يا أميرَ المُؤمِنينَ ما كانَ إلّا جَزرَ جَزورٍ ۱ أو نَومَةَ قائِلٍ ۲ ، حَتّى أتَينا عَلى آخِرِهِم ، فَهاتيكَ أجسادُهُم مُجَرَّدَةً ، وثِيابُهُم مُرَمَّلَةً ، وخُدودُهُم مُعَفَّرَةً ، تَصهَرُهُمُ الشَّمسُ وتَسفي عَلَيهِمُ الرّيحُ ، زُوّارهُمُ العِقبانُ وَالرَّخَمُ ۳ بِقِيٍّ سَبسَبٍ . ۴
قالَ : فَدَمَعَت عَينُ يَزيدَ ، وقالَ : قَد كُنتُ أرضى مِن طاعَتِكُم بِدونِ قَتلِ الحُسَينِ ، لَعَنَ اللّهُ ابنَ سُمَيَّةَ ، أما وَاللّهِ لَو أنّي صاحِبُهُ لَعَفَوتُ عَنهُ ، فَرَحِمَ اللّهُ الحُسَينَ ، ولَم يَصِلهُ بِشَيءٍ . ۵
۲۳۵۱.مثير الأحزان عن العذري بن ربيعة بن عمرو الجرشي :أنَا عِندَ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، إذ أقبَلَ زَحرُ بنُ قَيسٍ المَذحِجِيُّ عَلى يَزيدَ ، فَقالَ : وَيلَكَ ما وَراءَكَ ؟
قالَ : أبشِر بِفَتحِ اللّهِ ونَصرِهِ ... فَهاتيكَ أجسادُهُم مُجَرَّدَةً ، ووُجوهُهُم مُعَفَّرَةً ، وثِيابُهُم بِالدِّماءِ مُرَمَّلَةً ، تَصهَرُهُمُ الشَّمسُ وتَسفي عَلَيهِمُ الرّيحُ ، زُوّارُهُمُ العِقبانُ وَالرَّخَمُ ۶ ، بِقاعٍ قَرقَرٍ ۷ سَبسَبٍ ، لا مُكَفَّنينَ ولا مُوَسَّدينَ . ۸
1.الجَزر : نحر الجزّار الجزور ، والجزور : الناقة المجزورة (لسان العرب : ج ۴ ص ۱۳۴ «جزر») .
2.القائلةُ : الظهيرة (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۰۸ «قيل») .
3.الرَّخْمَةُ : طائر أبقع يشبه النسر في الخلقة ، والجمع : رَخَمٌ (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۲۹ «رخم») .
4.قيٌّ سَبْسَب : القيُّ : الأرض القَفْر الخالية . والسَبْسَبُ : الأرض القَفْر البعيدة ، لا ماءَ بها ولا أنيس (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۱۱ «قوا» ، و ج ۱ ص ۴۶۰ «سبسب») .
5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۹ ، تاريخ دمشق : ج۱۸ ص۴۴۵ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۶ ، العقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۷ ، الفتوح : ج ۵ ص ۱۲۷ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۵۶ وفيهما «فأطرق يزيد ساعة» بدل «فدمعت عين يزيد» والأربعة الأخيرة نحوه ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۸ عن عبد اللّه بن ربيعة الحميري وفيه «فأطرق يزيد هنيهة» بدل «فدمعت عين يزيد» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲۹ .
6.في المصدر : «الزخم» ، وهو تصحيف .
7.قَرْقَرْ : المكان المستوي ، وقيل للصحراء البارزة : قَرْقَرْ (النهاية : ج ۴ ص ۴۸ «قرقر») .
8.مثير الأحزان : ص ۹۸ ؛ الأخبار الطوال : ص ۲۶۱ نحوه وليس فيه ذيله من «بقاع» .