191
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

كانت خطب زينب الكبرى في ذروة الفصاحة والبلاغة والتأثير ، كما كانت حكيمة في تشخيص الموقف المناسب .
واستناداً إلى ما ورد في بعض المصادر ۱ أنها لمّا ردّت إلى المدينة لم تتوقّف لحظة عن الاضطلاع برسالة الشهداء ، وتنوير الرأي العام ، وتوعية الناس وإطلاعهم على ظلم بني اُميّة ، فاضطرّ حاكم المدينة إلى نفيها بعد أن استشار يزيد في ذلك . ۲
يجدر ذكره أنّنا لم نجد تاريخ ولادتها ووفاتها في المصادر المعتبرة، وقد ذُكرت أقوال عديدة في المصادر المتأخّرة بشأن ولادتها، نظير: ۵ جمادى الاُولى سنة ۵ للهجرة، شعبان سنة ۶ للهجرة ، محرّم الحرام عام ۵ للهجرة . ۳ وقيل : إنّ تاريخ وفاتها هو الخامس عشر من رجب عام ۶۲ للهجرة . ۴
۲ . اُمّ كلثوم عليهاالسلام بنت أمير المؤمنين عليه السلام . ۵
وتُسمّى زينب الصغرى أيضاً ۶ ، فأبوها أمير المؤمنين عليه السلام ، ولكن يبدو أنّ اُمّها ليست فاطمة الزهراء عليهاالسلام ؛ ذلك لأنّ اُمّ كلثوم التي هي ابنة الزهراء توفّيت في حياة الإمام الحسن عليه السلام على المشهور . ۷

1.مصدر هذا الخبر أخبار الزينبات ـ المنسوب للعبيدلي ـ : (ص ۱۱۸) ، إلا أنّ اعتبار هذا الكتاب وانتسابه للعبيدلي معرض للشكّ ، وراجع : ميراث حديث الشيعة : ج ۱۶ ص ۷ .

2.راجع : أخبار الزينبات : ص ۱۱۸ .

3.راجع: رياحين الشريعة: ج ۳ ص ۳۳.

4.أخبار الزينبات : ص ۱۲۲ وراجع : ميراث حديث الشيعة: ج ۱۶ ص ۲۱.

5.شرح الأخبار: ج ۳ ص ۱۹۸؛ مقاتل الطالبيين: ص ۱۱۹ وراجع: الملهوف : ص ۱۹۸ و۲۱۰، مثير الأحزان: ص ۸۸ و۹۷، تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۳۵۵، الأخبار الطوال: ص ۲۲۸، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۳۸.

6.مجموعة نفيسة: ص ۹۴ (تاج المواليد).

7.الطبقات الكبرى: ج ۸ ص ۴۶۴، أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۴۱۲ ، اُسد الغابة : ج ۷ ص ۳۷۸.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
190

كان لها لسان عليّ حقّا ! وحين نطقت بكلماتها الحماسيّة ، فإنّ اُولئك الذين طالما سمعوا خطب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، هاهم يرونه باُمّ أعينهم يخطب فيهم !
وقال قائل : واللّه ، لم أرَ خَفِرةً ۱ قطّ أنطق منها! كأنّها تنطق وتُفرغ عن لسان عليّ عليه السلام .
وكان ابن زياد قد أثمله التكبّر ، ومَرَد على الضراوة والتوحّش ، فنال من آل اللّه ، فانبرت إليه الحوراء وألقمته حجرا بكلماتها الخالدة التي أخزته، وذلك حينما قال لها: كَيفَ رَأيتِ صُنعَ اللّهِ بِأَخيكِ وأهلِ بَيتكِ؟ فَقالَت:
ما رَأَيتُ إلّا جَميلاً، هؤلاء قَومٌ كَتبَ اللّهُ عَلَيهِمُ القَتلَ، فَبَرَزوا الى مَضاجِعِهِم، وسَيَجمَعُ اللّهُ بَينَكَ وبَينَهُم، فَتُحاجُّ وتُخاصَمُ، فَانظُر لِمَنِ الفَلَجُ يومَئذٍ؟! هَبِلَتكَ اُمُّكَ يابنَ مَرجانَةَ. ۲
وعندما نظرت إلى يزيد متربّعا على عرش السلطة ومعه الأكابر ومندوبو بعض البلدان ـ وكان يتباهى بتسلّطه ، ويتحدّث بسفاهة مهوِّلاً على الآخرين ، ناسبا قتل الأبرار إلى اللّه ـ قامت إليه عقيلة بني هاشم ، فصكّت مسامعه بخطبتها البليغة العصماء . وممّا قالته فيها :
أمِنَ العَدلِ ـ يَابنِ الطُّلَقاءِ ـ تَخديرُكَ حَرائِرَكَ وإماءَكَ ، وسَوقُكَ بَناتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله سَبايا ! قَد هَتَكتَ سُتورَهُنَّ ، وأبدَيتَ وُجوهَهُنَّ ، يَحدو بِهِنَّ الأَعداءُ مِن بَلَدٍ إلى بَلَدٍ؟! ۳
وبتلك الكلمات القصيرة الدامغة ذكّرته بماضي أهله حيث كانوا عبيد حرب، ثمّ اُطلقوا بعد أن أسلموا خائفين من القتل ، فدلّت على عدم جدارته للحكم من جهة ، وعلى جوره ونشره للظلم من جهة اُخرى . واستَشهدت أخيرا بآيات قرآنيّة لتعلن بصراحة أنّ موقعه ليس كرامة إلهيّة ـ كما زعم أو حاول أن يلقّن الناس به ـ بل هو انغماس ملوّث بالكفر في أعماق الجحود ، وزيادة في الكفر ، وأمّا الشهادة فهي كرامة لآل اللّه ... .

1.الخَفِر : الكثير الحياء (النهاية :ج ۲ ص ۵۳) .

2.راجع : ص۱۶۲ ح۲۲۹۵ .

3.راجع : ص ۲۵۲ ح ۲۳۹۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4167
صفحه از 414
پرینت  ارسال به