289
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

يَعودُ إلَى النّارِ . ۱

۲۴۵۱.مَسارُّ الشيعة :فِي اليَومِ العِشرينَ مِنهُ [أي مِن شَهرِ صَفَرٍ] كانَ رَجوعُ حَرَمِ سَيِّدِنا ومَولانا أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام مِنَ الشّامِ إلى مَدينَةِ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله ، وهُوَ اليَومُ الَّذي وَرَدَ فيهِ جابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ حِزامٍ الأَنصارِيُّ ـ صاحِبُ رَسولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ورَضِيَ اللّهُ تَعالى عَنهُ ـ مِنَ المَدينَةِ إلى كَربَلاءَ لِزِيارَةِ قَبرِ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام .
فَكانَ أوَّلَ مَن زارَهُ مِنَ النّاسِ . ۲

۲۴۵۲.المصباح للكفعمي :سُمِّيَت بِزِيارَةِ الأَربَعينَ لِأَنَّ وَقتَها يَومُ العِشرينَ مِن شَهرِ صَفَرٍ ، وذلِكَ لِأَربَعينَ يَوما مِن مَقتَلِ الحُسَينِ عليه السلام ، وهُوَ اليَومُ الَّذي وَرَدَ فيهِ جابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِيُّ صاحِبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله مِنَ المَدينَةِ إلى كَربَلاءَ لِزِيارَةِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَكانَ أوَّلَ مَن زارَهُ مِنَ النّاسِ ... وفي هذَا اليَومِ كانَ رُجوعُ حَرَمِ الحُسَينِ عليه السلام مِنَ الشّامِ إلَى المَدينَةِ . ۳

1.بشارة المصطفى : ص ۷۴ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۹ ، تيسير المطالب : ص ۹۳ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۱۳۰ ح ۶۲ ؛ مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۶۷ نحوه .

2.مسارّ الشيعة : ص ۴۶ ، مصباح المتهجّد : ص ۷۸۷ ، العُدد القويّة : ص ۲۱۹ ح ۱۱ بزيادة «سنة إحدى وستّين ، أو اثنتين وستّين ، على اختلاف الرواية به في قتل مولانا الحسين عليه السلام » بعد «صفر» ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۱۹۵ .

3.المصباح للكفعمي : ص ۶۴۸ «الهامش» .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
288

وفُرِّقَ بَينَ بَدَنِكَ ورَأسِكَ ، فَأَشهَدُ أنَّكَ ابنُ خاتَمِ النَّبِيّينَ ، وَابنُ سَيِّدِ المُؤمِنينَ ، وَابنُ حَليفِ التَّقوى وسَليلِ الهُدى وخامِسُ أصحابِ الكِساءِ ، وَابنُ سَيِّدِ النُّقَباءِ ، وَابنُ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ النِّساءِ ، وما لَكَ لا تَكونُ هكَذا وقَد غَذَّتكَ كَفُّ سَيِّدِ المُرسَلينَ ، ورُبّيتَ في حِجرِ المُتَّقينَ ، ورُضِعتَ مِن ثَديِ الإِيمانِ وفُطِمتَ بِالإِسلامِ ، فَطِبتَ حَيّا وطِبتَ مَيِّتا ، غَيرَ أنَّ قُلوبَ المُؤمِنينَ غَيرُ طَيِّبَةٍ لِفِراقِكَ ، ولا شاكَّةٍ فِي الخِيَرَةِ لَكَ ، فَعَلَيكَ سَلامُ اللّهِ ورِضوانُهُ ، وأشهَدُ أنَّكَ مَضَيتَ عَلى ما مَضى عَلَيهِ أخوكَ يَحيَى بنُ زَكَرِيّا .
ثُمَّ جالَ بِبَصَرِهِ حَولَ القَبرِ وقالَ : السَّلامُ عَلَيكُم أيَّتُهَا الأَرواحُ الَّتي حَلَّت بِفِناءِ الحُسَينِ وأناخَت بِرَحلِهِ ، وأشهَدُ أنَّكُم أقَمتُمُ الصَّلاةَ وآتَيتُمُ الزَّكاةَ ، وأمَرتُم بِالمَعروفِ ونَهَيتُم عَنِ المُنكَرِ ، وجاهَدتُمُ المُلحِدينَ ، وعَبَدتُمُ اللّهَ حَتّى أتاكُمُ اليَقينُ . وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّدا بِالحَقِّ نَبِيّا لَقَد شارَكنا كُم فيما دَخَلتُم فيهِ .
قالَ عَطِيَّةُ : فَقُلتُ لَهُ : يا جابِرُ ! كَيفَ ولَم نَهبِط وادِيا ولَم نَعلُ جَبَلاً ولَم نَضرِب بِسَيفٍ ، وَالقَومُ قَد فُرِّقَ بَينَ رُؤوسِهِم وأبدانِهِم ، واُوتِمَت أولادُهُم ، وأرمَلَت أزواجُهُم ؟!
فَقالَ : يا عَطِيَّةُ ! سَمِعتُ حَبيبي رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : مَن أحَبَّ قَوما حُشِرَ مَعَهُم ، ومَن أحَبَّ عَمَلَ قَومٍ اُشرِكَ في عَمَلِهِم ، وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّدا بِالحَقِّ نَبِيّا ، إنَّ نِيَّتي ونِيَّةَ أصحابي عَلى ما مَضى عَلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ ، خُذوا بي نَحوَ أبياتِ كوفانَ . ۱
فَلَمّا صِرنا في بَعضِ الطَّريقِ قالَ : يا عَطِيَّةُ ! هَل اُوصيكَ وما أظُنُّ أنَّني بَعدَ هذِهِ السَّفَرَةِ مُلاقيكَ ؟ أحبِب مُحِبَّ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ما أحَبَّهُم ، وأبغِض مُبغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ ما أبغَضَهُم وإن كانَ صَوّاما قَوّاما ، وَارفُق بِمُحِبِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، فَإِنَّهُ إن تَزِلَّ لَهُ قَدَمٌ بِكَثرَةِ ذُنوبِهِ ثَبَتَت لَهُ اُخرى بِمَحَبَّتِهِم ، فَإِنَّ مُحِبَّهُم يَعودُ إلَى الجَنَّةِ ، ومُبغِضَهُم

1.في المصدر : «خذني نحو إلى أبيات كوفان» ، والتصويب من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5761
صفحه از 414
پرینت  ارسال به