير من كان له دور في قتل الإمام عليه السلام وأصحابه) .
7.الكافي: ج ۲ ص ۵۶۳ ح ۲۲، بحار الأنوار: ج ۴۷ ص ۲۰۹ ح ۵۱.