145
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

لِسانِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وقَد أشارَت إلَى النّاسِ بِأَن أنصِتوا ، فَارتَدَّتِ الأَنفاسُ وسَكَنَتِ الأَجراسُ ۱ ، ثُمَّ قالَت ـ بَعدَ حَمدِ اللّهِ تَعالى وَالصَّلاةِ عَلى رَسولِهِ صلى الله عليه و آله ـ :
أمّا بَعدُ يا أهلَ الكوفَةِ ، يا أهلَ الخَتلِ وَالغَدرِ وَالخَذلِ وَالمَكرِ ، ألا فَلا رَقَأَتِ العَبرَةُ ولا هَدَأَتِ الزَّفرَةُ ، إنَّما مَثَلُكُم كَمَثَلِ «الَّتي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَـثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَـنَكُمْ دَخَلَا بَيْنَكُمْ » ۲ ، هَل فيكُم إلَا الصَّلَفُ وَالعُجبُ ، وَالشَّنَفُ وَالكَذِبُ ، ومَلَقُ ۳ الإِماءِ ، وغَمزُ الأَعداءِ ، أو كَمَرعى عَلى دِنَةٍ ۴ أو كَفِضَّةٍ عَلى مَلحودَةٍ ، ألا بِئسَ ما قَدَّمَت لَكُم أنفُسكُم أن سَخِطَ اللّهُ عَلَيكُم وفِي العَذابِ أنتمُ خالِدونَ .
أتَبكونَ أخي ؟ ! أجَل وَاللّهِ فَابكوا فَإِنَّكُم وَاللّهِ أحرِياءُ ۵ بِالبُكاءِ ، فَابكوا كَثيرا وَاضحَكوا قَليلاً ، فَقَد بُليتُم بِعارِها ، ومُنيتُم بِشَنارها ولَن تَرحَضوها ۶ أبَدا ، وأنّى تَرحَضونَ قَتلَ سَليلِ خاتَمِ النُّبُوَّةِ ، ومَعدِنِ الرِّسالَةِ ، وسَيِّدِ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، ومَلاذِ حَريمِكُم ، ومَعاذِ حِزبِكُم ، ومَقَرِّ سِلمِكُم ، وآسي ۷ كَلِمكُم ۸ ، ومَفزَعِ نازِلَتِكُم ، وَالمَرجِعِ إلَيهِ عِندَ مُقاتَلَتِكُم ، ومَدَرَةِ ۹ حُجَجِكُم ، ومَنارِ مَحَجَّتِكُم .
ألا ساءَ ما قَدَّمَت لَكُم أنفُسُكُم ، وساءَ ما تَزِرونَ لِيَومِ بَعثِكُم . فَتَعسا تَعسا !

1.الجرس : الصوت الخفيّ (الصحاح : ج ۳ ص ۹۱۲ «جرس») .

2.النحل : ۹۲ .

3.الملق : أن يعطي بلسانه ما ليس في قلبه (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۳۴۷ «ملق») .

4.الدّمنة : هي ما تُدمّنه الإبل والغنم بأبعارها ... فربما نَبَتَ فيها النبات الحسن النضير (النهاية : ج ۲ ص ۱۳۴ «دمن») .

5.أحرياء : جمع حريّ ؛ وهو الخليق (راجع : لسان العرب : ج ۱۴ ص ۱۷۳ «حري») .

6.ترحضوها : أي تغسلوها (راجع : النهاية : ج ۲ ص ۲۰۸ «رحض») .

7.الآسي : الطبيب (الصحاح : ج ۶ ص ۲۲۶۹) .

8.الكلم : الجراحة (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۲۳ «كلم») .

9.المدرة: زعيم القوم والمتكلّم عنهم (الصحاح: ج ۶ ص ۲۲۳۱ «دره»).


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
144

أصَبتُم ؟ «لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَـوَ تُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا » ۱ ، ولَقَد أتَيتُم بِها خَرقاءَ ۲ شَوهاءَ ، طِلاعَ ۳ الأَرضِ وَالسَّماءِ .
أفَعَجِبتُم أن قَطَرَتِ السَّماءُ دَما ! « وَ لَعَذَابُ الْأَخِرَةِ أَخْزَى » ، فَلا يَستَخِفَّنَّكُمُ المَهَلُ ، فَإِنَّهُ لا يُحَفِّزُهُ ۴ البِدار ۵ ، ولا يُخافُ عَلَيهِ فَوتُ الثّأرِ ، كَلّا «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ » . ۶
قالَ : ثُمَّ سَكَتَت ، فَرَأَيتُ النّاسَ حَيارى ، قَد رَدّوا أيدِيَهُم في أفواهِهِم ، ورَأَيتُ شَيخا قَد بَكى حَتَّى اخضَلَّت لِحيَتُهُ ، وهُوَ يَقولُ :

كُهولُهُم خَيرُ الكُهولِ ونَسلُهُمإذا عُدَّ نَسلٌ لا يَخيبُ ولا يَخزى ۷

۲۲۷۷.الاحتجاج عن حذيم بن شريك الأسدي :لَمّا أتى عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ زَينُ العابِدينَ عليه السلام بِالنِّسوَةِ مِن كَربَلاءَ ، وكانَ مَريضا ، وإذا نِساءُ أهلِ الكوفَةِ يَنتَدِبنَ مُشَقِّقاتِ الجُيوبِ ، وَالرِّجالُ مَعَهُنَّ يَبكونَ .
فَقالَ زَينُ العابِدينَ عليه السلام ـ بِصَوتٍ ضَئيلٍ وقَد نَهَكَتهُ العِلَّةُ ـ : إنَّ هؤُلاءِ يَبكونَ عَلَينا! فَمَن قَتَلَنا غَيرَهم ؟ فَأَومَأَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام إلَى النّاسِ بِالسُّكوتِ .
قالَ حِذيَمٌ الأَسَدِيُّ : لَم أرَ وَاللّهِ خَفِرَةً قَطُّ أنطَقَ مِنها ، كَأَنَّها تَنطِقُ وتُفرِغُ عَلى

1.مريم : ۸۹ و۹۰ .

2.خرقاء : أي حمقاء جاهلة (النهاية : ج ۲ ص ۲۶ «خرق») .

3.طلاع الأرض : ملؤها (الصحاح : ج ۳ ص ۱۲۵۴ «طلع») .

4.الحفز : الحثّ والإعجال (النهاية : ج ۱ ص ۴۰۷ «حَفز») .

5.بَدَرْتُ إلى الشيء : أسرعت إليه (الصحاح : ج ۲ ص ۵۸۶ «بدر») .

6.الفجر : ۱۴ .

7.الأمالي للمفيد : ص ۳۲۱ الرقم ۸ ، الأمالي للطوسي : ص ۹۲ الرقم ۱۴۲ ، الملهوف : ص ۱۹۲ عن بشير بن خزيم الأسدي ، مثير الأحزان : ص ۸۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۶۵ الرقم ۸ ؛ الفتوح : ج ۵ ص ۱۲۱ عن خزيمة الأسدي ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۴۰ عن بشير بن حذيم الأسدي وكلّها نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5781
صفحه از 414
پرینت  ارسال به