173
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

واُتِيَ بِجُندَبِ بنِ عَبدِ اللّهِ ، فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : وَاللّهِ لَأَتَقَرَبَنَّ إلَى اللّهِ بِدَمِكَ . فَقالَ : إنَّما تَتَباعَدُ مِنَ اللّهِ بِدَمي . ۱

۲۳۰۷.الفتوح :صَعِدَ ابنُ زِيادٍ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، وقالَ في بَعضِ كَلامِهِ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أظهَرَ الحَقَّ وأهلَهُ ، ونَصَرَ أميرَ المُؤمِنينَ وأشياعَهُ ، وقَتَلَ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ .
قالَ : فَما زادَ عَلى هذَا الكَلامِشَيئا ووَقَفَ ، فَقامَ إلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ عَفيفٍ الأَزدِيُّ رَحِمَهُ اللّهُ ، وكانَ مِن خِيارِ الشّيعَةِ وكانَ أفضَلَهُم ، وكانَ قَد ذَهَبَت عَينُهُ اليُسرى في يَومِ الجَمَلِ وَالاُخرى في يَومِ صِفّينَ ، وكانَ لا يُفارِقُ المَسجِدَ الأَعظَمَ يُصَلّي فيهِ إلَى اللَّيلِ ، ثُمَّ يَنصَرِفُ إلى مَنزِلِهِ .
فَلَمّا سَمِعَ مَقالَةَ ابنِ زِيادٍ ، وَثَبَ قائِما ثُمَّ قالَ : يَابنَ مَرجانَةَ ، الكَذّابُ ابنُ الكَذّابِ أنتَ وأبوكَ ومَنِ استَعمَلَكَ وأبوهُ ، يا عَدُوَّ اللّهِ أتَقتُلونَ أبناءَ النَّبِيّينَ وتَتَكَلَّمونَ بِهذَا الكَلامِ عَلى مَنابِرِ المُؤمِنينَ ؟!
قالَ : فَغَضِبَ ابنُ زِيادٍ ، ثُمَّ قالَ : مَنِ المُتَكَلِّمُ ؟ فَقالَ : أنَا المُتَكَلِّمُ يا عَدُوَّ اللّهِ ، أتَقتُلُ الذُّرِّيَّةَ الطّاهِرَةَ الَّتي قَد أذهَبَ اللّهُ عَنهَا الرِّجسَ في كِتابِهِ ، وتَزعُمُ أنَّكَ عَلى دينِ الإِسلامِ ؟ وا عَوناه ، أينَ أولادُ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ، لِيَنتَقِموا مِن طاغِيَتِكَ ۲ اللَّعينِ ابنِ اللَّعينِ عَلى لِسانِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ رَبِّ العالَمينَ ؟
قالَ : فَازدادَ غَضَبا عَدُوُّ اللّهِ حَتَّى انتَفَخَت أوداجُهُ ، ثُمَّ قالَ : عَلَيَّ بِهِ ، قالَ : فَتَبادَرَت إلَيهِ الجَلاوِزَةُ مِن كُلِّ ناحِيَةٍ لِيَأخُذوهُ ، فَقامَتِ الأَشرافُ مِنَ الأَزدِ مِن بَني عَمِّهِ فَخَلَّصوهُ مِن أيدِي الجَلاوِزَةِ ، وأخرَجوهُ مِن بابِ المَسجِدِ ، فَانطَلَقوا بِهِ إلى مَنزِلِهِ .

1.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۱۳ .

2.في الملهوف : «منك ومن طاغيتك...».


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
172

أنتُم ـ يا أهلَ اليَمَنِ ـ حَتّى تَأتوني بِصاحِبِكُم ، وَامتَثَلَ صَنيعَ أبيهِ في حُجرٍ حينَ بَعَثَ أهلَ اليَمَنِ .
وأشارَ عَلَيهِ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ بِأَن يُحبَسَ كُلُّ مَن كانَ فِي المَسجِدِ مِنَ الأَزدِ ، فَحُبِسَوا وفيهِم عَبدُ الرَّحمنِ بنُ مِخنَفٍ وغَيرُهُ ، فَاقتَتَلَتِ الأَزدُ وأهلُ اليَمَنِ قِتالاً شَديدا .
وَاستَبطَأَ ابنُ زِيادٍ أهلَ اليَمَنِ ، فَقالَ لِرَسولٍ بَعَثَهُ إلَيهِم : اُنظُر ما بَينَهُم ؟ [فَأَتاهُم ]فَرَأى أشَدَّ قَتلٍ ، فَقالوا : قُل لِلأَميرِ إنَّكَ لَم تَبعَثنا إلى نَبَطِ ۱ الجَزيرَةِ ولا جَرامِقَةِ ۲ المَوصِلِ ، إنَّما بَعَثتَنا إلَى الأَزدِ ، إلى اُسودِ الأَجَمِ ۳ ، لَيسوا بِبَيضَةٍ تُحسى ولا حَرمَلَةٍ ۴ توطَأُ .
فَقُتِلَ مِنَ الأَزدِ عُبَيدُ اللّهِ بنُ حَوزَةَ الوالِبِيُّ ومُحَمَّدُ بنُ حَبيبٍ البَكرِيُّ ، وكَثُرَتِ القَتلى بَينَهُم ، وقَوِيَتِ اليَمانِيَّةُ عَلَى الأَزدِ ، وصاروا إلى خُصٍّ ۵ في ظَهرِ دارِ ابنِ عَفيفٍ فَكَسَروهُ وَاقتَحَموا ، فَناوَلَتهُ ابنَتُهُ سَيفَهُ فَجَعَلَ يَذُبُّ بِهِ ، وشَدّوا عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَانطَلَقوا بِهِ إلَى ابنِ زِيادٍ وهُوَ يَقولُ :

اُقسِمُ لَو يُفسَحُ لي مِن بَصَريشَقَّ عَلَيكُم مَورِدي وصَدَري
وخَرَجَ سُفيانُ بنُ يَزيدُ بنِ المُغَفَّلِ لِيَدفَعَ عَنِ ابنِ عَفيفٍ ، فَأَخَذوهُ مَعَهُ ، فَقُتِلَ ابنُ عَفيفٍ وصُلِبَ بِالسَّبَخَةِ .

1.النَّبَطُ : جيل من الناس كانوا ينزلون سواد العراق ، ثمّ استعمل في أخلاط الناس وعوامّهم (المصباح المنير : ص ۵۹۰ «نبط») .

2.الجرامقة : قوم بالموصل أصلهم من العجم (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۵۴ «الجرامقة») .

3.الاُجَمَةُ : من القصب ، والجمع أجمات وأجَم واُجُم (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۵۸ «أجم») .

4.حرملة : اسم نبات (راجع : تاج العروس : ج ۱۴ ص ۱۴۷ «حرمل») .

5.الخُصُّ : بيت يعمل من الخَشَبِ والقَصَبِ (النهاية : ج ۲ ص ۳۷ «خصص») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5613
صفحه از 414
پرینت  ارسال به