31
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

الحُسَينُ بِأَرضِ العِراقِ» ، وعِندي تُربَةٌ دَفَعَها إلَيَّ في قارورَةٍ .
فَقالَ : وَاللّهِ ، إنّي مَقتولٌ كَذلِكَ ، وإن لَم أخرُج إلَى العِراقِ يَقتُلونَني أيضا ، وإن أحبَبتِ أن اُرِيَكِ مَضجَعي ومَصرَعَ أصحابي ، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلى وَجهِها ، فَفَسَحَ اللّهُ في بَصَرِها حَتّى أراها ذلِكَ كُلَّهُ ، وأخَذَ تُربَةً ، فَأَعطاها مِن تِلكَ التُّربَةِ أيضا في قارورَةٍ اُخرى ، وقالَ عليه السلام : فَإِذا فاضَتا دَما فَاعلَمي أنّي قَد قُتِلتُ .
فَقالَت اُمُّ سَلَمَةَ : فَلَمّا كانَ يَومُ عاشوراءَ نَظَرتُ إلَى القارورَتَينِ بَعدَ الظُّهرِ ، فَإِذا هُما قَد فاضَتا دَما ، فَصاحَت . ۱

۲۰۴۳.الإرشاد عن اُمّ سلمة :خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن عِندِنا ذاتَ لَيلَةٍ ، فَغابَ عَنّا طَويلاً ، ثُمَّ جاءَنا وهُوَ أشعَثُ أغبَرُ ، ويَدُهُ مَضمومَةٌ ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ! ما لي أراكَ شَعِثا مُغبَرّا ؟
فَقالَ : «اُسرِيَ بي في هذَا الوَقتِ إلى مَوضِعٍ مِنَ العِراقِ يُقالُ لَهُ كَربَلاءُ ، فَاُريتُ فيهِ مَصرَعَ الحُسَينِ ابني وجَماعَةٍ مِن وُلدي وأهلِ بَيتي ، فَلَم أزَل ألقُطُ دِماءَهُم ، فَها هِيَ في يَدي» ، وبَسَطَها إلَيَّ ، فَقالَ : «خُذيها وَاحتَفِظي بِها» ، فَأَخَذتُها ، فَإِذا هِيَ شِبهُ تُرابٍ أحمَرَ ، فَوَضَعتُهُ في قارورَةٍ ، وسَدَدتُ رَأسَها ، وَاحتَفَظتُ بِهِ .
فَلَمّا خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام مِن مَكَّةَ مُتَوَجِّها نَحوَ العِراقِ ، كُنتُ اُخرِجُ تِلكَ القارورَةَ في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ ، فَأَشُمُّها ، وأنظُرُ إلَيها ، ثُمَّ أبكي لِمُصابِهِ ، فَلَمّا كانَ فِي اليَومِ العاشِرِ مِنَ المُحَرَّمِ ـ وهُوَ اليَومُ الَّذي قُتِلَ فيهِ عليه السلام ـ أخرَجتُها في أوَّلِ النَّهارِ ، وهِيَ بِحالِها ، ثُمَّ عُدتُ إلَيها آخِرَ النَّهارِ ، فَإِذا هِيَ دَمٌ عَبيطٌ ، فَصِحتُ في بَيتي وبَكَيتُ ، وكَظَمتُ غَيظي ؛ مَخافَةَ أن يَسمَعَ أعداؤُهُم بِالمَدينَةِ ، فَيُسرِعوا بِالشَّماتَةِ ، فَلَم أزَل حافِظَةً

1.الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۲۵۳ ح ۷ ، الصراط المستقيم : ج ۲ ص ۱۷۹ ح ۶ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۹ ح ۲۷ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
30

فَقالَت : قَد شِئتُها . فَما زادَ أن تَكَلَّمَ بِسمِ اللّهِ ، فَخَفِضَت لَهُ الأَرضُ حَتّى أراها مَضجَعَهُ ، ومَكانَهُ ومَكانَ أصحابِهِ ، وأعطاها مِن تِلكَ التُّربَةِ ، فَخَلَطَتها مَعَ التُّربَةِ الَّتي كانَت عِندَها ، ثُمَّ خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام ، وقَد قالَ لَها : إنّي مَقتولٌ يَومَ عاشوراءَ .
فَلَمّا كانَت تِلكَ اللَّيلَةُ الَّتي صَبيحَتَها قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام فيها ، أتاها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي المَنامِ أشعَثَ ۱ باكِيا مُغبَرّا . فَقالَت : يا رَسولَ اللّهِ ، ما لي أراكَ باكِيا مُغبَرّا أشعَثَ ؟
فَقالَ : «دَفَنتُ ابنِيَ الحُسَينَ عليه السلام وأصحابَهُ السّاعَةَ» .
فَانتَبَهَت اُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنها ، فَصَرَخَت بِأَعلى صَوتِها ، فَقالَت : وَا ابناه ! فَاجتَمَعَ أهلُ المَدينَةِ ، وقالوا لَها : مَا الَّذي دَهاكِ ؟
فَقالَت : قُتِلَ ابنِيَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام . فَقالوا لَها : وما عِلمُكِ بِذلِكِ ؟
قالَت : أتاني فِي المَنامِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله باكِيا أشعَثَ أغبَرَ ، فَأَخبَرَني أنَّهُ دَفَنَ الحُسَينَ وأصحابَهُ السّاعَةَ .
فَقالوا : أضغاثُ أحلامٍ ، قالَت : مَكانَكُم ! فَإِنَّ عِندي تُربَةَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَأَخرَجَت لَهُمُ القارورَةَ ، فَإِذا هِيَ دَمٌ عَبيطٌ . ۲

۲ / ۲

صَيرورَةُ التُّربَةِ دَما

۲۰۴۲.الخرائج والجرائح ـ في ذِكرِ مُعجِزاتِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام ـ :إنَّهُ عليه السلام لَمّا أرادَ العِراقَ قالَت لَهُ اُمُّ سَلَمَةَ : لا تَخرُج إلَى العِراقِ ، فَقَد سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «يُقتَلُ ابنِيَ

1.الأشعث : هو المُغبرّ الرأس (الصحاح : ج ۱ ص ۲۸۵ «شعث») .

2.الثاقب في المناقب : ص ۳۳۰ ح ۲۷۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4343
صفحه از 414
پرینت  ارسال به