ولَئِنِ اتَّخَذتَنا مَغنَما لَتَجِدُنا وَشيكا مَغرَما ، حينَ لا تَجِدُ إلّا ما قَدَّمَت يَداكَ ، «وما رَبُّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ» ، ۱ فَإِلَى اللّهِ المُشتَكى وعَلَيهِ المُعَوَّلُ .
فَكِد كَيدَكَ وَاسعَ سَعيَكَ وناصِب جَهدَكَ ، فَوَاللّهِ لا تَمحُوَنَّ ذِكرَنا ، ولا تُميتُ وَحيَنا ، ولا تُدرِكَ أمَدَنا ، ولا تَرحَضُ ۲ عَنكَ عارَها ، وهَل رَأيُكَ إلّا فَنَدٌ ، ۳ وأيّامُكَ إلّا عَدَدٌ ، وجَمعُكَ إلّا بَدَدٌ ۴ ، يَومَ يُنادِي المُنادِ : «ألا لَعنَةُ اللّهِ عَلَى الظّالِمينَ » ۵ .
فَالحَمدُ للّهِِ الَّذي خَتَمَ لِأَوَّلِنا بِالسَّعادَةِ وَالمَغفِرَةِ ، ولِاخِرِنا بِالشَّهادَةِ وَالرَّحمَةِ ، ونَسأَلُ اللّهَ أن يُكمِلَ لَهُمُ الثَّوابَ ويوجِبَ لَهُمُ المَزيدَ ، ويُحسِنَ عَلَينَا الخِلافَةَ إنَّهُ رَحيمٌ وَدودٌ ، «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» . ۶
فَقالَ يَزيدُ لَعَنَهُ اللّهُ :
يا صَيحَةً تُحمَدُ مِن صَوائِحِما أهوَنَ المَوتَ عَلَى النَّوائِحِ ۷
۲۳۹۵.الاحتجاج عن شيخ صدوق من مشايخ بني هاشم :قامَت [زَينَبُ عليهاالسلام] عَلى قَدَمَيها وأشرَفَت عَلَى المَجلِسِ ، وشَرَعَت فِي الخُطبَةِ ، إظهارا لِكَمالاتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وإعلانا بِأَنّا نَصبِرُ لِرِضاءِ اللّهِ ، لا لِخَوفٍ ولا دَهشَةٍ .
فَقامَت إلَيهِ زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ واُمُّها فاطِمَةُ بِنتُ رَسولِ اللّهِ وقالَت :
الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، وَالصَّلاةُ عَلى جَدّي سَيِّدِ المُرسَلينَ ، صَدَقَ اللّهُ سُبحانَهُ
1.فصّلت : ۴۶ .
2.الرّحْضُ : الغَسلُ (النهاية : ج ۲ ص ۲۰۸ «رحض») .
3.الفَنَدُ : الكذب، والفَنَدُ : ضعف الرأي (الصحاح : ج ۲ ص ۵۲۰ «فند») .
4.بَدَدَا : أي متفرّقين (النهاية : ج ۱ ص ۱۰۵ «بدد») .
5.هود : ۱۸ .
6.آل عمران : ۱۷۳ .
7.الملهوف : ص ۲۱۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۳ ؛ بلاغات النساء : ص ۳۵ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۶۴ كلاهما نحوه وراجع : مثير الأحزان : ص ۱۰۱ .