أسندوا رواياتهم أحيانا إلى كتب ضعيفة أمثالها (مع أنّ هذا الاستناد في بعض الموارد غير صحيح أيضا ۱ ).
ثانياً: إنّ هذا النوع من الكتب يسند روايته أحيانا إلى المصادر المعتبرة، ولكن يتّضح من خلال الرجوع إلى المصادر المذكورة أنّ نقلهم كان خاطئا . ۲
تصنيف روايات المصادر المتأخّرة
يمكن تصنيف روايات المصادر المتأخّرة إلى ثلاث مجموعات :
الاُولى :
الروايات التي لا غبار على كونها خلافا للواقع بل هو واضح وأكيد ، مثل بعض مواضيع كتب روضة الشهداء، وأسرار الشهادة ، والمنتخب للطريحي ، وسائر المصادر المتأخّرة الضعيفة التي وردت الإشارة إليها في مقدّمة هذه الموسوعة، وتتبّعنا جذورها في مبحث آفات إنشاد المراثي ۳ .
الثانية :
الروايات التي لا يوجد إشكال في نصوصها ، إلّا أنّه لم يقدّم دليل على صحّتها ،
ومضافا إلى أنّنا لم نجدها في المصادر الأصليّة، فإنّها قد ذُكرت مقرونة بمواضيع
1.. مثل مغادرة بعض أصحاب الحسين عليه السلام ساحة كربلاء في ليلة عاشوراء. المذكور في الدمعة الساكبة (ج ۴ ص ۲۷۱) نقلاً عن كتاب نور العين، مع أنّنا لم نعثر عليه في هذا الكتاب. ومثل احتضار الإمام عليه السلام عند توجّه عليّ الأكبر إلى ساحة القتال والذي نقله في معالي السبطين (ج ۱ ص ۲۵۴) عن الشيخ جعفر التستري، ولم نعثر عليه في شيء من كتبه. ومثل كون السهم الذي أصاب عليّا الأصغر ذا ثلاثة شعب، والذي نقله في تذكرة الشهداء (۲۱۸) عن المقتل المنسوب إلى أبي مخنف، ولم نجده فيه.
2.. مثل قصّة هلال بن نافع في ليلة عاشوراء والتي ينسبها صاحب كتاب الدمعة الساكبة (ج ۴ ص ۲۷۲) إلى الشيخ المفيد (رحمه الله)؛ مع أنّها لم تُذكر في شيء من كتب المفيد أو غيره من القدماء.
3.راجع : ج ۶ ص ۱۰۳ (القسم الحادي عشر / المدخل) .