245
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

فَثَقُلَ عَلى يَزيدَ أن يَتَمَثَّلَ بِبَيتِ شِعرٍ ، وتَلا عَلِيٌّ آيَةً مِن كِتابِ اللّهِ عز و جل ، فَقالَ يَزيدُ : بَل « فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ » .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : أما وَاللّهِ لَو رَآنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَغلولينَ لَأَحَبَّ أن يُخَلِّيَنا مِنَ الغُلِّ .
فَقالَ : صَدَقتَ ، فَخَلّوهُم مِنَ الغُلِّ .
قالَ : ولَو وَقَفنا بَينَ يَدَي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى بُعدٍ لَأَحَبَّ أن يُقَرِّبَنا .
قالَ : صَدَقتَ ، فَقَرَّبوهُم .
فَجَعَلَت فاطِمَةُ وسُكَينَةُ يَتَطاوَلانِ لِتَرَيا رَأسَ أبيهِما ، وجَعَلَ يَزيدُ يَتَطاوَلُ في مَجلِسِهِ لِيَستُرَ عَنهُما رَأسَ أبيهِما .
ثُمَّ أمَرَ بِهِم فَجُهِّزوا ، وأصلَحَ إلَيهِم واُخرِجوا إلَى المَدينَةِ . ۱

۲۳۸۹.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :أقبَلَ [يَزيدُ] عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ : أبوكَ قَطَعَ رَحِمي ، ونازَعَني سُلطاني ، فَجَزاهُ اللّهُ جَزاءَ القَطيعَةِ وَالإِثمِ . ۲

۲۳۹۰.الفتوح :تَقَدَّمَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام حَتّى وَقَفَ بَينَ يَدَي يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، وجَعَلَ يَقولُ :

لا تَطمَعوا أن تُهينونا ونُكرِمَكُموأن نَكُفَّ الأَذى عَنكُم وتُؤذونا
فَاللّهُ يَعلَمُ أنّا لا نُحِبُّكُمولا نَلومُكُمُ إن لَم تُحِبّونا
فَقالَ يَزيدُ : صَدَقتَ ـ يا غُلامُ ـ ، ولكِن أرادَ أبوكَ وجَدُّكَ أن يَكونا أميرَينِ ، فَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أذَلَّهُما وسَفَكَ دِماءَهُما .

1.المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۰۴ ح ۲۸۰۶ ، تاريخ دمشق : ج ۷۰ ص ۱۴ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۸ عن الليث بن سعد ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۸ وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۶۲ ومثير الأحزان : ص ۹۹ .

2.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۸۹ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۳ وليس فيه ذيله .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
244

مُغَلَّلينَ فِي الحَديدِ وعَلَينا قُمُصٌ .
فَقالَ يَزيدُ : أخلَصتُم أنفُسَكُم بِعَبيدِ ۱ أهلِ العِراقِ ! وما عَلِمتُ بِخُروجِ أبي عَبدِ اللّهِ حينَ خَرَجَ ! ولا بِقَتلِهِ حينَ قُتِلَ !
قالَ : فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَـبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَ لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِّكَيْلَا تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُواْ بِمَا ءَاتَـاكُمْ وَ اللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ » .
قالَ : فَغَضِبَ يَزيدُ ، وجَعَلَ يَعبَثُ بِلِحيَتِهِ ، وقالَ : «وَ مَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ » . ۲

۲۳۸۸.المعجم الكبير عن الليث :أبَى الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام أن يُستَأسَرَ فَقاتَلوهُ فَقَتَلوهُ ، وقَتَلوا بَنيهِ وأصحابَهُ الَّذينَ قاتَلوا مَعَهُ بِمَكانٍ يُقالُ لَهُ الطَّفُّ ، وَانطُلِقَ بِعَلِيِّ بنِ حُسَينٍ عليه السلام وفاطِمَةَ بِنتِ حُسَينٍ وسُكَينَةَ بِنتِ حُسَينٍ إلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ، وعَلِيٌّ يَومَئِذٍ غُلامٌ قَد بَلَغَ ، فَبَعَثَ بِهِم إلى يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، فَأَمَرَ بِسُكَينَةَ فَجَعَلَها خَلفَ سَريرِهِ لِئَلاّ تَرى رَأسَ أبيها وذَوي ۳ قَرابَتِها ، وعَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام في غُلٍّ . فَوَضَعَ رَأسَهُ فَضَرَبَ عَلى ثَنِيَّتَيِ الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ :

نُفَلِّقُ هاماً مِن رِجالٍ أحِبَّةٍإلَينا وهُم كانوا أعَقَّ وأظلَما
فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَـبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَ لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ» .

1.في المحن: «لِعَبيد»، وهو المناسب للسياق.

2.الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۱۲ ، المحن : ص ۱۴۸ عن محمّد بن الحسن بن عليّ ؛ شرح الأخبار : ج ۳ ص ۲۶۷ عن محمّد بن عليّ بن الحسين عليه السلام وراجع : العقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۸ .

3.في المصدر : «ذُو» ، والصحيح ما أثبتناه كما في مجمع الزوائد : ج ۹ ص ۳۱۳ و تاريخ دمشق .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5802
صفحه از 414
پرینت  ارسال به