255
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي حَكَمَ لِأَولِيائِهِ بِالسَّعادَةِ ، وخَتَمَ لِأَصفِيائِهِ بِبُلوغِ الإِرادَةِ ، ونَقَلَهُم إلَى الرَّحمَةِ وَالرَّأفَةِ ، وَالرِّضوانِ وَالمَغفِرَةِ ، ولَم يَشقَ بِهِم غَيرُكَ ، ولَا ابتَلى بِهِم سِواكَ ، ونَسأَلُهُ أن يُكمِلَ لَهُمُ الأَجرَ ، ويُجزِلَ لَهُمُ الثَّوابَ وَالذُّخرَ ، ونَسأَلُهُ حُسنَ الخِلافَةِ ، وجَميلَ الإِنابَةِ ، إنَّهُ رَحيمٌ وَدودٌ .
فَقالَ يَزيدُ مُجيبا لَها :

يا صَيحَةً تُحمَدُ مِن صَوائِحِما أهوَنَ المَوتَ عَلَى النَّوائِحِ ۱

۷ / ۱۱

اِحتِجاجُ رَسولِ مَلِكِ الرّومِ عَلى يَزيدَ

۲۳۹۶.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن محمد ابن الحنفيّة عن عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام :لَمّا اُتِيَ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام إلى يَزيدَ كانَ يَتَّخِذُ مَجالِسَ الشُّربِ ، ويَأتي بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ويَضَعُهُ بَينَ يَدَيهِ ويَشرَبُ عَلَيهِ .
فَحَضَرَ ذاتَ يَومٍ في أحَدِ مَجالِسِهِ رَسولُ مَلِكِ الرّومِ ، وكانَ مِن أشرافِ الرّومِ وعُظَمائِها ، فَقالَ : يا مَلِكَ العَرَبِ ، رَأسُ مَن هذا ؟ فَقالَ لَهُ يَزيدُ : ما لَكَ ولِهذَا الرَّأسِ ؟ فَقالَ : إنّي إذا رَجَعتُ إلى مَلِكِنا يَسأَلُني عَن كُلِّ شَيءٍ رَأَيتُهُ ، فَأَحبَبتُ أن اُخبِرَهُ بِقِصَّةِ هذَا الرَّأسِ وصاحبِهِ ، لِيُشارِكَكَ فِي الفَرَحِ وَالسُّرورِ .
فَقالَ يَزيدُ : هذا رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، فَقالَ : ومَن اُمُّهُ ؟ قالَ : فاطِمَةُ الزَّهراءُ ، قالَ : بِنتُ مَن ؟ قالَ : بِنتُ رَسولِ اللّهِ .
فَقالَ الرَّسولُ : اُفٍّ لَكَ ولِدينِكَ ، ما دينٌ أخَسُّ مِن دينِكَ ، اعلَم أنّي مِن أحفادِ

1.الاحتجاج : ج ۲ ص ۱۲۳ الرقم ۱۷۳ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۵۷ الرقم ۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
254

ويَأخُذُ لَهُم بِحَقِّهِم مِن أعدائِهِم .
فَلا يَستَفِزَّنَّكَ الفَرَحُ بِقَتلِهِم «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَ تَاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَـاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ» ۱ وحَسبُكَ بِاللّهِ وَلِيّا وحاكِما ، وبِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَصيما ، وبِجَبرَئيلَ ظَهيرا ، وسَيَعلَمُ مَن بَوَّأَكَ ومَكَّنَكَ مِن رِقابِ المُسلِمينَ ، أن بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلاً ، وأيُّكُم شَرٌّ مَكانا وأضَلُّ سَبيلاً .
ومَا استِصغاري قَدرَكَ ، ولَا استِعظامي تَقريعَكَ تَوَهُّما لِانتِجاعِ الخِطابِ فيكَ ، بَعدَ أن تَرَكتَ عُيونَ المُسلِمينَ بِهِ عَبرى ، وصُدورَهُم عِندَ ذِكرِهِ حَرّى ، فَتِلكَ قُلوبٌ قاسِيَةٌ ، ونُفوسٌ طاغِيَةٌ ، وأجسامٌ مَحشُوَّةٌ بِسَخَطِ اللّهِ ولَعنَةِ الرَّسولِ ، قَد عَشَّشَ فيهِ الشَّيطانُ وفَرَّخَ ، ومَن هُناكَ مِثلُكَ ما دَرَجَ ۲ ونَهَضَ .
فَالعَجَبُ كُلُّ العَجَبِ لِقَتلِ الأَتقِياءِ ، وأسباطِ الأَنبِياءِ ، وسَليلِ الأَوصِياءِ ، بِأَيدِي الطُّلَقاءِ الخَبيثَةِ ، ونَسلِ العَهَرَةِ الفَجَرَةِ ، تَنطِفُ ۳ أكُفُّهُم مِن دِمائِنا ، وتَتَحَلَّبُ أفواهُهُم مِن لُحومِنا ، تِلكَ الجُثَثُ الزّاكِيَةُ عَلَى الجُيوبِ الضّاحِيَةِ ، تَنتابُهَا العَواسِلُ وتُعَفِّرُها اُمَّهاتُ الفَراعِلِ فَلَئِنِ اتَّخَذتَنا مَغنَما لَتَجِدُ بِنا وَشيكا مَغرَماً ، حينَ لا تَجِدُ إلّا ما قَدَّمَت يَداكَ ، ومَا اللّهُ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ .
فَإِلَى اللّهِ المُشتَكى وَالمُعَوَّلُ ، وإلَيهِ المَلجَأُ وَالمُؤَمَّلُ ، ثُمَّ كِد كَيدَكَ ، وَاجهَد جَهدَكَ ، فَوَاللّهِ الَّذي شَرَّفَنا بِالوَحيِ وَالكِتابِ ، وَالنُّبُوَّةِ وَالاِنتِجابِ ، لا تُدرِكُ أمَدَنا ، ولا تَبلُغُ غايَتَنا ، ولا تَمحو ذِكرَنا ، ولا يُرحَضُ عَنكَ عارُنا ، وهَل رَأيُكَ إلّا فَنَدٌ ، وأيّامُكَ إلّا عَدَدٌ ، وجَمعُكَ إلّا بَدَدٌ ، يَومَ يُنادِ المُنادي ألا لَعَنَ اللّهُ الظّالِمَ العادِيَ .

1.آل عمران : ۱۶۹ و ۱۷۰ .

2.دَرَجَ : أي مَشى (الصحاح : ج ۱ ص ۳۱۳ «درج») .

3.تنطف : تقطر (النهاية : ج ۵ ص ۷۵ «نطف») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4201
صفحه از 414
پرینت  ارسال به