311
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

يعدّ كذبها واضحا، ولهذا فإنّ لنا شكوكا أكيدة في صحّتها .

الثالثة :

الروايات الموجودة في المصادر التاريخيّة والحديثيّة الأصليّة .
نحن نرى أنّ المجموعة الثالثة هي المجموعة الوحيدة القابلة للنقل والاستناد من روايات المصادر المتأخّرة ، وإذا لم يوافق البعضُ على هذا الرأي، ولا يمكنهم أن يغضّوا النظر عن نقل متفرّدات المصادر الضعيفة لكونها مثيرة للمشاعر وشجيّة وتبعث الحرارة في مجالس العزاء، فإنّ الاستناد إلى هذه الموسوعة سوف يفيدهم ـ على الأقل ـ في تفكيك النصوص الأصليّة التي جاءت في المصادر القديمة، عن الأخبار التي لا وجود لها في المصادر الأصليّة ؛ كي لا يرتكبوا الحرام المسلّم والذي ورد النهي الأكيد عنه في الآية الكريمة : «وَ لَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ» ۱ في نسبة كلامٍ لأهل البيت عليهم السلام لم يصدر عنهم لأجل أمرٍ مستحبّ .

نماذج من متفرّدات المصادر المتأخّرة

نشير الآن ـ على سبيل المثال ـ إلى عدد من الأخبار التي اشتهرت في المصادر المتأخّرة أو على ألسنة منشدي المراثي، ولا نجد لها أثرا في المصادر الأصليّة :

۱. فتوى شريح القاضي بقتل الإمام الحسين عليه السلام

بيّنت المصادر المعتبرة ، دور شريح القاضي في اعتقال هاني بن عروة وشهادته؛ ۲ ولكن ما اشتهر من فتواه بقتل الإمام الحسين عليه السلام ، لا نجده إلّا في المصادر المتأخّرة

1.. الإسراء: ۳۶

2.. راجع: ج ۳ ص ۱۱۷ (القسم السابع / الفصل الرابع /اعتقال هاني و ماجرى فيه) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
310

أسندوا رواياتهم أحيانا إلى كتب ضعيفة أمثالها (مع أنّ هذا الاستناد في بعض الموارد غير صحيح أيضا ۱ ).
ثانياً: إنّ هذا النوع من الكتب يسند روايته أحيانا إلى المصادر المعتبرة، ولكن يتّضح من خلال الرجوع إلى المصادر المذكورة أنّ نقلهم كان خاطئا . ۲

تصنيف روايات المصادر المتأخّرة

يمكن تصنيف روايات المصادر المتأخّرة إلى ثلاث مجموعات :

الاُولى :

الروايات التي لا غبار على كونها خلافا للواقع بل هو واضح وأكيد ، مثل بعض مواضيع كتب روضة الشهداء، وأسرار الشهادة ، والمنتخب للطريحي ، وسائر المصادر المتأخّرة الضعيفة التي وردت الإشارة إليها في مقدّمة هذه الموسوعة، وتتبّعنا جذورها في مبحث آفات إنشاد المراثي ۳ .

الثانية :

الروايات التي لا يوجد إشكال في نصوصها ، إلّا أنّه لم يقدّم دليل على صحّتها ،
ومضافا إلى أنّنا لم نجدها في المصادر الأصليّة، فإنّها قد ذُكرت مقرونة بمواضيع

1.. مثل مغادرة بعض أصحاب الحسين عليه السلام ساحة كربلاء في ليلة عاشوراء. المذكور في الدمعة الساكبة (ج ۴ ص ۲۷۱) نقلاً عن كتاب نور العين، مع أنّنا لم نعثر عليه في هذا الكتاب. ومثل احتضار الإمام عليه السلام عند توجّه عليّ الأكبر إلى ساحة القتال والذي نقله في معالي السبطين (ج ۱ ص ۲۵۴) عن الشيخ جعفر التستري، ولم نعثر عليه في شيء من كتبه. ومثل كون السهم الذي أصاب عليّا الأصغر ذا ثلاثة شعب، والذي نقله في تذكرة الشهداء (۲۱۸) عن المقتل المنسوب إلى أبي مخنف، ولم نجده فيه.

2.. مثل قصّة هلال بن نافع في ليلة عاشوراء والتي ينسبها صاحب كتاب الدمعة الساكبة (ج ۴ ص ۲۷۲) إلى الشيخ المفيد (رحمه الله)؛ مع أنّها لم تُذكر في شيء من كتب المفيد أو غيره من القدماء.

3.راجع : ج ۶ ص ۱۰۳ (القسم الحادي عشر / المدخل) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4287
صفحه از 414
پرینت  ارسال به