أصَبتُم ؟ «لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَـوَ تُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا » ۱ ، ولَقَد أتَيتُم بِها خَرقاءَ ۲ شَوهاءَ ، طِلاعَ ۳ الأَرضِ وَالسَّماءِ .
أفَعَجِبتُم أن قَطَرَتِ السَّماءُ دَما ! « وَ لَعَذَابُ الْأَخِرَةِ أَخْزَى » ، فَلا يَستَخِفَّنَّكُمُ المَهَلُ ، فَإِنَّهُ لا يُحَفِّزُهُ ۴ البِدار ۵ ، ولا يُخافُ عَلَيهِ فَوتُ الثّأرِ ، كَلّا «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ » . ۶
قالَ : ثُمَّ سَكَتَت ، فَرَأَيتُ النّاسَ حَيارى ، قَد رَدّوا أيدِيَهُم في أفواهِهِم ، ورَأَيتُ شَيخا قَد بَكى حَتَّى اخضَلَّت لِحيَتُهُ ، وهُوَ يَقولُ :
كُهولُهُم خَيرُ الكُهولِ ونَسلُهُمإذا عُدَّ نَسلٌ لا يَخيبُ ولا يَخزى ۷
۲۲۷۷.الاحتجاج عن حذيم بن شريك الأسدي :لَمّا أتى عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ زَينُ العابِدينَ عليه السلام بِالنِّسوَةِ مِن كَربَلاءَ ، وكانَ مَريضا ، وإذا نِساءُ أهلِ الكوفَةِ يَنتَدِبنَ مُشَقِّقاتِ الجُيوبِ ، وَالرِّجالُ مَعَهُنَّ يَبكونَ .
فَقالَ زَينُ العابِدينَ عليه السلام ـ بِصَوتٍ ضَئيلٍ وقَد نَهَكَتهُ العِلَّةُ ـ : إنَّ هؤُلاءِ يَبكونَ عَلَينا! فَمَن قَتَلَنا غَيرَهم ؟ فَأَومَأَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام إلَى النّاسِ بِالسُّكوتِ .
قالَ حِذيَمٌ الأَسَدِيُّ : لَم أرَ وَاللّهِ خَفِرَةً قَطُّ أنطَقَ مِنها ، كَأَنَّها تَنطِقُ وتُفرِغُ عَلى
1.مريم : ۸۹ و۹۰ .
2.خرقاء : أي حمقاء جاهلة (النهاية : ج ۲ ص ۲۶ «خرق») .
3.طلاع الأرض : ملؤها (الصحاح : ج ۳ ص ۱۲۵۴ «طلع») .
4.الحفز : الحثّ والإعجال (النهاية : ج ۱ ص ۴۰۷ «حَفز») .
5.بَدَرْتُ إلى الشيء : أسرعت إليه (الصحاح : ج ۲ ص ۵۸۶ «بدر») .
6.الفجر : ۱۴ .
7.الأمالي للمفيد : ص ۳۲۱ الرقم ۸ ، الأمالي للطوسي : ص ۹۲ الرقم ۱۴۲ ، الملهوف : ص ۱۹۲ عن بشير بن خزيم الأسدي ، مثير الأحزان : ص ۸۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۶۵ الرقم ۸ ؛ الفتوح : ج ۵ ص ۱۲۱ عن خزيمة الأسدي ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۴۰ عن بشير بن حذيم الأسدي وكلّها نحوه .