129
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

اطَّلَعَ راهِبٌ مِن صَومَعَتِهِ ۱ إلَى الرَّأسِ ، فَرَأى نورا ساطِعا يَخرُجُ مِن فيهِ ، ويَصعَدُ إلَى السَّماءِ ، فَأَتاهُم بِعَشَرَةِ آلافِ دِرهَمٍ ، وأخَذَ الرَّأسَ ، وأدخَلَهُ صَومَعَتَهُ ، فَسَمِعَ صَوتا ولَم يَرَ شَخصا ، قالَ : طوبى لَكَ ، وطوبى لِمَن عَرَفَ حُرمَتَهُ ، فَرَفَعَ الرّاهِبُ رَأسَهُ ، وقالَ : يا رَبِّ ، بِحَقِّ عيسى تَأمُرُ هذَا الرَّأسَ بِالتَّكَلُّمِ مَعي .
فَتَكَلَّمَ الرَّأسُ ، وقالَ : يا راهِبُ ، أيَّ شَيءٍ تُريدُ ؟ قالَ : مَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا ابنُ مُحَمَّدٍ المُصطَفى ، وأنَا ابنُ عَلِيٍّ المُرتَضى ، وأنَا ابنُ فاطِمَةَ الزَّهراءِ ، وأنَا المَقتولُ بِكَربَلاءَ ، أنَا المَظلومُ ، أنَا العَطشانُ ، فَسَكَتَ .
فَوَضَعَ الرّاهِبُ وَجهَهُ عَلى وَجهِهِ ، فَقالَ : لا أرفَعُ وَجهي عَن وَجهِكَ حَتّى تَقولَ : أنَا شَفيعُكَ يَومَ القِيامَةِ .
فَتَكَلَّمَ الرَّأسُ ، فَقالَ : اِرجِع إلى دينِ جَدّي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله .
فَقالَ الرّاهِبُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ ، فَقَبِلَ لَهُ الشَّفاعَةَ .
فَلَمّا أصبَحوا أخَذوا مِنهُ الرَّأسَ وَالدَّراهِمَ ، فَلَمّا بَلَغُوا الوادِيَ نَظَرُوا الدَّراهِمَ قَد صارَت حِجارَةً . ۲

۵ / ۳

إسلامُ رَجُلٍ يَهودِيٍّ

۲۲۵۵.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :إنَّ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام لَمّا حُمِلَ إلَى الشّامِ جَنَّ عَلَيهِمُ اللَّيلُ ،

1.الصَّومَعَةُ : بيت للنصارى ومَنار للراهب (تاج العروس : ج ۱۱ ص ۲۸۱ «صمع») .

2.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۶۰ نقلاً عن النطنزي في الخصائص ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۰۳ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
128

وَالرُّؤوسِ ، وكُلَّما نَزَلوا مَنزِلاً أخرَجُوا الرَّأسَ مِن صُندوقٍ أعَدّوهُ لَهُ ، فَوَضَعوهُ عَلى رُمحٍ ، وحَرَسوهُ طولَ اللَّيلِ إلى وَقتِ الرَّحيلِ ، ثُمَّ يُعيدوهُ إلَى الصُّندوقِ ويَرحَلوا .
فَنَزلوا بَعضَ المَنازِلِ ، وفي ذلِكَ المَنزِلِ دَيرٌ فيهِ راهِبٌ ، فَأَخرَجُوا الرَّأسَ عَلى عادَتِهِم ، ووَضَعوهُ عَلَى الرُّمحِ ، وحَرَسَهُ الحَرَسُ عَلى عادَتِهِ ، وأسنَدُوا الرُّمحَ إلَى الدَّيرِ ، فَلَمّا كانَ في نِصفِ اللَّيلِ رَأَى الرّاهِبُ نورا مِن مَكانِ الرَّأسِ إلى عَنانِ السَّماءِ ، فَأَشرَفَ عَلَى القَومِ ، وقالَ : مَن أنتُم ؟ قالوا : نَحنُ أصحابُ ابنِ زِيادٍ . قالَ : وهذا رَأسُ مَن ؟ قالوا : رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، ابنِ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . قالَ : نَبِيُّكُم ؟ قالوا : نَعَم .
قالَ : بِئسَ القَومُ أنتُم ، لَو كانَ لِلمَسيحِ وَلَدٌ لَأَسكَنّاهُ أحداقَنا ، ثُمَّ قالَ : هَل لَكُم في شَيءٍ ؟ قالوا : وما هُوَ ؟ قالَ : عِندي عَشَرَةُ آلافِ دينارٍ تَأخُذونَها ، وتُعطونِّي الرَّأسَ يَكونُ عِندي تَمامَ اللَّيلَةِ ، وإذا رَحَلتُم تَأخُذونَهُ ، قالوا : وما يَضُرُّنا ، فَناوَلوهُ الرَّأسَ ، وناوَلَهُمُ الدَّنانيرَ ، فَأَخَذَهُ الرّاهِبُ ، فَغَسَلَهُ وطَيَّبَهُ ، وتَرَكَهُ عَلى فَخِذِهِ ، وقَعَدَ يَبكي اللَّيلَ كُلَّهُ ، فَلَمّا أسفَرَ الصُّبحُ قالَ : يا رَأسُ ، لا أملِكُ إلّا نَفسي ، وأنَا أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنَّ جَدَّكَ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ ، واُشهِدُ اللّهَ أنَّني مَولاكَ وعَبدُكَ .
ثُمَّ خَرَجَ عَنِ الدَّيرِ وما فيهِ ، وصارَ يَخدِمُ أهلَ البَيتِ . ۱

۲۲۵۴.المناقب لابن شهر آشوب :لَمّا جاؤوا بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ونَزَلوا مَنزِلاً يُقالُ لَهُ قِنَّسرينَ ، ۲

1.تذكرة الخواصّ : ص ۲۶۳ .

2.كانت قِنَّسْرين مدينة [في الشام] بينها وبين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم ، وما زالت عامرةً آهلة إلى أن كانت سنة ۳۵۱ هـ . ق وغلبت الروم على مدينة حلب وقتلت جميع ما كان بربضها ، فخاف أهل قنّسرين ، وتفرّقوا في البلاد (معجم البلدان : ج ۴ ص ۴۰۴) و راجع : الخريطة رقم ۵ في آخر هذا المجلّد .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4374
صفحه از 414
پرینت  ارسال به