عليّ بن أبي طالب الذي قتلوه عطشانا غريبا» . ۱
ـ الخبر الذي يروي قول زينب عليهاالسلام مخاطبة جثمان أخيها: «هل أنت أخي؟ هل أنت ابن أبي ۲ ؟» ، ۳ وتقبيلها نحر أخيها وأوداجه المقطّعة ، وقولها ۴
: «اللّهمّ تقبّل منّا هذا قليل القربان » . ۵
ـ الأخبار المتعلّقة ببعض ما صدر من سكينة في كربلاء باعتبارها طفلة صغيرة ، ۶ في حين أنّها كانت متزوّجة آنذاك وقدمت إلى كربلاء مع زوجها، كما تفيد روايات المصادر المعتبرة . ۷
ـ الخبر الذي يرويه مسلم الجصّاص بشأن دخول أهل بيت الإمام عليه السلام إلى الكوفة ، وإعطاء أطفال أهل الكوفة الخبز والتمر لأطفالهم ، وأنّ اُمّ كلثوم منعتهم من ذلك؛ لحرمة الصدقة عليهم ، وكذلك ضرب زينب رأسها بخشب المحمل وإنشادها لأشعارٍ تبدأ بهذا البيت: «يا هلالاً لمّا استتمّ كمالاً...» . ۸
1.الدمعة الساكبة : ج ۵ ص ۱۳ وراجع : هذه الموسوعة : ج ۵ ص ۸۱ (الفصل الثالث / كلام حول تكفين الشهداء ودفنهم).
2.والمشهور على الألسن اليوم : «ابن اُمّي» بدل «ابن أبي» .
3.شعشعة الحسيني: ج ۲ ص ۱۲۷.
4.الخصائص الحسينية: ص ۱۸۰، تذكرة الشهداء: ص ۳۶۳، معالي السبطين: ج ۲ ص ۳۲.
5.كبريت أحمر: ص ۳۷۶ (نقلاً عن طراز المذهب)، عنوان الكلام: ص ۵۷ نحوه.
6.أسرار الشهادات : ج ۲ ص ۵۸۱ و ۵۸۳ و ۴۰۲، عنوان الكلام: ص ۳۰۲.
7.راجع: ج ۱ ص ۲۲۳ (القسم الأوّل / الفصل السادس : الأولاد).
8.نور العين: ص ۵۵، المنتخب للطريحي: ص ۴۶۳، مقتل الحسين المنسوب لأبي مخنف: ص ۱۵۸ ـ ۱۶۱ نحوه.
الجدير بالذكر أنّ المحدّث القمّي رحمه الله قال بشأن هذا الخبر: لا ذكر للمحامل والهودج في غير خبر مسلم الجصّاص ، ورغم أنّ العلّامة المجلسي نقل هذا الخبر، إلّا أنّ مصدر نقله هو منتخب الطريحى¨ وكتاب نور العين ، ولا يخفى حال الكتابين على أهل فنّ الحديث، ومن المستبعد نسبة ضرب الرأس إلى السيّدة زينب عليهاالسلام، كما أنّ الأشعار المعروفة والمنسوبة لتلك المخدّرة ـ التي هي عقيلة بني هاشم والعالمة غير المعلّمة ورضيعة ثدي النبوّة وصاحبة مقام الرضا والتسليم ـ بعيد أيضا (منتهى الآمال: ص ۴۸۳).
وبالإضافة إلى ما بيّنه المحدّث القمّي رحمه الله، فإنّ هناك ثلاث ملاحظات اُخرى تلفت النظر في هذا المجال:
الاُولى: لا إشكال في تقديم الهدية والصدقة المستحبّة إلى الهاشمي من قبل غير الهاشمي.
الملاحظة الثانية: كيف يمكن تصديق ضرب زينب عليهاالسلام رأسها بالمحمل في الملأ العامّ بين آلاف الكوفيّين ويجري دمها، ثمّ يبقى هذا الموضوع مسكوتاً عنه لحوالي ألف سنة، ثمّ يروى بعد كلّ هذه المدّة الطويلة في بعض المصادر التي تبلغ الغاية في الضعف، وعن شخص واحد؟! والجدير بالذكر أنّ جميع الكتب الضعيفة التي نقلت هذا الموضوع عن مسلم الجصّاص، لا تشير إلى موضوع «ضرب المحمل بالرأس»، وعلى سبيل المثال فإنّ هذا الموضوع لم يرد في كتاب نور العين، والنسخة المطبوعة من مقتل الحسين المنسوب إلى أبي مخنف، ولم يُذكر إلاّ في منتخب الطريحي ومخطوطة من المقتل المنسوب إلى أبي مخنف .
الملاحظة الثالثة: من المؤكّد أنّ زينب عليهاالسلام لا يصدر منها ما يخالف وصية الإمام الحسين عليه السلام الأكيدة ؛ ذلك لأنّ المصادر المعتبرة تروي أنّ الإمام أوصاها قائلاً: «يا اُخيّة! إنّي اُقسم عليك فأبرّي قسمي؛ لاتشقّي عليَّ جيبا ، ولا تخمشي عليَّ وجها» راجع: هذه الموسوعة : ج ۴ ص ۷۴ («القسم الثامن / الفصل الأوّل/ حالة زينب عليهاالسلام ليلة عاشوراء»).