211
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

الحصيلة النهائية

نستخلص ممّا تقدّم أنّه لا يمكن إبداء رأيٍ بنحو قطعي في هذا الموضوع؛ وذلك بسبب عدم وجود أدلّة واضحة يمكن الاعتماد عليها . ولكن يمكن القول بأنّ الأرجح ـ نظرا للقرائن التي ذكرناها فيما تقدّم ـ هو طريق البادية .

طريق مسير أهل البيت من الشام إلى المدينة

استناداً إلى الخريطة الخاصّة بموسوعة الإمام الحسين عليه السلام ، ۱ فإنّ المسافة بين دمشق والمدينة تبلغ حدود ۱۲۲۹ كيلومتراً، وتشتمل على ۳۲ منزلاً، ومن المسلّم أنّ قافلة سبايا أهل البيت عليهم السلام قطعت هذه المسافة خلال عودتها من الشام ، وإذا كانوا قد ذهبوا إلى كربلاء أيضا خلال رجوعهم ، فسيكونون قد اجتازوا مسافة طويلة للغاية .
وقد بدأ مسير أهل البيت المليء بالعناء من المدينة وانتهى بالمدينة. ويبلغ الحدّ الأدنى من الطريق الذي ساره هؤلاء السادة العظام ۴۱۰۰ كيلومتراً على فرض الذهاب من الكوفة إلى دمشق من أقصر الطرق ـ وهو طريق البادية ـ وعدم الذهاب مرّةً اُخرى إلى كربلاء عند رجوعهم ، وفقا للحساب التالي : (من المدينة إلى مكّة) ۴۳۱ كيلومترا + (من مكّة حتّى كربلاء) ۱۴۴۷ كيلومترا + (من كربلاء وحتّى الكوفة) ۷۰ كيلو مترا + (من الكوفة وحتّى دمشق ـ من طريق البادية) ۹۲۳ كيلو مترا + (من دمشق وحتّى المدينة) ۱۲۲۹ كيلو مترا .

1.راجع : الخريطة رقم ۵ في آخر هذا المجلّد .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
210

وممّا يؤيّد هذه الملاحظة عدم ذكر تفاصيل السفر ، وعدم توفّر رواية حول مرور الركب بالمدن، وعلى الأقلّ ذكر مدينة أو مدينتين من المدن المهمّة الواقعة في الطريق ، وهو ما يدلّ بحدّ ذاته على اجتياز الطريق الصحراوي، أو الطرق الفرعية .
۵ . هناك بعض القرائن التي يمكن من خلالها القول بترجيح طريق البادية على الطريقين الآخرَين ، وهي :
أوّلاً : لوكان مسير الاُسارى هو طريق ضفاف الفرات أو الطريق السلطاني اللذين يمرّان عبر مدن كثيرة ، لنقلت لنا المصادر المعتبرة بعض الأخبار المتعلّقة بكيفية مواجهة أهالي تلك المدن مع أهل البيت عليهم السلام ، أو على الأقلّ مشاهدتهم فيها ؛ كما هو الحال في كربلاء والكوفة والشام، في حين إنّنا لا نجد في هذا المجال خبرٌ واحد حول هذا الموضوع.
بناءً على ذلك ، فالظاهر أنّ مسير السبايا كان من طريق قليلة السكّان أو خالية منهم ، وهو ما يرجّح طريق البادية .
ثانيا : إنّ الاعتراضات التي كانت تشكّل ضغوطا على الجهاز الحاكم والتي بدأت منذ اللحظة الاُولى لشهادة الإمام الحسين عليه السلام ؛ حتّى من قِبل الموالين للحكومة واُسَرِ المقاتلين الجُناة و أصداء واقعة عاشوراء وانعكاساتها في الكوفة، تشكّل وبطبيعة الحال مانعا عن نقل السبايا والرأس الشريف عن طريق المدن والقرى العامرة بالسكّان!
ويؤيّد ذلك ما ورد في كتاب الكامل للبهائي ، حيث قال :
إنّ الأنذال الذين حملوا معهم رأس الإمام الحسين عليه السلام من الكوفة كانوا خائفين من أن تقوم القبائل العربيّة عليهم وتستعيد الرأس الشريف ؛ ولهذا فقد تركوا طريق العراق ولجؤوا إلى الطرق الفرعيّة . ۱
ثالثا : من الاُصول المهمّة التي تعتمدها الحكومات فى سياساتها سُرعة العمل ، وهذا الأصل يستدعي اختيار أخصر الطرق وأسرعها .

1.كامل بهائي (بالفارسية) : ج ۲ ص ۲۹۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4329
صفحه از 414
پرینت  ارسال به