189
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

وهي فرع من فروع الشجرة الطيّبة ... .
وكانت متزوّجة بابن عمّها عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب ، وولد له منها : عليّ الزينبي ، وعون ، ومحمّد ، وعبّاس ، واُمّ كلثوم .
سُمّيت اُمّ المصائب ، وحقّ لها أن تُسمّى بذلك ! فقد شاهدت مصيبة وفاة جدّها رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ومصيبة وفاة اُمّها الزهراء عليهاالسلام ومحنتها ، ومصيبة قتل أبيها أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ومحنته ، ومصيبة شهادة أخيها الحسن بالسمّ ومحنته ، والمصيبة العظمى بقتل أخيها الحسين عليه السلام من مبتداها إلى منتهاها ... وحُملت أسيرة من كربلاء ... . ۱
كانت عليهاالسلام مع أخيها الحسين عليه السلام منذ بدء الثورة ، وكانت رفيقة دربه وأمينة سرّه . وحوارها مع أخيها ليلة عاشوراء ، وحضورها عند جسد ابن أخيها عليّ الأكبر يوم عاشوراء ، ورثاؤها المؤلم لأخيها ، وجلوسها عند جثمانه المدمّى ، وخطابها لرسول اللّه صلى الله عليه و آله يوم الحادي عشر ، كلّ اُولئك من الصفحات الذهبيّة الخالدة في حياتها المليئة بالجلالة والرفعة ، المصطبغة بالصبر والجلد .
تولّت شؤون السبايا بعد عاشوراء بجلال وثبات ، وعندما رأت الكوفيّين يبكون على أبناء الرسول صلى الله عليه و آله ، خاطبتهم قائلة :
يا أهلَ الكوفَةِ ! يا أهلَ الخَتلِ وَالغَدرِ وَالخَذلِ وَالمَكرِ ! ألا فَلا رَقَأَتِ العَبرَةُ ولا هَدَأَتِ الزَّفرَةُ ، إنَّما مَثَلُكُم كَمَثَلِ الَّتي «نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَـثًا... » ، ۲ أتَدرونَ وَيلَكُم أيَّ كَبِدٍ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله فَرَثتُم ؟ ! وأيَّ عَهدٍ نَكَثتُم ؟ ! وأيَّ كَريمَةٍ لَهُ أبرَزتُم ؟ ! وأيَّ حُرمَةٍ لَهُ هَتَكتُم ؟ ! وأيَّ دَمٍ لَهُ سَفَكتُم ؟ ! ۳

1.أعيان الشيعة : ج ۷ ص ۱۳۷ .

2.النحل : ۹۲ .

3.راجع: ص ۱۴۵ ح ۲۲۷۷ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
188

وممّا ينبغي ذكره أنّ الصدوق نقل في أماليه بسند غير معتبر قصّة طفلين لمسلم بن عقيل كانا ممّن تبقّى بعد وقعة كربلاء، واستُشهدا على يد رجل يدعى الحارث ، ولكن تفيد رواية الطبري وغيره أنّ هذين الطفلين كانا ابني عبد اللّه بن جعفر . ۱

الأسرى من نساء بني هاشم

۱ . السيّدة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام .
حاملة رسالة عاشوراء ومبيّنة الملحمة الحسينيّة ، وفاضحة الأشقياء المدلّسين الناشرين للظلم ، ومَظهر الوقار ، ورمز الحياء ، ومثال العزّ والرفعة ، واُسوة الثبات والصبر والعبادة .
وبلغت منزلتها الرفيعة ومكانتها السامية في البيت النبويّ مبلغا يعجز القلم عن بيانه ، ويحسر عن تبيان مكارمها ومناقبها وفضائلها عليهاالسلام .
وقد رسم الفقيه المؤرّخ المصلح الكبير العلّامة السيّد محسن الأمين العاملي معالم شخصيّتها بقوله :
كانت زينب عليهاالسلام من فضليات النساء ، وفضلها أشهر من أن يُذكر ، وأبين من أن يسطر . وتُعلم جلالة شأنها وعلوّ مكانها ، وقوّة حجّتها ، ورجاحة عقلها ، وثبات جنانها ، وفصاحة لسانها ، وبلاغة مقالها ـ حتى كأنّها تُفرغ عن لسان أبيها أمير المؤمنين عليه السلام ـ من خطبها بالكوفة والشام ، واحتجاجها على يزيد وابن زياد بما فحمهما ، حتّى لجأ إلى سوء القول والشتم وإظهار الشماتة والسباب الذي هو سلاح العاجز عن إقامة الحجّة . وليس عجيبا من زينب الكبرى أن تكون كذلك

1.راجع: ص ۱۷۷ (استشهاد غلامين من أهل البيت) وراجع أيضا : الإمامة والسياسة : ج۲ ص۱۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5331
صفحه از 414
پرینت  ارسال به