295
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

لبسط الكلام فيه .
واحتمل البعض أنّ أهل البيت عليهم السلام قدموا إلى كربلاء عند ذهابهم من الكوفة إلى الشام، إلّا أنّ هذا الاحتمال بعيد لجهاتٍ عديدة . كما احتمل أنّهم جاؤوا إلى كربلاء بعد الرجوع من الشام ، ولكن في غير يوم الأربعين؛ ذلك لأنّ السيّد والشيخ ابن نما رويا وصولهم إلى كربلاء ولم يقيّدوه بيوم الأربعين ، ۱ وهذا الاحتمال ضعيف أيضاً ؛ ذلك لأنّ الآخرين ـ مثل صاحب روضة الشهداء ، ۲ وحبيب السير ۳ وغيرهما ۴ ممّن نقلوه ـ قيّدوه بيوم الأربعين ، كما يظهر من عبارة السيّد أنّهم دخلوا كربلاء مع جابر في يوم واحد ووقت واحد، حيث قال: «فوافوا في وقت واحد» ومن المسلّم أنّ وصول جابر إلى كربلاء كان في يوم الأربعين. بالإضافة إلى كلّ ما ذُكر، فإنّ تفصيل دخول جابر كربلاء جاء في كتاب مصباح الزائر للسيّد ابن طاووس وبشارة المصطفى ، ۵ وكلاهما من الكتب المعتبرة ، ولم يرد ذكر دخول أهل البيت في ذلك الوقت أصلاً رغم اقتضاء المقام ذكره . ۶

ب ـ عدم عودة أهل البيت إلى كربلاء في الأربعين الاُولى

استبعد السيّد ابن طاووس قدس سره عودة أهل بيت سيّد الشهداء في الأربعين الاُولى إلى كربلاء، ولم ينكر أصل عودتهم ، وهذا هو نصّ كلامه :
وجدت في مصباح المتهجد ۷ ، أنّ حرم الحسين عليه السلام وصلوا المدينة مع مولانا

1.راجع: ص ۲۸۵ ح ۲۴۴۵ و ۲۴۴۶ .

2.روضة الشهداء : ص ۳۹۱ .

3.تاريخ حبيب السير : ج ۲ ص ۶۰ .

4.توضيح المقاصد: ص ۶ وراجع: بحار الأنوار: ج ۱۰۱ ص ۳۳۴.

5.راجع: ص ۲۸۶ ح ۲۴۴۹ وص ۲۸۷ ۲۴۵۰ .

6.منتهى الآمال (بالفارسية) : ص ۵۲۴.

7.مصباح المتهجّد : ص ۷۸۷.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
294

في الكتب المعتبرة أنّه تمّ تسييرهم من الطريق السلطاني والقرى والمدن العامرة ، حيث يبلغ هذا الطريق حوالي أربعين منزلاً ، وإذا غضضنا النظر عن ذكر منازلهم وقلنا إنّ سيرهم كان من الصحراء في غرب الفرات ، فإنّه يستغرق عشرين يوماً أيضا ، فقد ذكر أنّ المسافة بين الكوفة والشام إذا كانت بخطٍّ مستقيم هي مئة وخمسة وسبعين فرسخاً ، وأقاموا في الشام ما يقرب من شهر ، كما ذكر السيّد في الإقبال فقال : روي أنّ أهل البيت أقاموا في الشام شهراً في موضعٍ لا يقيهم من الحرّ والبرد. فإذا لوحظ ما تقدّم ذكره فإنّ من المستبعد جدّاً أن يعود أهل البيت من الشام إلى كربلاء بعد كلّ هذه القضايا ويدخلوا كربلاء في العشرين من شهر صفر ، يوم الأربعين ويوم وصول جابر إلى كربلاء . وقد استبعد السيّد الأجل نفسه في الإقبال ذلك ، فضلاً عن أنّه لم يشر إلى ذلك أحد من المحدّثين الأجلّاء أو أحد المعتمدين من أهل السير والتواريخ في المقاتل وغيرها ، رغم أنّ ذكره كان مناسباً من بعض الجهات، بل من سياق كلامه يتّضح إنكاره لذلك ، كما يستفاد ذلك أيضا من عبارة الشيخ المفيد بشأن سفر أهل البيت نحو المدينة ، ويقرب منها عبارة ابن الأثير والطبري والقرماني وآخرين ، وليس في شيء منها سفرهم إلى العراق، بل إنّ الشيخ المفيد ۱ والشيخ الطوسي ۲ والكفعمي ۳ ذكروا أنّه في اليوم العشرين من صفر كان رجوع حرم أبي عبداللّه عليه السلام من الشام إلى المدينة، وهو اليوم الّذي ورد فيه جابر بن عبداللّه الأنصاري من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر أبي عبداللّه عليه السلام ، فكان اوّل من زاره من الناس . ۴
وبسط شيخنا العلّامة النوري طاب ثراه في كتاب اللؤلؤ والمرجان القول في الردّ على هذا النقل ، واعتذر عن نقل السيّد ابن طاووس له في كتابه ، والمقام لا يتّسع

1.راجع : ص ۲۸۹ ح ۲۴۵۱ .

2.مصباح المتهجّد : ص۷۸۷ ، العدد القويّة : ص۲۱۹ ح۱۱ .

3.راجع : ص ۲۸۹ ح ۲۴۵۲ .

4.راجع : ص۲۸۹ ح۲۴۵۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4129
صفحه از 414
پرینت  ارسال به