167
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

دِرهَمٍ وأنَا أنظُرُ إلَيها .
فَاُخِذتُ فَاُدخِلتُ عَلَى ابنِ زِيادٍ ، فَقالَ : مَا اسمُكَ ؟ فَقُلتُ : عَلِيُّ بنُ حُسَينٍ ، قالَ : أوَ لَم يَقتُلِ اللّهُ عَلِيّا ؟ قالَ : قُلتُ كانَ لي أخٌ يُقالُ لَهُ عَلِيٌّ أكبَرُ مِنّي قَتَلَهُ النّاسُ ، قالَ : بَلِ اللّهُ قَتَلَهُ ، قُلتُ : «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا» . ۱ فَأَمَرَ بِقَتلِهِ .
فَصاحَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ يَابنَ زِيادٍ : حَسبُكَ مِن دِمائِنا ، أسأَلُكَ بِاللّهِ إن قَتَلتَهُ إلّا قَتَلتَني مَعَهُ ، فَتَرَكَهُ . ۲

۲۳۰۳.شرح الأخبار ـ في بَيانِ الوَقائِعِ ما بَعدَ الشَّهادَةِ ـ ... ومَضَوا بِعَليِّ بنِ الحُسَينِ الأَكبَرِ الباقي مِن وُلدِهِ وهُوَ شَديدُ العلّة ... وقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام :فَما فَهِمتُهُ وعَقَلتُهُ مَعَ عِلَّتي وشِدَّتِها أنَّهُ اُتِيَ بي إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَلَمّا رَأى ما بي أعرَضَ عَنّي ، فَبَقيتُ مَطروحا لِما بي .
فَأَتاني رَجَلٌ مِن أهلِ الشّامِ ، فَاحتَمَلَني ، فَمَضى بي وهُوَ يَبكي ، وقالَ لي :
يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، إنّي أخافُ عَلَيكَ فَكُن عِندي .
ومَضى بي إلى رَحلِهِ وأكرَمَ نُزُلي ، وكانَ كُلَّما نَظَرَ إلَيَّ يَبكي .
فَكُنتُ أقولُ في نَفسي : إن يَكُن عِندَ أحَدٍ مِن هؤُلاءِ خَيرٌ فَعِندَ هذَا الرَّجُلِ .
فَلَمّا صِرنا إلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ سَأَلَ عَنّي .
فَقيلَ : قَد تُرِكَ . وطُلبِتُ فَلَم اُوجَد ، فَنادى مُنادٍ : مَن وَجَدَ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ، فَليَأتِ بِهِ ولَهُ ثَلاثُمِئَةِ دِرهَمٍ .
فَدَخَلَ عَلَيَّ الرَّجُلُ الَّذي كُنتُ عِندَهُ ـ وهُوَ يَبكي ـ وجَعَلَ يَربِطُ يَدَيَّ إلى

1.الزمر : ۴۲ .

2.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۸۰ ، تاريخ دمشق : ج ۴۱ ص ۳۶۷ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
166

«اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا» . فَقالَ ابنُ زِيادٍ : وبِكَ جُرأَةٌ عَلى جَوابي ؟ اِذهَبوا بِهِ فَاضرِبوا عُنُقَهُ .
فَسَمِعَت بِهِ عَمَّتُهُ زَينَبُ عليهاالسلام ، فَقالَت : يَابنَ زِيادٍ ، إنَّكَ لَم تُبقِ مِنّا أحَدا ، فَإِن كُنتَ عَزَمتَ عَلى قَتلِهِ فَاقتُلني مَعَهُ .
فَقالَ عَلِيٌّ لِعَمَّتِهِ : اُسكُتي يا عَمَّةُ حَتّى اُكَلِّمَهُ . ثُمَّ أقبَلَ إلَيهِ فَقالَ : أبِالقَتلِ تُهَدِّدُني يَابنَ زِيادٍ ، أما عَلِمتَ أنَّ القَتلَ لَنا عادَةٌ وكَرامَتَنَا الشَّهادَةُ ۱ ؟

۲۳۰۱.تذكرة الخواصّ عن هشام :لَمّا حَضَرَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ الأَصغَرُ عليه السلام مَعَ النِّساءِ عِندَ ابنِ زِيادٍ وكانَ مَريضا ، قالَ ابنُ زِيادٍ : كَيفَ سَلِمَ هذا ؟! اُقتُلوهُ .
فَصاحَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ عليهاالسلام : يَابنَ زِيادٍ حَسبُكَ مِن دِمائِنا ، إن قَتَلتَهُ ، فَاقتُلني مَعَهُ ، وقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : يَابنَ زِيادٍ إن كُنتَ قاتِلي فَانظُر إلى هذِهِ النِّسوَةِ ، مَن بَينَهُ وبَينَهُنَّ قَرابَةٌ يَكونُ مَعَهُنَّ ؟! فَقالَ ابنُ زِيادٍ : أنتَ وذاكَ . ۲

۲۳۰۲.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن عليّ بن حسين [زين العابدين] عليه السلام :فَغَيَّبَني رَجُلٌ مِنهُم وأكرَمَ نُزُلي وَاحتَضَنَني ، وجَعَلَ يَبكي كُلَّما خَرَجَ ودَخَلَ ، حَتّى كُنتُ أقولُ : إن يَكُن عِندَ أحَدٍ مِنَ النّاسِ وَفاءٌ فَعِندَ هذا . إلى أن نادى مُنادِي ۳ ابنِ زِيادٍ : ألا مَن وَجَدَ عَلِيَّ بنَ حُسَينٍ فَليَأتِ بِهِ ، فَقَد جَعَلنا فيهِ ثَلاثَمِئَةِ دِرهَمٍ .
قالَ : فَدَخَلَ ـ وَاللّهِ ـ عَلَيَّ وهُوَ يَبكي ، وجَعَلَ يَربِطُ يَدَيَّ إلى عُنُقي ! وهُوَ يَقولُ : أخافُ ! فَأَخرَجَني وَاللّهِ إلَيهِم مَربوطا حَتّى دَفَعَني إلَيهِم ، وأخَذَ ثَلاثَمِئَةِ

1.الملهوف : ص ۲۰۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۱۷ ؛ الفتوح : ج ۵ ص ۱۲۳ نحوه وراجع : مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۹ .

2.تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۸ .

3.في المصدر : «مناد» ، والصواب ما أثبتناه كما في تاريخ دمشق .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5757
صفحه از 414
پرینت  ارسال به